على جباههم نُقش العطاءُ , وعلى أكتافهم إعتلى البنيان , وبكدهم رَسَموا الوطن , كلوحةٍ فسيفسائيةٍ بلونِ الطين , هُم العُمال , خميرةَ الوطن و إكسير تقدمه , لهم التحية والوفاء في عيدهم الذي يبدأ من الأول من أيار من كل عام , ولا ينتهي عند ذات التاريخ من العام القادم ..فمن قبضة أيديهم يتفتَقُ العزمُ , وتنسلُ من بين أصابعهم أسطورةُ البناء , حجراً تلو حجر , ومدماكاً يحمل مدماك , ومن معاملهم يغزلون كأنهم يغازلون الوطن , وينسجون جداريةً زاهية , بأناملهم التي أتقنت الرسم , واحترفته .
وفي عيدهم لا بد من وقفةٍ إزاء ما يواجهه العمال من تحديات , في ظل المتغيرات الجديدة التي فرضتها موجة الغلاء على المواطنيين , وإنصاف هذه الفئة التي طالها افتئات وجور نتيجة ذلك , لابد من تحسين أحوالهم المعاشية , وربط دخلهم بالضمان الاجتماعي , ورفع الحد الأدنى من الأجور , وشمولهم بمظلة التأمين الصحي المجاني , والإسكان .
إن نقص الاهتمام بالقطاعات العمالية , أضعف نسبة العمال في بعض القطاعات , وهو ما أدى إلى ازدياد عدد العمال الوافدين , ليساهم في تكدس المزيد من العاطلين عن العمل في صفوف الشباب نتيجة ذلك . بالإضافة إلى هيمنة ما يُسمى بـ \" ثقافة العيب \" بينهم , وهو مفهوم اجتماعي لا بد من تشخيصه و مقاربة علاجه من مدخل اجتماعي كذلك .
لعمال الوطن , في المزارع والمعامل والمصاتع , كل التحية
ولعمال الوطن , حيثما كانوا , وأينما حلوا , كل الوفاء والتقديـــــر