صديقتي: أظنه لا يخفى عليكِ أنَّ ذاكرتي مهترئةٌ وتحتوي على عطل ، والذي بدوره أدى الى تَسّرب يوم ميلادك من ثنايا ذاكرتي ليتجاوزني على غفلة من أمري ، لكني سأعتبر هذا السهو جزء من الخيانة اليومية التي أمارسها في حياتي ، لذا نسيتك بالمجمل، مع أنَّ مثلك لا ينتسى !! لذا ، اسمحي لي أن أقول لك كل عام وانتِ بخير ، وكل عام وانتِ صديقتي وقد ترددت في استخدام عبارة نزار قباني ، التي غناها كاظم الساهر، (كل عام وانتِ....؟) فأنا متوتر ومتردد ، وأظن أنه لا يخفى عليكِ بأنني متلكئ ، وعباراتي تتلعثم وتتعثر دائما عندما تهم بالنهوض عن سرير الشفاه اليكِ ! لكن لا عليكِ ، وأرجو أن لا تلعنيني ، فاللعنة على الكلمات التي لا تقول كل شيء..! لكِ أن تتخيلي أنني أكتب إليك وانا أستمع لعبد الحليم حافظ ، وها هو الآن يردد مقطع (دنا ياما ببكيلك وفكرني بغنيلك يا حبيبي) .. أُغنية جميلة ، وأنا احبها .. هل يروقك هذا النوع من الأغاني..؟ كنت أتمنى أن تكونِ مقابلي ، لوحدنا ..لنحتفل مع بعضا ، حتى أستطيع أن أبوح لك بعبارات تُقال في مثل هذه المناسبة .. وأعدك حينها أن أكون مؤدبا وضمن ما تتطلبه اللباقة والأدب ، وأعدك أن لا يكون الشيطان ثالثنا ..! لكن تأتي الرياح \\"دائما\\" بما لا تشتهي السفن ..! وها أنا أحتفل لوحدي . فكرت لو أنك بمعيتي لنحتفل، ماذا الذي سأصنعه ؟ .. ساشتري كعكة وسأزرع بداخلها شمعة حمراء جميلة ، وأبقى ممعنا للنظر إليكِ حتى تذوب الشمعة وقلبي معاً.. ثم أدعوك لأن نطفئ الشمعة سويةً ، وأبدأ بالعد ... 1 ... 2 ... 3 ، ثم أدعكِ تنفثين على الشمعة لوحدك !! يا ترى كيف سيكون شكلك حينها ؟؟ فأنا أحب تفاصيل وجهك ، وبالأخص تفاصيلك العفوية .. سنقوم بتقطيع الكعكة ، سوية ، ولا تقلقِ فلن أدع ممرا يأخذ يدي لتستريح فوق راحتك ، فأنا وعدتك أن أكون ضمن ما تتطلبة اللباقة والأدب .. أتذكرين .. مع أنه ليس ثمة أدنى تجاوز للأدب ، فهل أصبح مس الحرير فعلاً مُشيناً.؟. سأحضر معي هديةً ، قلباً أحمراً ، مثل لون وجنتيكِ ، متواضع الثمن إلا أنه جميل ، وسأطلب منك أن تهدأي وأن لا تتوتري ، فانا أيضا متوتر ولا أحسن التصرف وأنا بهذه الحالة ، لذا خُذي نفساً عميقاً ، واهدأي ، حتى استرح قليلاً.. كنت أرغب في محاورتك ، لابدي لكِ اعجابي الشديد برشاقتك ، وبثوبك الأبيض الجميل المطرز ، بالاضافة إلى حقيبتك اليدوية الصغيرة وأناملك الطويلة الناعمة التي لا تشوبها شائبة و\\"دبلتكِ\\" الذهبية الوهمية التي تستعيرينها من شقيقتك الوسطى عند كل لقاء مقتضب , وأضيف لكِ أنه يرضيني ويكفيني ذلك الكبرياء الذي تلفحينني فيه دائما، وأكاد أطير فرحاً حين يستبيحكِ الحياء فتضعين يدك الناعمة على فمي الثرثار لارغامي على السكوت والكف عن المتابعة ، لترتد عباراتي بداخلي وتبقى حبيسة للقاء اخر بعيد.. ما أقصد قوله في يوم ميلادك أو في أيامك العادية أيتها الامرأة الاستثنائية : تعجبني فيكِ أشياء كثيرة .. تفاصيلك ، ملامحك ، مقتنياتك ، ملاحظاتك ، حتى غرورك.. كل شيء فيكِ... أنتِ هكذا بالمجمل .. أجمل ..!