زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - يلتقي الرئيس الأمريكي الملك عبد الله الثاني في 26 من نيسان الجاري في البيت الابيض لمناقشة الملف السوري.
قبل ذلك يلتقي اوباما، في 23 من نيسان حمد بن خليفة أمير دولة قطر عراب الثورات العربية، وخزان دعمها.
بالمقابل، صرح رئيس الوزراء عبد الله النسور، قبل أيام، في جلسة ضمت مجموعة من السياسيين والصحفيين، أن الأردن يسير باتجاه إعلان مناطق الشمال مناطقا منكوبة، جراء تحملها أعباء اللاجئين السوريين، مما سيقود الحكومة إلى طلب مساعدة من الأمم المتحدة، لمواجهة المعضلة التي تثقل كاهله اقتصاديا وسياسيا، كما يفتح الباب على مصرعيه للتدخل بحجة حماية الدولة الأردنية واللاجئين.
بعد ذلك، أكدت تقارير دولية أن الأردن يعمل بخطى ثابته لتأمين حدوده الشمالية، بل واكدت أن قواته المسلحة ستدخل بحدود 30 كيلومتر داخل الأراضي السورية، كما تقول التقارير أن الأردن يدرب مقاتلين سوريين داخل أراضيه بمساعدة دولا غربية، من أجل اعادة موازين القوى في الداخل الى مستواها الطبيعي، سيما وان جبهة النصرة التابعة للقاعدة باتت العنصر الفعال الاكثر قوة، وهذا ما لا تريده واشنطن والغرب وحذر منه الأردن سابقا.
قطر هنا، ولتدارك خطورة موقفها الضعيف، الذي قد يسحب البساط من تحت قدميها، باعتبارها المرشد الثوري للربيع العربي، تحاول ابتزاز الأردن، مع أنها لا تمتلك أدوات لذلك على أرض الواقع، عدا بوقها الإعلامي - بخطورته - ممثلا بالجزيرة.
هذه الاخيرة حسب التسريبات تجهز كما يقال لفتح ملفات داخلية وأخزة - ملفات لها اتصال بالعلاقة الأردنية الفلسطينية، اللاجئين، قضايا الفساد، يعمل على تضخيمها - تقض مضجع النظام، لإنتاج فوضى تشغل عقله عن مشروعة الذي طرحه في أكثر من مناسبة – مجلة أتلانتيك - القائم على محاربة المشروع الإخواني، ومن يقف خلفه والسلفي ومن يدعمه، الأمر الذي تعتبره قطر استهدافا لها، ولمشروعها.
مع أن هذه الملفات تم فتحها سابقا، بل هي أحدى الوجبات الرئيسية للإعلام كما الشعب، ومفتوحة على مصرعيها منذ عقود، ولا تغيب عن باله، ويتعايش معها كأمر واقع.
المدقق في الصورة يجد أن هذا الاسلوب غير واقعي فلا ارضية صلبة يتكل عليها، وتم الترويج له بمنتهى الغباء، لذا نقول : إن هذه التصرفات ليست إلا فرقعات إعلامية لا هدف من وراءها، لأنها لن تثمر.
عودة إلى زيارة كلا من الملك عبد الله وحمد آل خليفة التي تأتي في إطار أعادة ترتيب الأولويات، بحيث تتقدم عمان، وتتقهقر الدوحة.
تقهقر الدوحة يعني تراجع دورها، ومن يدور في فلكها، مقابل دعم التحالف الأردني السعودي الإماراتي المغربي، إلى جانب السلطة الفلسطينية، وحماس دون صبغتها الإخوانية طبعا، وهنا نتوقع إشعال الداخل الفلسطيني، سيما وأن حركات مثل الجهاد الاسلامي إلى الان يسمع لها صوتا.
أولوية واشنطن اليوم تنحصر في إيجاد حل وسط للمأزق السوري، والأقدر على تطبيق هذه الرؤية هو النظام الأردني، الذي مازال يمتلك شعرة معاوية في علاقته مع الجار السوري.
كما أن النظام الأردني يعد معتدلا، مقارنة بغيره، الذي لا يؤمن الا بالتهديد والوعيد، والقتل والتدمير، هذا ظهر جليا مع بزوغ نجم "جبهة النصرة " وسيطرتها على الأخريات، مما شكل رعبا لواشنطن والغرب من خلفها، كما عمان، التي ترى في سيطرتها كارثة حتمية ستطال بشرورها الجميع، ولا يمكن لأي كان أن يتوقع نتائجها.
أذن نحن أمام حلفين :
الأول " المتطرف " تتسيدة جبهة النصرة، ذات الفعالية الأكبر في الداخل السوري، تمتلك من الأدوات لفرض سيطرتها على الأرض، ونقل أفكارها ومشروعها لدول الجوار كالأردن وبتالي الخليج وإسرائيل.
الثاني " المعتدل " يبحث عن تأمين الداخل السوري، حتى وإن لزم الأمر بقاء الرئيس السوري، لكن دون سيطرة جبهة النصرة السلفية أو الإخوان المسلمين، بل يرى أصحاب هذه النظرة، إن بقاء الأسد على رأس النظام، أقل شرا من استلام الإخوان أو السلفين لمقاليد السلطة في دمشق.
فهل الأردن أو السعودية - الداعمة الأكبر لجبهة النصرة – وإسرائيل قادرون على احتمال سيناريو الرعب هذا.
إذن، لنكن صريحين هنا، ستحل الأردن مكان قطر، ففعالية الأخيرة مصابة بشي من عدم الثقة والشك والريبة، بالمقابل يمتلك الأردن وزنا سياسيا استراتيجيا لا يستهان به في الخارج كما يمتلك قنوات من الثقة مازالت مفتوحة مع النظام السوري إلى هذه الساعة. وهنا يتم إحلال النظرة المعادية للإخوان المسلمين بـ"هلالها السني " مكان النظرة الداعمة لهم الممثل بالمشروع الإخواني السياسي.
المضحك في هذا، جاء قبل الإعلان عن حج الزعيمان إلى واشنطن، حينما زار الرئيس أوباما المنطقة، حيث أعبر بعض السذج الزيارة ترفيهية، لا سياسية، ناقلين ما قاله بعض صحفي الغرب عن الزيارة، ممن لا يعون طبيعة الملفات الشرق أوسطية واهميتها.
الملك عبد الله الثاني، أوصل مشروعه القائم على محاربة التيار الإسلامي ممثلا بجماعة الإخوان، بل والتيار السلفي ممثلا بالقاعدة وأذرعها نحو جبهة النصرة في سوريا، للرأي العام الامريكي وصناع قراره، بحيث أسقط مشروع القطري الإخواني، او لنقل افقد الثقة به وبجدوه.
اخيرا : أيحتمل الأردن نتائج هذه الخطوة، إن طبقت على أرض الواقع، هل يستطيع مواجهة الغضب السوري في حال تنفيذه لرؤيته القائمة على تأمين المناطق الشمالية المحاذية لحدوده.
لكن يبقى السؤال الأهم ، ما هو دور إسرائيل القادم ؟ دعونا نراقب عن كثب نتائج موسم الحج القادمة لواشنطن .
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com