كنت قد كتبت في الشهر الفائت مقالة تحت عنوان لماذا الاستقواء على الأردن, حين استنجدت ايفا أبو حلاوة وميزانها ومن ارتضى أن يكن في صفها بنائب الرئيس الأمريكي ليأتي لها بحقوقها التي هضمها الأردن حسب ادعائها, فاستكثر الكثير علينا ذاك القول حتى أن بعض المواقع لم تعر مقالي أي اهتمام.
في كل طالع شمس وحينما تشرق يخرج علينا كاتب بما يحرمنا الاستمتاع بتلك النعمة الربانية ليحول نهارنا لظلام دامس, ونقبل كل ذلك على مضض لأننا إن نبسنا ببنت كلمة ولو كانت لا زالت تحبوا أكبر علينا أن نكن في صف الوطن ويقال لنا: (ما فيه حدا وطني غيرك بالساحة )، نعم أنا من سيبقى على الدوام في صف الوطن والساحة مليئة بالغيورين عليه كما أنها تضم غير راغبة بعض الناعقين بالخراب ناكرين كل جميل وهم من كل الأطياف على قلتهم ولم يقتصروا على فئة دون غيرها.
حينما تفقد عزيز فإنك تثكل به وحينما يكن ابن الوطن متشحاٴ سيفه في وجه وطنه فإن مصيبتك أكثر فإن كنت بالأول يتيم فأنت بهذا لطيم.
وحتى لا يطول الحديث بنا فإن آخر من خرج علينا بمثل ذلك وفجعنا به ونتمنى أن تكن آخر الأحزان: هو المدعو سامر لبدة والذي عرف عنه بأنه من القائمين على المشاريع المدعومة من الاتحاد الأوروبي لبناء السلام العربي الإسرائيلي إن كان هناك مثل هذا السلام, اطل علينا بمقالة في الجرو سالم بوست تحدث فيها الكثير يغضب رب البرية لأن فيه تجني على هذا البلد الذي ما فرق بين أبناء شعبه من كل المنابت والأصول والذين بادلوه حباٴ بحب, يقول وأنا الخجل يعتريني أن اردد ما يقول: (وقد أدت هذه السياسة ويقصد إبعاد الأردنيين من أصل فلسطيني عن قيادات الجيش والأمن إلى تفاقم التوتر العرقي في المملكة والتي تتبنى سياسة فصل عنصري (ابارنيد)تمثلت بوضوح في سحب الجنسية وأورد أرقام ويضيف أن هذا ولد تحديات لأي حل ممكن في الصراع العربي_الإسرائيلي ويقول: أن الأردنيين الوطنيين على استعداد لتبني إجراءات عدائية ضد الفلسطينيين والإسرائيليين, ويزداد تجنياٴ بالقول أن ما حصل في خوست عائد للفروق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعرقية بين منفذ العملية ومن استشهد بها أميرنا عليه الرحمة, ويحذر كاتبنا المبدع؟ أن تنامي العشائرية وتسليح المواطنين كما يدعي لكي يتنامى العداء من العشائر الأردنية اتجاه الدول المجاورة وعنى بذلك حبيبته إسرائيل وكذلك العداء اتجاه الأردنيين من أصول أخرى ويقصد الأصول الفلسطينية, ويختم حديثه بالقول طالباٴ المجتمع الدولي بتعديل سياساته اتجاه الأردن في ضوء غياب الإصلاحات السياسية والاقتصادية لأنه كما يدعي ينتهج سياسة فصل عنصري.
هذا فيروس عانى منه لبدة واستفرغه في صحف العدو, لم تتخذ الجهات الرسمية أي شيء بحقه ولا بحق من سبقوه لماذا أصبحنا أضعف من أشخاص إن تركنا لهم الحبل على الغارب جروا لنا الويلات.
اعتقد لا بل اجزم بأن المذكور قد ولد ونشأ وتربى إن كانت هناك له تربية وترعرع وعرف كيف يقرأ ويكتب, وإن كد وتعب فإن ما هو فيه من خيرات هذا البلد فكيف به أن يكن ناكراٴ للجميل فإنه لم يذكر بلده بكلمة خير, وكذلك فأنني اجزم أكثر من ذي قبل أن أحداٴ لم يوكله للحديث باسمه لأنك توكل من يقول الخير لا من ديدنه الشر وكذلك فإن كل أبناء هذا البلد كلهم عشق له فهم كما هو لهم لا يضيرهم سموم حاقد ينفثها هنا أو هناك فحب وطنهم لا حياد عنه. أمر أخر أتجنب الخوض فيه كي لا افهم غير ما اقصد ولهذا يجب أن أوضح إنني فلسطيني الهوى أكثر من عشاقها وأني أردني بنفس المقدار.
كل ما جرى يجعلني مرغماٴ أن أفند ما قاله نبيه عصره, لأقول له عن أي سياسة تتحدث حين تقول أن القيادات في الجيش والأمن مبعد عنها كل من هو أصله فلسطيني ما لفظت هذه المواقع أي احد من أبناءها فمن جاءها يحبو قابلته عَدْواٴ(الركض السريع )احتضنت الجميع ويتبوأ لنا إخوة أعزاء من كل منبت وكل أصل مواقع قيادية في تلك المواقع وكذلك المواقع المدنية الآن ومن قبل وفيما يأتي من قادم الأيام, إلا أن رغبت أن نجعلها محاصصة طائفية ومنابت حتى نرضي غرورك, الأمر ليس كذلك كل أبناء الأردن وحدة واحدة, فإن رغبت أن أكن كما أنت لا سمح الله قلت لك: فلان في موقع كذا وفلان كان في موقع كذا, كلهم كانوا جنود الوطن وان اختلفت المشارب فبقدر ما أعطوا الوطن كان قربهم له.
عرجت على موضوع سحب الجنسية موضوع لا يستحق كل هذه الضجة لو وجد الإجابة الشافية في حينه والأرقام اقل بكثير مما تقول والأغلب صوب وضعه وأعيدت لهم أرقامهم والباقي مسألة وقت لحصوله على حق مواطنته التي فقدها عن طيب خاطر منه بل أنني أزيدك من الشعر بيت أن الأمر على طرف النقيض مما تقول أن هناك أشخاص إقامتهم الدائمة الضفة الغربية حين طبق القرار كانوا خارجها للعمل منحوا البطاقة الصفراء التي تقود للجنسية الأردنية وحين عادوا للضفة الغربية وأقاموا فيها منح الأبناء البالغين البطاقة الخضراء حسبت علينا في أرقامك وهي لم تكن كذلك ..
وموضوع أخر لا ادري بأي وجهة طرقته حين تطلب من إسرائيل أن تحارب الفصل العنصري الذي تقوم به الأردن الم تخاف الله حين تطلب من ولية أمر هذا الفصل العنصري أن تحاربه في الأردن القائمة على خير مثال في الوحدة, لتجوب الأردن أنت ومن شاكلك واعتقد انك جبته لأنك لن تنعم بأمن غير فيه ستجد الجميع أحباء، قلوبهم متآلفة على حب هذا البلد بأيامه الحلوة والمرة.
تتحدث عن تحديات يقوم بها الأردن وهي استعداد الأردنيين الوطنيين لإجراءات عدائية ضد الفلسطينيين والإسرائيليين, أو ليس الفلسطينيين وطنيين؟! كيف تضعهم في قالب واحد مع الإسرائيليين, نعم الأردنيين الأحرار كباقي أحرار العرب كانوا على الدوام يكنون كل العداء للإسرائيليين ولكن بنفس المقدار يكنون كل المحبة للفلسطينيين, فلا تقول ما يهوي بك في جهنم سبعين خريفاٴ.
عار عليك ما قلته عظيم حين تستشهد بعملية خوست لتتحدث عن فروق اجتماعية وسياسية واقتصادية, أين هي الفروق التي تتحدث عنها وكل أبناء الأردن يتمتعون بنفس الظروف التي ذكرتها وان اختلفت فان اختلافها ليس عائد لمن أنت من أين فهذه في مخيلتك فقط بل انك تجد بعض إخواننا من أصول فلسطينية يتفوقون فيها وان رغبت أن لا أقول ذلك بل أنت من دفعتني لقوله.
تتحدث عن العشائر وأنت لم ترقى لمستواها لأن العشائر بها كل جميل وأنت فقدت مثل ذلك, هذه الكلمة لها قدسيتها حملت أكثر مما ينبغي في كل مواقع الدنيا عشائر لأنها هي الشعوب والقبائل الذي ورد ذكرها في قرأننا الكريم, وقوة هذه العشائر هي قوة الوطن وليس الصعاليك من أمثالك, ليس عيباٴ أن نكن على الأعداء ولكن العيب الذي جئت به حين استجديت الأعداء على من يجب أن يكن وطنك لكن هو (عرق حيا في الرأس إن طق فافعل ما شئت), العشائر كانت لها اليد الطولى منذ أن كان المجاهدين خير رديف للجيش, هذه العشائر كانت خير عون لغيرها من إخوانها من العشائر الأردنية من المنابت الأخرى ولم ولن تكن ضدهم كما تتشدق, هذه العشائر سطرت أروع ظاهرة متجددة للمهاجرين والأنصار.
كيف يصل بك الأمر أن تطالب المجتمع الدولي بأن يعدل (يغير) سياساته اتجاه الأردن ليغير الأردن ما هو قائم به, استحلفك بالله وان كنت اعلم قدر إيمانك لأن حب الأوطان عبادة ومن يتنكر لها لا عبادة له, أن مثل هذا الأمر جائز حتى لو علقت لك المشانق أي علاقة بقيت لك مع الوطن حين تنادي الغير ليكن عليه فمن أي طينة أنت حتى الطين منك ببراءة.
حبي لهذا الوطن جعلني أقول كل هذا, حرمت من منصب أنا أجدر به, وأبعدت عن رتبة أنا أحق بها فما شكوت لأبناء الوطن على من سلبوني حقي فكيف تصل بك الجراءة أن تستقوي بالعدو على أبناء جلدتك, جعلتني تلك الأمور من الوطن أقرب من ذي قبل، لأن من حرمني ذلك ليس الوطن فالوطن احتضنني ولم يلفظني فالتصقت به, وفي نهاية المطاف يدفعني الأمر لتوجيه رسالة أخيرة لكل الجهات الرسمية ألا يقدر أحد أن يوقف تلك الغربان الناعقة عن نعيقها, هؤلاء أشد صهيونية من أصحابها الذين جاؤوا بها, هؤلاء من يدعون أن الوطن هضم حقهم وهم الجناة بحقه, فيجب أن يوضع لهم حد لأنهم هم الخطر الحقيقي والذي لا بد من اجتثاثه.....فهل من مجيب