خلدون مدالله المجالي
لم يعرف تاريخ الأردن نمطاً مخزياً لأصحاب القرار كالذي نعيشه هذه الأيام تطبيقاً حقيقياً بسنة الابتلاء والمحنة التي لا تنال الأفراد فقط بل تشمل الدول والديانات حتى.
الأردن شوكة العروبة وحاضن البعد القومي يبتلى يوماً بيوم مثلما يبتلى ترابه وشعبه بالكثيرين من أصحاب القرار الذين حملوا الوطن كلفتهم المادية وخذلوا المسيرة والقسم فوجدت بعض الأصوات التي تدعي الاصلاح من ذلك مدخلاً واسعاً ليحملوا الملك الكلفة السياسية والنفسية لاختيار الحكومات (المسؤولة أصلاً عن تعيين أصحاب القرار بحكم ولايتها العامة) لمثل أولائك المسؤوليين فزادت الهوه بين الشعب والنظام بفعل أولائك مما حدا برأس النظام الأردني للاعلام أكثر من مرة بانه لا حماية لفاسد ورفضه الشديد لعبارة (تعليمات من فوق) طالما أن الأمور تفاقمت بشكل سلبي لتؤثر في العلاقة بين الملك وأبناء الشعب بسبب قرارات رؤوساء الحكومات التي لا يُسْأل عنها الملك دستورياً وأخلاقياً.
لا فرق بين الخطأ والخيانة حين يتعلق الأمر بالوطن، تلك مقولة الشهيد وصفي التل التي فطرتها خصاله الرفيعه وأدبياته الغارقه في حب الوطن والصالح العام، تلك الكلمات يرددها الفقراء من أبناء الشعب ويرددها كل من شملهم الفاسدين بعين الاقصاء حين تعاملوا مع الأردن ومقدرات الوطن كإرث الهي ممنوح لهم وعاملوا أبناء الوطن بثقافة المزرعة الخاصة والعبيد فكان لهم ما أرادوا في واقع الضياع الذي نحياه وكان لابناء الوطن مزيداً من الفقر والتهميش والاجحاف في توزيع الفرص ومقدرات التنمية.
تقف المناطقية والشللية اليوم على رأس الأولويات في رؤوس أصحاب القرار الخاوية مثلما تقف سيرة التنفيع والمحاصصه شاهداً حياً على مسيرة أولئك القوم ممن لا يشفع لهم تاريخهم (الملطخ في الاستخفاف بمقدرات الوطن والأجيال) في نيل الاحترام والتقدير من أبناء الشعب كافة، اليوم يواجه الأردن تحدياً حقيقياً مع الكثيرين من أصحاب القرار ممن حملوا عقدة النقص في جيناتهم الوراثية وعقدة الجوع والبحث البرستيج الوظيفي فعوضوها في كرسي المسؤولية وقراراتهم الارتجالية بدعم ومساندة بطانة السوء من حولهم وحلقات (المخبر الصادق) التي تقام يومياً في مواقع المسؤولية وعروش السلطة فتباً لتلك العروش التي اعتراها الوهم والذل وتباً لاتباع الفاسدين وجمهور المؤلفه جيوبهم اينما كانوا في كل موقع وزمان.
تتعاقب الحكومـات كتعاقب الليل والنهار وتتوالى علينا الأزمـات والنكبات فـي كل لحظـة، تتباهى حكومات الدول الاستعمارية بابتزاز شعوب الأرض لمصلحة مواطنيها ودافعي الضرائب مثلما يتباهى (سدنة القرار) لدينا في النيل من جيبة المواطن وكرامته واستقراره المعاشي ضانين بأن ذلك سيقربهم من موقع القرار زُلفى لكن لا غالب إلا الله فتبقى سيرة الشرفاء دهراً وتبقى سيرة الفاسدين عُهراً إلى يوم يبعثون فالتاريخ لا يرحم والذاكره الشعبية الأردنية حُبلى بقصص أولئك المارقين على احلام الشعب في غفلة الأردنيين المسؤولين أمام الله عن سكوتهم وقبولهم لواقع الظلم ومسؤولين أيضاً عن تجاهلهم وسكوتهم على (دواب الأرض) التي أكلت منسأة الوطن في وضح النهار.
" المقال ضمن سلسلة فاسدين في وطني من كتاب ليالي شهرزاد في مكافحة الفساد"
Majali78@hotmail.com