سواء أكان الكاتب سامر ابو لبدة المتمتع بالجنسية الأردنية التي منحته أفاق للعمل والحركة والسفر وكسب المال من هنا وهناك وأخيرا مغازلة الصهاينة والأمريكان بموضوع الوطن البديل على صفحات أكثر الصحف الصهيونية عدائية للعرب عامة والفلسطينيين خاصة قد نشر مقالته في صحيفة الجورسالم بوست بدعم من جهات يهودية تبحث عن حل الأزمة عن طريق الأردن ، او جهات فلسطينية تنادي بما ينادي به الرجل حول خزعبلات الحقوق المنقوصة للمواطنين الأردنيين من أصل فلسطيني ، فأن الرجل كغيره من بعض ما شاهدنا وعرفنا لا ينفع ان يكون ضمن قوائم الوطنيين الأحرار الذين يتمسكون بفلسطين وطنا وهوية ، ولا يمكن له ان يكون مواطننا أردنيا أصيلا ، كما و لا يمكن ان يكون إلا أداة صهيونية مرتزقة كغيره من ألاف المواطنين الذين استطاعت الصهيونية بأجهزتها الأمنية استمالتهم بفعل الدولار والنساء والمكتسبات على حساب أبناء شعبه حتى لو كان الثمن أرواح إخوته وأقاربه ، فأنه بالمجمل العام لايعد سوى رجل مبتذل شيمته الغدر والترزق ، وهيهات ان يساوي ثمن حجر بيد طفل مدافع عن أرضه او حتى نعلا في قدم سيدة تحضن شجرة زيتون خشية اقتلاعها بأسنان جرافات العدو .
كثير هم من يحملون تلك الأفكار التي روج لها المدعو سامر بمقالته : مملكة الابارتيد الهاشمية قي صحيفة الجورسالم بوست ويدعو فيها إلى أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات \" صارمة \" بحق الأردن لما يقترفه من تمييز عنصري ( ابارتيد ) ضد أبناء الشعب الفلسطيني ! ويحذر من نمو السطوة العشائرية وتسليحها و التي ستدفع الأمور نحو المزيد من تأزم الوضع مع دول أخرى ما لم تطبق سياسة المحاصصة بين الشعبين في مجالات تولي مناصب الدفاع والأمن وغيرها !
لا ادري كيف يعض هذا الشيء تلك اليد التي امتدت إليه وأنقذته من براثن فقدان الهوية والحيلولة دون ضياعه وإلا كان احد حملة الأدوات الحادة في أزقة المدن ضائعا تائها ، او بائعا للمخدرات في إحدى الأماكن الموبوءة التي يعيش من كان على شاكلته فيها !
لا ادري ما هو الجرم الذي ارتكبه الأردن بحق أولئك الناس الذين يستقوون على الأردن بعد ان باتوا فيها رجالا ووزراء وسادة مجتمع ومنحهم امتيازات ومكاسب لم تمنح لأبنائه أصلا ، فالرجل يعمل كبير باحثين في مركز الحرية في الشرق الأوسط والمرتبط بدعم الكونغرس الأمريكي ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة مع عدة جهات صهيونية تتخذ من واشنطن مقرا لها كباحث في مجالات اجتماعية وسياسية وتدريبية في كل من الأردن ومصر وفلسطين ، وكان اعد في الأردن برامج تدريبية لتأهيل ناشطات أردنيات بهدف تحسين ورفع مستوى الإدراك والوعي السياسي لديهن بالتعاون مع احد المراكز الخاصة في الأردن ، فتاريخ الرجل وارتباطاته لم تعد سرا وتعلمها الأجهزة المختصة ، لكنها تقف مكتوفة اليدين أمام برامج وأفكار ليس الرجل وحده بل ورجال ونساء استطاعت تلك المنظمات الصهيونية استمالتهم للمشاركة بمعركتها نحو إيجاد وطن بديل للفلسطينيين في الأردن باعتبارهم مواطنون أردنيون يستطيعون استثمار او استغلال هويتهم للقفز على مختلف الحواجز فأداروا ظهر المجن لبلادنا ونعتوها بالتمييز ومجتمع الكراهية !بالرغم مما حققوه من مكاسب وامتيازات كبيره وتولوا فيها المناصب العليا وكانوا الأقرب للحكم وأهله ! في وقت يقاتل فيه قادة الأردن وشعبه الاصيل ببسالة من اجل شطب تلك الفكرة ودفنها حتى لو كانت تداعب مشاعر البعض ممن استسلموا للأمر الواقع ولم يجدوا غير الاستسلام والقبول بالفكرة باعتبارها المنفذ الوحيد للحل النهائي .
على الحكومات والأجهزة المعنية ان تعيد النظر بسياسات التعامل مع من هو على شاكلة سامر او غيره من أصحاب فكرة الحقوق المنقوصة ، وان تعاملهم معاملة الخائن لبلاده قانونا وإجراءا باعتبارهم للأسف مواطنين أردنيين يطبق عليهم القانون كغيرهم في البلاد ، وان ندقق في تلك المنظمات والهيئات المدنية التي باتت تنتشر كسرطان خبيث في جسد الوطن من اجل التآمر عليه وليس إفادته ، وان لا نسير خلف سراب التجديد والتدريب و نشر أفكار المجتمع المدني الذي أسيء فهمه ومحتواه ، و الذي تحرص تلك المنظمات على رفع شعاره من اجل إيجاد موطئ قدم لها على الساحة لتنشر بعدها سمومها ومن ثم تكشف عن نيتها وأهدافها في خدمة العدو ومصالحه وسياساته التوسعية من جهة ، او سياسات اختراق مجتمعنا وتدمير ثقافته وأركانه الاجتماعية العتيدة من جهة اخرى و تحت مسميات كثيرة \" تزغلل \" عيون الواهمين بجدوى تلك الأفكار .