تمر ذكرى عيد العمال في كل سنة ويحتفل العالم بها وتبدأ المقالات والحوارات والندوات والمؤتمرات والمسيرات وغيرها من الانشطة ويبدأ اصحاب الشركات بذرف الدموع وكلماتهم وخطبهم الرنانة تخرق طبلة الاذن من شدتها وتخرج اليافطات المخبأة من السنة الى السنة بعد ازالة الغبار التي تحمل شعارات حقوق العامل المسكين ( بالعامية المسخم ) وترى في هذه المناسبة العجب فمن يتباكى على العمال ابعد بكثير عنهم و اذا تجرأ اخدهم مطالبا بزيادة الرواتب او الحوافز تنزل اشكال الغضب عليه ويتهم بالجشع والتخريب ويتم طباعة كتاب بايدي ناعمة ورقيقة وبحروف بارزة لفصله و تظهر حقيقة دموع التماسيح !!! والغريب ان بعض العمال او الموظفين وفي بعض الشركات او المصانع او المدارس لاتزال اجورهم خيالية ( لاتفهموها غلط ) خيالية لانها متدنية جدا فعندما يكون راتب احدهم على احسن حال ثمانون دينارا فلا اعرف كيف سيصل افضل عالم رياضيات وبالاستعانة بجميع برامج الكمبيوتر وابراج السماء الى حل شيفرة وطلاسم معادلة الثمانين دينارا وكيف لها ان تضمن عيشا كريما مناسبا مشرفا لعائلته في ظل وجود ارتفاع فاحش في الاسعار وتسديد فواتير الكهرباء والماء ؟؟؟؟ لان فاتورة التلفون يمكن الاستغناء عنها وكيف له ان يضع اولاده في المدارس ( مع العلم ان اللحمة البلدية وحتى المجمدة اصبحت في طي النسيان وشطبت من القاموس وبينهما قطيعة ابدية ) .
لن افتح جروح العمال المساكين لان من شدة يأسهم اصبحوا ينظرون الى هذا العيد على انه عطلة فقط ويتمسمرون امام الشاشات لمتابعة هذا الخبر الهام جدا جدا جدا ؟
بهذه المناسبة اتمنى من خلال هذه الكلمات ان يكون عيد العمال فعلا عيدا يملأ قلب العامل بالسرور والفرحة بمكتسبات حقيقية تليق بانسانيته وكرامته وعيشه برفع الحد الادنى للاجور وان لايقل عن 250 دينار وان تكثف الجهات الرقابية زياراتها الميدانية المفاجئة للمؤسسات والشركات واستدعاء العمال عشوائيا حيث ان بعض من هؤلاء العمال يوقعون على كشوفات رواتب اعلى بكثير من حقيقة ما يتقاضونه على ان تكون هذه اللجان مشتركة بين النقابات والجهات الحكومية وفرض اشراك جميع العمال بالضمان الاجتماعي وبذلك تكون حكومتنا الرشيدة قد وضعت النقاط على الحروف في حقوق العمال وانتصرت للعامل علما ان العلاقة بين ارباب العمل والعاملين يجب ان تكون صريحة لان نجاح اي منظومة لايتم الا بهؤلاء العمال حتى وان كان صاحب الشركة من انجح رجال الاعمال .
لقد نادى جلالة الملك عبد الله الثاني بضرورة توفير عيش كريم للطبقة العاملة بما يتناسب مع كرامة الانسان وترجمة لمقولة ( الانسان اغلى مانملك ) وان تطبيق هذا الشعار هو جزء من الهوية الوطنية للاردني والذي يعتز بها في كل مكان وضرورة تفعيل قوانين العمل بالغاء فكرة ان قوانين العمل يتم تفصيلها حسب مصلحة اصحاب النفوذ ونطالب الحكومة التي من واجبها توفير العمل للعاطلين والحد من البطالة بعدم السماح لاي كان بعملية الفصل التعسفي في القطاع العام و / او الخاص وان لاتكون السلطة والصلاحية سيفا على رقاب العباد يجزها كيف يشاء والمطالبة بسرعة البت في قضايا العمال وان يكون الحكم بالحد الاعلى له لان افواه الابناء وجوعهم ودموعهم لاتعرف قانونا ولا حتى قصور العدل كلها ولايمكن اسكاتها .
المهندس رابح بكر
0788830838
0795574961
Rabeh_baker@yahoo.com