قانون حظر الحجاب الذي سنته بلجيكا بالأمس والذي ستسنه دول أوروبية أخرى في القريب العاجل ، قد
يجعلنا نتساءل عن مستقبل الجاليات العربية والمسلمة في بلدان الشمال الأروبي أو في البلاد الغربية الأخرى .....
دعنا نوضح أولا أن النقاب لم يكن في الماضي مسموحا قانونا ، حيث أن كثيرا من البلاد الأروبية تمنع في قوانينها تغطية الوجه ولكن كان هناك تجاوزا في تطبيق القانون ، وثانيا فنسبة النساء المسلمات المنقيات هي أقل من النساء الملتزمات بالدين ولكن بدون نقاب ، فنحن كمسلمين لسنا متفقين على النقاب وفرضيته وهناك العديد من الاراء فيه.
إن سوء الأوضاع في العالم العربي، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، هو السبب الرئيسي الذي يحفز الشباب العربي على المغامرة والسفر إلى البلدان الأخرى مع ما في ذلك من مخاطر ، وهذا في نهاية المطاف هو السبب الرئيسي الذي يجعلنا نعيش تحت وطأة قوانين غير متناسبة في بعضها مع معتقداتنا ...
المجتمع الغربي يدافع عن نفسه عندما يسن هكذا قوانين ، أنها تتمشى أولا مع حرية المرأة وثانيا مع حقوق الإنسان وثالثا تتمشى مع حق المجتمع في صياغة قوانينه مثل بعض البلاد الإسلامية التي تجبر الغربيات غير المسلمات على لبس العباءة في بلادهم عند دخولها لأي سبب .
بالطبع المجتمع العربي والإسلامي يشعر بالإهانة من هكذا قوانين لأنها تظهر حقيقته أنه بلا قوة تذكر على الصعيد الدولي ، وأن تعامل الاخرين معه يتم من منطلق الاستصغار ، ولو كان هذا الموضوع يخص إسرائيل واليهود عامة لما تجرء البرلمان البلجيكي على اتخاذ قرار كهذا وبالإجماع .....
بالطبع نحن نعلم أننا كنا نستطيع التأثير في الدول الغربية حتى مع ضعفنا البائس وذلك بواسطة جمعيات المجتمع المدني ، ولكنها وللأسف غير موجودة أو ضعيفة جدا ...وحتى تتواجد تلك المؤسسات نتمنى أن يستطيع المغتربون العرب في اوروبا التأثير الايجابي في تلك المجتمعات لأنهم الان هم الأمل الوحيد لنا .....