كم من كاتب كتب، وكم من مظلوم تظّّلم، وكم من \"صعلوك \" تجبّر، بينما المسئول في سبات \"أهل الكهف\" أو في سكون... فهو... \"خارج التغطية\"!!!.لقد اخذ هذا المسئول على عاتقه تطنيش المواطن والاستهتار به وبمصالحة ومطالبه ومظالمه وحتى مشاعره.
إنني اعتقد بأن هكذا تصرّف هو فن من فنون الفساد، وأن هكذا مسئول متخاذل هو من ساهم في صنع وتعدد وتنوّع فنون الفساد، هذا المسئول... ما كان ليستهتر بكرامة المواطن وحقوقه لو لم يكن على قناعة بأن لا أحدا يقرأ ولا أحدا \"يسمع أو يسأل\" عن حق مواطن!!!.
لقد تغلغل الفساد الإداري في العديد من دوائرنا ومؤسساتنا...فها نحن نسمع كل يوم عن قضية فساد مالي لموظف او مسئول ، وعند تتبع خيوط القضية والتحقق من ذيولها وامتداداتها، نجد أن سبب هذا الفساد المالي يعود \" لفساد إداري مزمن \" أدى إلى خلق بيئة خصبة لكل ضعاف النفوس لجعلهم أكثر جرأة للتعدي على مقدّرات الوطن وصولا للمثل القائل \" المال السايب بعلّم الحرامي السرقة\".
لقد تنوّع الفساد الإداري في دوائرنا ومؤسساتنا... فالسكوت عن سارق او صعلوك او أي شخص ينتهك القانون جهارا نهارا هو الفساد بعينه ... لقد وصل الأمر \"في بعض\" الأحيان أن أصبح المسئول يتوسّل لصعاليك الليل والنهار\"الستر على عطوفته!!!\" حفاظا على كرسيه المهترىء... لقد رفع المسئول \"الراية البيضاء\" منحنيا أمام كل أولئك الخارجين عن القانون، الأمر الذي أدى إلى تمادي هولاء وتجاوزهم لكل الأعراف والقوانين ليصبح المواطن بممتلكاته ومصالحه وأمنه وأمانه في مهب الريح .
لقد أدرك المواطن حقيقة المعادلة في تعامل \"بعض المسئول\" مع قضايا المواطن وهمومه ومصالحه والتي تعتمد على فكر عقيم بائس يتسم بعدم المسئولية والاكتراث... لقد أصبح هذا المسئول يتعامل مع قضايا المواطن بعدم جديّة واهتمام، إيمانا منه بأن صوت وصرخات تظلّم المواطن ما هي إلا \"جعجعة\" لا تترك أثرا ما يلبث أن يتبخر بعد سويعات أو أيام... هذا المسئول \"المتخاذل\" يبدو-والله اعلم- أنه قد حزم أمره من خلال إشارة \"مغلوطة\" أو ضوء اخضر من أصحاب القرار في الحكومة، حيث تعوّد هذا المسئول على التصرّف كما يشاء دون حسيب أو رقيب .
كم كنت أتمنى -عبر أكثر من أربعة عقود خلت من سنين عمري التي قسمها الله لي - بأن اسمع عن محاسبة مسئول لفساد إداري او لضعف شخصية في موقعه أينما كان...كم كنت أتمنى أن اسمع عن جديّة الحكومة - التي تتباكى من عجز الموازنة مزمن - بمحاسبة مسئول يتسبب في تحميّل الميزانية والدولة والمواطن أعباء سوء تخطيط وإدارة أو عدم مهنيّة في قراراته، كم كنت أتمنى لمسئول أن يسمع لرأي مواطن في مسالة عامّة او مصلحة منطقة او وطن... كم كنت وكنت وكنت، ولكن وللأسف فان هذا المسئول أصبح همّه الأول، ذاك الكرسي اللعين.
لقد سبق وأن وعدنا أحبتنا في الوطن بأننا لن نلين... ولن نتسامح مع مسئول متواطئ ضد مصلحة الوطن والمواطن... لقد وعندنا وكتبنا وسنكتب لنفضح كل مسئول متخاذل بكل ما أوتينا من قوة بأسلحتنا التي نعتزّ بها وهي\"اللسان والقلم\" مرتكزين على مبادئ وقيّم رسخّها بنا جلالة الأب والأخ والعشيرة والقائد عبدالله الثاني ابن الحسين أعزه الله.
لن نتجنّى على أحد، ولكننا سنبدأ في عجلون بلدي بعد موطني ... عجلون مدينتي ... عجلون دنياي وجنّتي ...عجلون التي ظلمها مسئوليها والبعض من أهلها. سنبدأ من عجلون... بحكّامها ورؤساء الدوائر الرسمية والخدمية فيها مع علمنا بأن\"سوسة التخاذل والتسيب والجبن والفساد\" قد نخرت العديد من مواقع الجسم الرسمي في شتى بقاع الوطن ، لكننا نعلم أن عجلون تمثل أنموذجا للترهل وسوء التخطيط والإدارة ...فلن نقبل بدفن مسجد عجلون الجامع حيّا...ولن نقبل بوضع مروري مزري في قلب المدينة وضواحيها...ولن نقبل تراخي المسئولين في قطاعات السير والخدمات والبلديات عن القيام بواجباتهم بما يحفظ هيبة الدولة ويضمن حق المواطن...ولن نقبل بمزيد من تردد المسئول وتراجع \"هيبته\" خشية أن يقودنا ذلك إلى فتن عشائرية نعلم جميعا عواقبها وويلاتها... ولن نقبل بان تبقى عجلون \"يتيمة\" دون بنية تحتية حضارية في شتى المجالات.
إن تراجع هيبة المسئول هي ضرب من فساد إداري أوصلنا إلى هذا المستوى من الانحطاط والإحباط... إن تخاذل المسئول وتردده وضعف شخصيته وإدارته هي فنون مبتكرة من فنون الفساد، الأمر الذي جعل المواطن العجلوني يشعر بعدم الأمن والأمان في بيته وعمله ومصالحه واستثماراته وتجارته وحقوله ومزارعه.
لن أتقبّل ما قاله لي احد الحكّام الإداريين السابقين ذات يوم ليس ببعيد، بان \"المحافظ \" لم يعد مسئولا إلا عن المقابر!!! ... لن استوعب فكرة أن هيبة ودور المحافظ يتراجع بهذا الشكل المخزي، لأن في ذلك رسالة سلبيّة لصعاليك الليل والنهار، توحي أن بإمكانهم فعل ما يشاءون، وفي هذا انتقاص من دور وهيبة ممثل جلالة الملك في مركز المحافظة وهذا أمر مرفوضٌ مرفوضٌ مرفوض.
لن نقبل ولن نتقبّل رسائل من هذا النوع، لأنها فساد إداري بامتياز....فسادا قادنا وسيقودنا إلى فساد اجتماعي وأخلاقي ومالي...فسادا يوقد الفتنة بين البشر. لن نقبل بان يصبح المسئول مطيّة للخارجين عن القانون...هذه كراسي أوجدها جلالة القائد لمن هم يحملون الأمانة لتبليغ الرسالة والقيام بواجباتهم دونما تخاذل او خوف وذلك نصرة للوطن والمواطن.
إننا في عجلون شاننا كشأن كل الأردنيين في كل محافظات الوطن...طلبنا ونطلب بتفعيل تطبيق القوانين دونما تردد...طلبنا ونطلب بمهنيّة وقوة شخصية المسئول من محافظ او مدير شرطة او أشغال او بلدية او مياه وذلك لتحقيق اكبر قدر من العدالة بين البشر..لكن ما يحصل في عجلون أمر لا يمكن السكوت عليه حيث أقسمت بأن لا أكون شيطانا أخرس.
كما أسلفت ...فإننا لن نتجنّى على أحد ونحن نعلم أن الخير باق في هذه الأمة إلى يوم الدين... فهناك من هم لا يزالون يمثلون الأنموذج الأمثل لرجالات أرادهم باني نهضة الاردن الحديثة ليكونوا بناة أرض ووطن لا \"تجار مصالح ومهن\".
لن تكون عجلون في قدسيّتها بأقل أو أكثر من بقيّة محافظات المملكة في نفس القائد، بقدر ما هي قرّة عينه.لقد أرادها الله بأن تكون محجّا سياحيا وحضاريا لكل الأردنيين والعرب والعالم، الأمر الذي يستلزم منّا جميعا التعاون في إدارة المنطقة وتطبيق الأنظمة والقوانين بقوة ولائنا للقائد وانتمائنا للوطن، كي يتسنّى تمهيد المسيرة لتحقيق ما نصبو إليه جميعا نحو عجلون أفضل،ودمتم.
thabetna2008@yahoo.com