تعودنا أن نتغنى بحرية الرأي في نقاشاتنا وحواراتنا وهذا شيء نفتخر به ان كان صادقا ويتم تطبيقه على الواقع العملي ..اذ أن حرية الرأي واحترام الرأي الاخر هو المفتاح لكل ما يمكن أن يجري على الأرض من خلافات قد تعصف بالبلد لا سمح الله..
ولكن بين الحين والاخر للأسف نقرأ بيانات صادره عن هذه الجهه او تلك تقول في عنوانها العريض "بيان صادر عن أحرار العشيره الفلانيه " أو "بيان صادر عن شرفاء الأردن" او "بيان صادر عن أحرار الجهه الفلانيه او التنظيم الفلاني" وما الى ذلك من التعابير والأوصاف التي تبدو في شكلها العام عناوين براقه ولكنها تحمل بين طياتها استخفافا بالرأي المقابل بل تحمل طعنا في ولاء الاخرين للبلد ..فهل الاخرين هم غير شرفاء ؟؟ أو هل هم عبيد وليسوا أحرار ؟؟؟ وأين حرية الرأي التي نتغنى بها؟؟ وكما نعرف جميعا فان اجماع أي عشيره بكاملها او اي جهه على أمر معين هو شيء مستحيل ..وفي رأيي الخاص يجب أن يتم صياغة أي بيان باسم من يمثله فقط بطريقه ليس فيها اتهام مبطن للاخرين كأن يقولوا بيان صادر عن جزء من العشيره الفلانيه او الجهه الفلانيه..
لماذا لا يتم صياغة هذه البيانات بحذر بحيث لا تشكك بالاخرين ؟؟ نعم هنالك من يريد محاربة الفساد الذي استشرى بالبلد بأي طريقه ومهما كانت النتائج وهذا رأي له احترامه ..ولكن بالمقابل هناك من يرى أن محاربة الفساد تتم ببطء وبخطوات مدروسه بطريقه يتم من خلالها الحفاظ على البلد ومقدراتها ...وهناك من يتخذ من الأحداث في البلدان المجاوره عبره في أي تحرك قد يقومون به لا سيما وأن الأردن يعيش على صفيح ساخن ..فالحدود الشماليه تشهد أحداثا نعرفها جميعا وليس هناك دوله بمعنى الكلمه أي أن الحدود مفتوحه على جميع
الاحتمالات..والحدود الشرقيه أيضا مفتوحه على جميع الاحتمالات سيما وأن الاحداث هناك تتصاعد باتجاه حرب أهليه نتمنى من الله أن يجنبهم ويجنبنا شرها ...والحدود الغربيه كما نعرف جميعا هناك العدو الصهيوني المتربص بالاردن برغم ما يبديه من حرص وهمي على العلاقات الطيبه مع الاردن التي ما كانت ولن تكون.. بالاضافه الى الكثير من الأيدي التي تحاول العبث في الداخل والخارج ..مما سبق يتضح ان الجهه الوحيده المستقره هي الحدود الجنوبيه ..ومع هذا الوضع الملتهب من حق الناس أن تخشى على البلد وعلى أنفسهم ..ونحن بالنهايه لا نتمنى أن نرى الدبابات في شوارعنا لا سمح الله
اذن من كل ما سبق نستنتج أن هناك سبب حقيقي يدعو بعض الناس للحذر ..والعاقل هو من اتعظ بغيره..وفي هذا السياق يجب دعوة كل طرف أن يتفهم وجهة النظر المقابله ويحترمها ..حتى نرى موضوع احترام الرأي الاخر حقيقه واقعه وليس شيئا وهميا نتغنى به فقط بشكل نظري ..بل يجب أن نعيشه واقعا ملموسا يكون الحوار فيه هو سيد الموقف ... وبالنهايه ليس من حق أي شخص أن يدعي لنفسه الحريه والمجد والحق دون الاخرين ...حفظ الله الأردن