عندما أكتب في موضوع يتعلق بشكل ما بمعلومات دينية ، أحب أن أنوه في البداية أنني لست متبحرا في هذه العلوم ، وما أعرفه هو ما يجب أن يعرفه كل مسلم عن دينه ، لذا أطلب العذر مقدما إن كان هناك خطأ في ما أكتب .....
اعتاد مجتمعنا الأردني على مناداة الرجال والنساء الذين تقدموا في نظرهم عمرا بلقب ..حاج أو حاجة ظنا منهم أن هذا تكريم لهم ، وحتى تجد الأولاد ينادون أمهاتهم اللواتي أدين فريضة الحج بلقب ( الحاجة ) وكذلك والدهم ..وإذا لم يكن الشخص الاخر حاجا ويعرفون كنية ابنه فيدعونه بأبي فلان وأم فلان تحاشيا لذكر اسمه أو اسمها وكأن هذا الشخص قد ولدته أمه بلا اسم أو كأن نطق اسمه عيب ....هذا عدا عن كون نطق اسم الزوجة أو الأخت أو الأم من العيب الشنيع في المجتمع والذي قد تصل فيه المسألة إلى شجارات قد لا تنتهي إلا بدماء تسيل ....
ولا أدري من أين جاءت هذه الثقافة إلى مجتمعنا ، فهي بالإضافة إلى كونها ليست من الإسلام في شيئ إلا أنها أيضا منافية للطبيعة البشرية ورغبة الأشخاص أنفسهم ....
الحج ليس سوى ركن من أركان الإسلام مثل الصلاة والزكاة ، فهل نسمي الشخص الذي يزكي ، المزكي فلان أو المصلي فلان...ولا ننسى طبعا أن الحج مفروض على القادر فقط ، فهل يظهر اللقب الأشخاص الموسرين أو الذين يتمتعون بصحة من الله جيدة ، وبهذا يصبح اللقب تباهيا ليحسده الاخرين .....أما إذا نظرنا إليه أنه ليس له علاقة بمن أدى فريضة الحج ولكنه لمن تقدم في العمر فمن المؤكد أن جميع النساء ومعظم الرجال يكرهون اللقب لأنه يظهرهم بمظهر الطاعن في السن وهذا ما لا يرغب به أحد.......
إن أي أم وأي أب يعشق أن يناديه أولاده بلقب أمي أو أبي وليس لقب حاج أو حاجة ، فالأم مستعدة أن تتنازل عن جميع ما تملك من أجل طفل يلفظ هذه الحروف .. ماما .. فهل تتنازل عنها من أجل عادة اجتماعية لا نعرف من أين جاءتنا .....
أما من الناحية الدينية ، فلم يذكر القران الكريم أشخاصا بأسمائهم عاصروا الرسول عليه الصلاة والسلام سوى زيد بن حارثة وكذلك أبو لهب كما أنه ألمح إلى الصديق أبا بكر رضي الله عنه ، ولم يذكر هذه الأسماء بكنية أبناءهم ..كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام اعتاد مخاطبة أصحابه بأسمائهم المباشرة وليس بأسماء أبنائهم ، وكذلك اعتاد الرسول الأعظم أن ينادي زوجاته بأسمائهن أو بأسماء تحببية لهن كما كان يفعل مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .......
لقد درجنا في زماننا هذا على إلصاق عاداتنا وحتى الخاطئة منها بديننا الحنيف مع أن الدين منها براء ، فهل لا زال ممكنا أن نعود إلى قواعد ديننا الوسطي ونعيش دنيانا ونحبها كما نعمل لاخرتنا ، وأن تعود شفاهنا إلى نطق أمي بدل( حاجة ).......