تعتبر المصلحة الوطنية الركن الهام للعمل السياسي لاي بلد كان ويمكن تعريفها على أنها الاستخدام الحذر والامين لجميع الوسائل الممكنة لتحقيق مصالح الوطن الحيوية في الداخل والخارج. والافتراض هنا هو أن المصلحة الوطنية ثابتة في جلب النفع العام والخاص وفق اولويات الوطن وابعاد كل اشكال الخطر والضرر والسوء التي قد تعيق النمو والارتقاء الوطني الشامل .
واذا كان طبيعياً ان يخضع هذا المفهوم للتباين وفق اختلاف المصالح والانتماءات بين مرحلة وأُخرى وان يتطور المفهوم وفق الآليات السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية والثقافية في اطار هذه المراحل فان من الطبيعي كذلك ان يسعى كل افراد الوطن وكل حزب سياسي او اتجاة ليضفي على هذا المفهوم ايدلوجيته الخاصة وفكره السياسي بل وبرامجه وخططه واساليبه ووسائله أيضاً التي يجب ان تنحصر في تحقيق المزيد من الامن الوطني الشامل والولاء والانتماء لكل موجودات الوطن وقيمة وممتلكاتة ولقيادتة التي يعتبر همها الوحيد بناء ورفعة الوطن وتحقيق الخير للانسانية جمعاء .
اذاً أين المشكلة وفيم تكمن على وجه التحديد؟؟ ما هو مقياس المصلحة الوطنية العليا وما هي المرجعية التي يمكن ان نستند اليها في تقييم الممارسة السياسية، وفي تحديد مدى استجابتها مع المفهوم، وفي معرفة درجة مساهمتها في تحقيق هذا المفهوم، أو ربما درجة الأذى والضرر الذي تلحقه به أو تؤثر عليه؟؟
هل يمكن ان يكون الاقتتال والعنف والفوضى الاجتماعية والثار وتراجع سيادة القانون مثلاً جزءاً من المصلحة الوطنية؟
أين هي المصلحة الوطنية في الاعلان كل يوم ومن خلال وسائل الاعلام عن مزيد من الجرائم والسرقات وعمليات النصب والاحتيال والتمرد على رجال الامن احيانا والاعتداء على المعلمين والاطباء والقتل بمسببات واهية تصل الى حدود السخف وتدني شديد في قيم التفكير ليقتل انسان لانة شتم او تجاوز في سياقتة للسيارة او غيرها . واذا بقيت أُمورنا على ما هي عليه الآن ألن يصبح ممكناً على سبيل المثال اعتبار الاعتقال باشكالة مصلحة وطنية عليا ثم العقوبات الرادعة على خلفية هذة الممارسات هو أيضاً مصلحة وطنية عليا؟؟
ما الذي يمنع ان تصبح حالة القمع للحريات المتغولة على قيم الخير بكل اشكالها مصلحة وطنية عليا؟
ان تحديد المصلحة الوطنية فية إعطاء أهمية أكبرللامن الوطني الشامل و للرفاه الداخلي والقضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تهتم بتوزيع الثروة الوطنية ومعاناة الناس والتشارك فيها وبالقضايا المشابهة لذلك على المستوى الاقليمي و العالمي. من هنا نقول
أهمية التفاعل الخلاق لمختلف الاحزاب والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام في وطننا العزيز مع العملية الحوارية الوطنية المسؤولة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الصغيرة الضيقة تجسيد لمبدأ المشاركة الواسعة عبر الحوار العقلاني الصادق والواضح والمسؤول هو مفتاح النجاح والتقدم نحو صنع انجازات نوعية جديدة في عمق الوطن لشعب الحكمة والإيمان وقيادته السياسية العليا المقتدرة التي حفل تاريخها الوطني بالعديد من تلكم الإنجازات التاريخية المتميزة .
الكاتب :علي يوسف المومني aliyos6@yahoo.com