بعد ان جرت حوارات لحوالي ثلاثة أسابيع بين الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء مع المستقلين والكتل النيابية وغيرها من النخب في المجتمع الاردني ، خرجت الحكومة الجديدة عن طريق آلية لاتختلف عن سابقاتها من الحكومات المتعاقبة.. ضاربا بعرض الحائط تلك الحوارات ولم يؤخذ بآراء النواب ولم تطرح عليهم الحكومة أي برنامج .
لقد تم استنزاف وقت النواب والشعب معا ، ناهيك عن الضغط العصبي عند المواطنين وهم ينتظرون تشكيل الحكومة بعد تلك الحوارات التي تمخض عنها حكومة رشيقة "سمبتيك" ولكنها مصابة ب "أنيميا سياسية" خاصة اذا لاحظنا ان هناك بعض الوزراء في الحكومة الجديدة سوف يرتدون "الجينز" أو "الفوتيك" حتى يستطيعوا العمل ليلا نهارا حتى يستطيع الوزير ادارة عمل ثلاث وزارات يوميا .
ونسأل هنا ، هل تقليص عدد الوزارات سيوفر المال للخزينة ويسد العجز؟ ان الأوضاع الاقليمية والداخلية تمر بأصعب الأوقات ولا مجال للتجريب وعدم توفر برنامج سياسي واقتصادي ينقذ البلاد من الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار والتهديد برفع اسعار الكهرباء ليلا نهارا . هل هذه الأوضاع تتطلب اعطاء وزير ثلاث حقائب وزارية ، مع ان المرحلة الحالية صعبة وخطيرة على بلدنا وخاصة الحرب الدائرة في سوريا واستقبال اللاجئين السوريين بأعداد تفوق طاقة البلد من كل النواحي.
هل كان الرئيس ، عند تأليف الوزارة ، يفكر في الحراكات والنقابات والأحزاب خصوصا الاخوان المسلمين ماذا سيكون ردة الفعل عندهم لوزارة ليست على مستوى المرحلة الحالية بما فيها من حروب وقتل ودمار، وعدم اللجوء الى جيب المواطن وايجاد الحلول الناجعة لضبط النفقات واسترجاع الأموال وسن قوانين لخدمة المواطن ، بالاضافة الى ثقة النواب في الأيام القادمة.