من المعيب ان يدب الخلاف في الجسد السائر نحو تحقيق حلم عشرات ألاف من المعلمين قبل ان الشروع في تأسيس والاتفاق على الرؤى والمطالب الكبرى التي تحقق طموحات هذا القطاع،الحديث يدور حول ثلاثة افكار الأولى تدخل في محيط النقابة ،والثانية في إطار الاتحاد،إما الثالثة في مستنقع الرابطة التي تعتمد الفردانية الشخصانية أسلوباً لها،كلاً من الأفكار السابقة لها اتباع ومريدين ومدافعين.
لا افشي سرا ان قلت إنني من مشجعي اتحاد، ينضوي في عينها جميع منتسبي وزارة التربية والتعليم من معلمين، هدفه الأول المصلحة العامة،لا الطفيلية،ولا الباحثة عن مكان تحت الشمس.انطلاقا من الهدف السامي الذي يتم الاجتماع حوله،خصوصا المرحلة تتطلب منا السير جنبا مع الحكومة لا عكسها،باعتبارنا عوامل نهضة وبناء لا معول هدم وخراب،وهذا بطبيعة الحال لا يعني الرضوخ للمطالب الحكومية.
النقابة او الاتحاد كلا المسميين يمكن ان يؤدي دورة على أكمل وجه هذا ان تم التخطيط له تشكل متقن،انطلاقا من إقرار تشريع يحكمه القانون بحيث لا يمكن إنهاءه إلا من خلال إلغاء القانون بواسطة قانون أخر،لا بمجرد بجرة قلم او رغبة لوزير او لمتنفذ،هذا بحد ذاته قوة كامنة لابد من تدعيمها من خلال توحيد الجهود والأفكار والطروحات،لا العمل على قتلها والقضاء عليها وهي في رحم الإعداد.
فيما يتعلق بفكرة الرابطة لا يمكن اعتبارها ممثلا شرعيا ووحيدا لطموحات المعلمين،بسبب عدم قوننتها بقانون يحفظ لها كيانها واعتبارها و استمراريتها،بحيث يمكن إلغاءها دون الحاجة الى مرجعيات،
النقابة والاتحاد،كلاهما ذو أهداف وتوجهات ذات صله بالواقع التربوي التعليمي،وهي على خلاف فكرة الرابطة التي تقترب من الأطر الفردية والنزعة السلطوية،كونها لا تعتمد مبادئ التشاركية والتنسيق عنوانا لها وهي قريبة جدا من مشروعات نادي المعلمين التي أثبتت فشلها
في الجانب التأسيسي،لابد من تحديد من هم المتحدثين الرسميين باسم المعلمين،هذه خطوة تنظيمية بحته لابد من التأسيس والعمل عليها،اعتبارها قاعدة يتوجب السير وفق توجهاتها بعد اجماع ومشاركة إطراف العملية التربوية،واخذ الآراء.
في الحقيقة هذا يتطلب جهدا تنظيميا بحتا يتم التوافق علية بين كافة أضلع مديريات المملكة،ان لم تأخذ هذه الفكرة بعين الاعتبار فان جل الجهود المبذولة سوف تذهب إدراج الريح.
ان القول بإنشاء رابطة للمعلمين قتل للفكرة بشقيها\"النقابة واتحاد\" وقريبة من حيث الشكل والمضمون من نادي المعلمين الذي اثبت عدم فاعليته وفشله،فالعمل التربوي ليس لقاء للتعارف والسباحة والرحلات،بل هو المشاريع والأفكار البناءة ترفع من سوية العملية التربوية،الرابطة ستكون روابط على شكل جزر منفصلة،عكس النقابة او الاتحاد الذي سيكون له مرجعية عليا هي تحدد خطوات سيرة وبرامجه.
النقابة او الاتحاد في الجوهر يتوجب ان يفهم من على اسس بنائه تقوم على التعاون والتعاضد مع وزارة التربية والتعليم وبأسلوب توافقي،باعتبارنا شركاء لا إجراء في هذه المعادلة،عامل قوة للوزارة واحد سواعدها التي تسهم في رفع سوية العملية التربوية.
هناك فرص ضعيفة جدا يمثلها إفراد يعدون على أصابع اليد الوحدة قد تسفر عن تعميم فكرة الرابطة بمقابل النقابة او الاتحاد،لكن لابد من القول ان هذه الفرص لن تضم بأي حال من الأحوال إلا إعداد قليلة جدا من المعلمين.
إننا حينما نتأمل بإنشاء نقابة او اتحاد للمعلمين سوف نجد الكثير من الدعم،خاصة من أصحاب التجارب السابقة \"النقابات\" ومن كافة أطياف المجتمع،ورجالات الدولة الأردنية،والغالبية العظمى من مديريات التربية والتعليم،حتى وان كان بشكل مضمر غير معلن،انطلاقا من الحق المشروع الذي تنطوي عليه فكرة النقابة التي نريد لا الرابطة.
الأفاق الكبيرة ننظر اليها بعين من الأهمية ،وما هي في حقيقة الامر إلا صورة ايجابية تدلل على وعي معلمي الدولة الأردنية وحرصهم على تطوير العملية التربوية.
في النهاية لابد من القول ان التنسيق،والإجماع،واللقاء لا يعني التأسيس الذي يقود الى التأكيد،وبتالي إطفاء جذوره الاشتعال الذي سارت على دربها فكرة منذ يومها الأول.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com