لا يخفى على إنسان في هذا العالم, المسافة التي قطعها الإرهاب بأنواعه, وخاصة الإرهاب بالقتل والدمار للأبرياء, وممتلكاتهم...الخ, فما هو المتاح من اجرأءات دولية مضادة, مطلوبة من العالم الحر, بقيادة الولايات المتحدة ,وما هو المتوقع للقادم من السنوات , وما هي الاستراتيجيات التي يمكن إتباعها باشتراكية بين دول إقليم الشرق الأوسط ,.وبمساعدة الدول الغربية ,وهل المتبع والمتوفر حالياً من سياسات وقائية كافي؟.
كل هذه الأسئلة يجب أن تجد لها جواباً ,حتى يستطيع العالم أن ينتصر في معاركه الطاحنة ضد هذا العدو الخفي المسمى بالإرهاب والارهابين , ونحن هنا عمدنا إلى ربط موضوع الإرهاب الذي يقلق وسادة العالم الغربي بكوابيسه اليومية, وبين الإجراءات الإسرائيلية, خاصة الأخيرة منها, في المناطق ألمقدسه ضد الأخوة الفلسطينيين من هدم وردم, وبما يسمى موضوع (الترانسفير) وهو التهجير ألقسري لأصحاب الأرض الشرعيين , أما لماذا هذا الربط؟ فذلك لأن العالم الغربي, يهتم بموضوع الإرهاب ومقاومته بشتى الطرق, أكثر من أي قضايا أخرى.
مما لا شك فيه أن التعنت الإسرائيلي الجائر, والمماطلة في تنفيذ القرارات الدولية المستحقة, وعدم إعطاء الفلسطينيين حقوقهم, بإنشاء دولتهم المستقلة حتى حدود 67, هو أهم الينابيع والجداول التي تغذي نهر الإرهاب الشرق أوسطي, ولا نغالي إن قلنا الإرهاب العالمي.
وهنا أختي / أخي القارئ, نحن يجب أن نميز بين المقاومة للمحتل, المشروعة دولياً , لاسترداد الحقوق المسلوبة, وبين الإرهاب والإرهابيين, وحتى لا تختلط الأمور, نحن نقصد بمقالنا هذا الإرهابيين الذين لا يميزون بين طفل وأمراة .. ومدني وعسكري ..., في عملياتهم الإجرامية, أما لماذا القضية الفلسطينية ؟ فألان كل الإرهابيين عندما مارسوا عملياتهم ضد الغرب ومصالحه في مختلف بقاع الأرض, كانت إجاباتهم, بأن أمريكيا والغرب يساعدون ويدعمون إسرائيل في احتلال الأراضي العربية, وهذا صحيح, ولكن هل هو مبرر لقتل 3000 شخص مثلاً, من بينهم أطفال ونساء, ومسلمين ومسيحيين... هنا يكمن السؤال ؟؟ فأنت لو سألت بن لادن لماذا قام بعملية 11 سبتمبر المشهورة ضد الولايات المتحدة, لقال لك,وقد قال, من خلال عدة رسائل صوتية ومرئية للغرب والعالم, أن ذلك من اجل القضية الفلسطينية , والمسلمين المضطهدين في العالم!! , حتى لو سألت القاعدة ورجالاتها بأفغانستان مثلاً نفس السوأل, لكانت القضية الفلسطينية تأخذ حيزاً كبيراً من الإجابة, وهكذا.
وها هي إسرائيل, تعود كالمعتاد إلى تغذية هذا الشريان الدامي, بقرار ظالم لها ولشعبها,(حيث لا أمان ولا سلام ولاانفتاح على العالم هي تعيش بعقلية القلعة), واللأمسوؤل دولياً اتجاه إخواننا الفلسطينيين, وهو قرار الترانسفير (التهجير ألقسري ) لسكان المنطقة البالغ عددهم 70 ألف نسمة بالمرحلة الأولى , والى أين إلى الأردن !!.
هنا هب الأردن بجميع مكوناته, وأطيافه, من أعلى الهرم إلى أدناه, لرفض وشجب القرار نفسه أولاً, ولجهته المقصودة ثانياً, وهو حق لنا كأردنيين تساندنا به, كل المواثيق والقوانين الدولية , وحتى الفلسطينيين الأحرار,فمن الأردنيين من طالب الحكومة بدسترة قرار فك الارتباط , ومنهم من يطالب بالعكس,( ولا نريد أن ندخل بهذه المتاهات) , وهذا ليس لأن الصحن الأردني, وان قلت مكوناته ومحتوياته, لأسباب اقتصادية , ومديونية خارجية كبيرة ...الخ, أصبحت لا تكفي للمزيد من حوله, ولكن للحفاظ على حقوق إخواننا ودعمهم للتشبث والارتباط بأرضهم, وقد تم مناقشة هذا الأمر بإسهاب في مؤتمر القمة العربي الأخير في ليبيا, وتم تخصيص مبالغ مالية لدعم الصمود الفلسطيني, وتشكيل لجنة متابعة عربية للقرارات....الخ.
ألان ما الذي قد يحدث مستقبلاً؟ وما الذي يجب عمله .
بالطبع لا احد يستطيع أن يقول لنا ماذا سيحدث في قادم الأيام, وتبقى الأمور عبارة عن تخمينات وقراءة للأوضاع, كلاً حسب مداركه وثقافته, وقربه أو بعده ,عن الأحداث وأصحاب القرار, من هذه المنطلق استطيع أن ابدي رأيا بما سيجري, وبصراحة لا أخفيها عليكم, وهذا الرأي هو, ونظراً لما تمر به المنطقة والعالم من ضائقة مالية كبرى, أفرزت سلبيات اقتصادية كثيرة , وبما أن بلدنا يعتمد بجزء من اقتصاده على المساعدات الخارجية (خاصة الأمريكية) فأنه قد يلجأ للضغط علينا, للقبول, من هذه النافذة الاقتصادية.
فهذا الأسلوب التي تتعامل به الدول الكبرى مع الدول النامية ومنها بلدنا.
فأنت أخي القارئ إذا دخل فكرك أن الرئيس المصري السابق أنور السادات قد ذهب إلى زيارة القدس وألقى كلمة في الكنيست الإسرائيلي, ووقع على معاهدة سلام مع اليهود , وكل ذلك مجاناً وبدون مقابل!! فاعتقادي جازماً انك جانبت الصواب.
الآن الذي يجب عمله داخلياً :
هو الالتفاف حول وخلف قيادتنا الهاشمية, ممثلة بعميد أل البيت أدامه الله, فهي صمام الأمان الذي نعتمد وتعتمد المنطقة عليه , وان هذه القيادة, لا تريد لنا, كقواعد وشعب لها, إلا كل خير ورفعة ,وان مصلحة المواطن الأردني, لا تغادر فكرها, وكل الجهود المبذولة منها, بالداخل والخارج, المحرك والدافع لها, هو رفع وتحسين ظروف الإنسان الأردني في كل المناحي الحياتية ,فا هو حفظه الله, من محفل دولي إلى أخر, يطوف ويشرح للأصدقاء والمجتمع الأمريكي, والدولي, بالمقابلات التلفزيونية, والمقالات الصحفية, القرارات الاسرائيلة التعسفية بالمنطقة, وان الأردن, لا ولن يكون وطننا بديلا لأحد .
خارجياً :
يجب أن يفهم الأصدقاء الأمريكان, أن إسرائيل كانت الذراع العسكري لها, بالمنطقة عندما كان ما يسمى القطب الأخر المنافس لها بالعالم , أما وقد تمزق وانتهى , وأصبحت أمريكيا هي القطب الأوحد, فلا حاجة لئن يرتكب هذا الكيان المتطرف مزيداً من الحماقات والجرائم اللاانسانية, يكون السداد والدفع لها بفاتورة من أرواح وحياة الأبرياء من شعب أمريكا والغرب الصديق!!
إن الحل الأمثل هو إعطاء الحقوق لأهلها, بناءاً على القرارات الدولية, يتقدمها حل الدولتين ,هذا الذي يجب إن تفهمه الولايات المتحدة والغرب إجمالا.
أما إن أصر الصديق الأمريكي, والغربي, على الضغط علينا نظراً للأزمات والضوائق الاقتصادية العالمية, والتي يتأثر بها اقتصادناً الأردني سلبياَ , فلم أجد لسداد العجز المالي حلا ً ومفراً إلا اللجوء حالياً ومستقبلاً, لتطبيق نظام الزكاة الإسلامي, وانتم تعرفون رأي الدول الغربية وأمريكا بهذا النظام مسبقاً, إما بالنسبة للصحن الأردني, فقائد البلاد حفظه الله يطمئننا دائماً أن الصحن فيه بركة, ولكن في مثل هذا الموقف , (بركته للأردنيين فقط) اعتقد أن رسالتي قد وصلت.
حفظ الله حبيبنا وقائد مسيرتنا للأمام, ناصر الأقصى والمقدسات الإسلامية , وولي عهده الأمين .
والى لقاء.
rjaalbedoor@yahoo.com