زاد الاردن الاخباري -
وصف قيادي بارز من جماعة الإخوان المسلمين حالة الجماعة في الوقت الراهن، بقوله: "إنها تعيش حالة من التشتت الفكري"، واعتبر أن الأزمة الداخلية التي تعيشها قيادات الصف الأول هي سبب حالة النكوص السياسي والأدائي للجماعة في الشارع، بينما اكد رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي علي أبو السكر أن طبيعة الأحداث فرضت نفسها، ولم ينف وجود مبادرات مع القصر للحوار.
وقال القيادي البارز المحسوب على تيار الحمائم لـ"العرب اليوم: "إن سبب ضعف أداء جماعة الإخوان المسلمين في الساحة، هو سبب داخلي خاص، يتمثل في حالة التشتت، والخلافات القائمة بين أعضائها، والفئة القائمة على أمر الجماعة الحالية، وهم مجموعة المراقب العام أو ما يُطلق عليهم بالمتشددين، أو حسبما يطلقون على انفسهم -الصقور-".
وتابع القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بقوله إن الإخوان الآخرين -الحمائم-، هم الآن خارج دائرة العمل السياسي والفعل السياسي والقرار، بسبب الأزمة الداخلية التي تشد الجماعة للوراء، كما أن الشعارات التي تطلقها القيادة الحالية للجماعة، أبعدت "الحمائم" عن دائرة الفعل الدعوي والسياسي، لعدم قناعتهم بهذا التوجه.
ويستطرد القيادي "الحمائمي"، بقوله: "إن الجماعة الآن لا تريد المشاركة لا بمجلس النواب ولا بمجلس الأعيان، ولا في أي لجنة ملكية أو حكومية أو رسميه تهدف لدراسة أوضاع الوطن، فشعار الرفض لكل شي يتنافى مع المنهج الدعوي الذي انطلقت على أساسه الجماعة، والذي ربينا إخواننا عليه".
لكن رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس علي أبو السكر يُعزي سبب تراجع حجم نشاط الإخوان وفعاليتهم في الشارع وفي الأحداث، إلى أحداث فرضت نفسها، مستشهدا بما جرى خلال العام الماضي، ففي العام الماضي برزت قضية الانتخابات النيابية، ومشاركة الإخوان فيها، ونضال الجماعة والحزب من اجل إصدار قانون انتخاب توافقي وعادل.
وتابع أبو السكر بقوله: "هناك خطوط مفتوحة مع القصر، وهناك مبادرة من جانبين، هم القصر الملكي والإخوان والحزب لإعادة الحوار".
وللاستفسار عن طبيعة هذه المبادرة قال أبو السكر: "طلبنا الحوار مع القصر منذ فترة وجيزة، في محاولة منا للتواصل والحوار، لكن اعتقد أن الظروف لا تخدم الحوار حتى الآن".
واعتبر القيادي السابق أن سلوك الفئة التي تقود الجماعة حاليا، اثر على فعلها، واثر على قناعات الشعب، وقناعات القيادات التاريخية للجماعة، معتبرا أن هذه التصرفات غير واقعية، ولا تتفق مع الواقعية السياسية، وقال: "جماعة الإخوان المسلمين الآن معزوله عن واقعها الدعوي والسياسي".
وتابع، وكانت تبدو على محياه نظرة، يشوبها حزن شديد عما آلت إليه حالة الجماعة من تناحر وتشتت، بقوله: "القيادات التاريخية للجماعة الآن عزلت نفسها، وجمدت فعلها السياسي، وابتعدت عن دائرة الفعل، وأنا من بين هؤلاء".
واستطرد بقوله: "هناك قيادات وإخوان من القواعد الإخوانية بالمحافظات، تعيش حالة من الإحباط، وعدم الرضا، فقد اكتشفنا أن الانتخابات الأخيرة، أثرت على الجماعة، على مستوى القواعد الإخوانية، فقد كشفت الانتخابات الأخيرة حجم المشاكل داخلنا، وان الفئة التي تقود الجماعة تحاول إيجاد حلول للمشكله".
وتعليقا على ما يرصده المراقبون من ضعف فعالية الإخوان بالساحة الوطنية، قال: " الجماعة منكفئة على نفسها، وتكتفي بالفعاليات البسيطة، والشارع الأردني يقرأ جيدا، فقد تراجع حضور المسيرات والاعتصامات إلى 10% من الحضور، الذي كان في السنوات السابقة".
وفي سياق نقده لموقف الجماعة في عدم المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة، قال القيادي: "نعيش للأسف عزلة شعورية، فكيف لنا أن نغير بالواقع، إذا لم يكن لنا صوت في مجلس النواب، الذي يُشَرِعْ، ويُغَير القوانين، ويراقب أداء الحكومة، ويحاسبها"، وهو يرى أن قرارا في عدم المشاركة بالانتخابات الأخيرة، يعود إلى " بعض القيادات الحالية، التي اتخذت مواقف بعدم التنازل حتى لإخوانهم، فما بالك للحكومة والدولة، وهذا يزيد للأسف من تفاقم أزمة الإخوان".
واعتبر علي أبو السكر أن تقييم المراقبين لفعل الجماعة والحزب ليس واقعيا ومبنيا على انطباعات اكثر منه على دراسة واقعية للمشهد والفاعلين فيه.
وأوضح أبو السكر أن الشارع الأردني يعيش حالة إحباط، وهي اخطر وجود الحراك الشعبي في الشارع، لأن الحراك ظاهر، لكن الإحباط حالة نفسية، لا أحد يعرف متى تنفجر، مشيرا إلى أن عبء الحراك اقل سياسيا من حالة الإحباط.
وعن ضعف الفعل الإخواني وفعل حزب جبهة العمل الإسلامي بالساحة المحلية، وارتباط ذلك بالموقف الإقليمي، خاصة بالأوضاع في مصر وسورية، قال أبو السكر: "لا يمكن أن نربط وجودنا وأداءنا بشيء مجهول، وبالمستقبل فنحن واقعيون".
العرب اليوم