مشهدان غريبان مر بهما الوطن يومي الخميس والجمعة الماضية ، المشهد الأول دموع دولة الرئيس وهي تذرف في مدينة الهاشمية في الزرقاء على إصرار طفل أنه من الحراك ومتأثرا بإستمرار ذكرى وصفي التل رغم مرور أكثر من سبعين رئيس حكومة من بعده ، والمشهد الأخر قطرات دماء نزلت في شوارع مدينة أربد مسقط رأس وصفي التل من جباه رجال خرجوا كي يقطفوا ما تبقى من زهور الربيع الأردني الذابلة .
دولة الرئيس عمل في زيارته لمحافظة الزرقاء بالمثل القائل " الزيارة غارة " وفي أقل من اربع ساعات مارس دولته السحر والشعوذة على من قابلهم من سكان مدينة الرصيفة والزرقاء ، وقدم لهم مئات الوعود وهو يعلم أن جيب حكومته فارغ وليس في يديه سوى ورق فاين سوف يمسح بها دمعته العزيز على نفسه ، ويوم الجمعة سقطت قطرات دماء حمراء على شوارع اربد رغم تبجح دولته وبقية رؤساء الحكومات السابقين في فترة الربيع الأردني ومن تبعهم من رجال إعلام ناطقين بأسمهم أن الربيع الأردني خالي من الدم والدسم في نفس الوقت وأشعلت تلك القطرات من الدم الربيع الأردني من جديد بعد أن توهمنا أن الشارع الأردني قد روض، وربما غاب عن ذهن دولته أن التمساح كذلك يذرف دمعا ومع ذلك تجده يتمتع بأكله للحم فريسته .