ان انتشار المحمول او الخلوي وتغلغله في مختلف مجال حياتنا , لا بد ان يترك أثاراً على مختلف الأنظمة الاجتماعية وخصوصاً على تربية الأبناء , وهل ولي الأمر قادر على وضع حد لتصرفات الأبناء او بالأحرى هل قادر على استيعاب او رفض التغيرات .
ومن خلال هذا المقال أهدف الى استعراض وتوضيح الايجابيات والسلبيات مع دخول الخلوي الى كل بيت سواء بطريقة مشروعه او غير ذلك وللأسف كل يد تحمله وحتى الطبقة المعدمة .
والوجه الايجابي للخلوي يكمن في سرعة الاتصال ونقل وتمرير المعلومة في أي مكان وبعث واستقبال الرسائل حيث تكمن في الدمج بين سرعة ونقل الرسائل والسعر الزهيد لهذه العملية لوجود شركات منافسة في هذا المجال .
ولا ننكر من خلاله نستطيع الاتصال الفوري في مناطق مقطوعة وإنقاذ الناس من مصائب حلت بهم من حوادث سير وانحرافات وسيول داهمتهم وهذا بحد ذاته انجاز لهيئة الاتصالات .
وعندما نخوض في سلبيات هذا الموضوع والذي أصبح مقلقا للأهالي والمجتمع كله وأصبح يشكل خطورة جسيمة تتآكل في جسم المجتمع الواحد , ناهيك ما يخزن داخل الجهاز حيث أصبح بإمكانك ان تخزن بقدر ما تخزن بالكمبيوتر وعلى اتصال بالانترنت مباشره , والأفلام الإباحية واتصالات مزعجه او رسائل أدت في النهاية الى خراب البيوت العامرة وحالات الطلاق الكثيرة وأسبابها الخلوي حيث نحن في مجتمع محافظ وتطلق المرأة دون ان تأتي سيرة الخلوي حفاظاً على سمعة الأبناء من أجل مستقبلهم .
وعندما نقول عدم الرقابة والإباحة وهذا حقيقة لأ ينكرها أي شخص عاقل حيث للان لم نجد حلولا ناجحة او ناجعة للحيلولة دون تفاقم هذه السلبية .
وكذلك الإدمان والذي يحصل عند الكثير من المستخدمين حيث أصبح حاجة او عادة مثلها مثل تدخين السجائر , والأوقات الطويلة من الاستخدام حيث تقل الحركة والتي تؤدي الى مشاكل جسدية وصحية ومشاكل بالنظر بسبب الأشعة الناتجة من الشاشة وصغر حجم الشاشة والذي يؤدي الى صداع وبعد فترة وجيزة يصبح مرض الصداع النصفي .
وتأتي العزلة وهي من أهم سلبيات المستخدم حيث يقضي البعض ساعات طويلة تعزله عن المجتمع القريب والبعيد عنه وأخرى نفسيه وتتمثل بالانزواء والانطواء على النفس وقلة إنتاجيته في الدراسة ودمار مستقبلي قادم , وتصبح حياته الخلوي فقط وكأنه ابنه وينسى كله ولا ينساه وللأسف واقع أليم في حياة أبنائنا ونحن من نساعدهم في ذلك .ونتفاخر أمام الآخرين بأن كل أفراد العائلة يملكون خلوي ومنهم من يملك 3 خطوط , وبنفس الوقت نشكو الحياة والغلا الحاصل وضغوطات الحياة والطفر وما شابه ذلك , مع العلم بأن مصروفات الخلوي لعائلة واحدة تكفيهم شهراً كاملا من أكل وشرب وسياحة داخلية .
وعندما نأتي الى دوافع اقتناء الخلوي تكون عادة أسباب اقتصادية للعمل او أسباب علمية تعليمية وأسبابنا نحن كشعب أردني وهي أسباب ترفيهية بحتة , وبعدها نقول لماذا انتشرت المشاكل الاجتماعية وانتشار الكذب والإشاعة بين عامة الشعب وانتشار الإباحة وتجارب الحب الفاشلة والعادات السيئة بين المراهقين وأصبحت الآن بدون تحفظ بين المتزوجين , والزواج المزيف والبذخ والفواتير الشهرية الباهظة والتي تعادل ميزان المدفوعات , وانتشار الخداع والغش في مجال المشاريع والشركات الاقتصادية.
وبصراحة ... ان وجود الهاتف الخلوي أصبح أمراً ضروريا لا أنكره ولكن لمن يحسن استخدامه وعادة سيئة لمن يسيء استخدامه فهو سلاح ذو حدين ويجب الاهتمام بهذا الموضوع من خلال نشر الوعي التربوي بين فئات المجتمع والشباب خاصة , والتنبيه بالآثار الاقتصادية المدمرة لميزانية الأسرة والمجتمع , والمقال بين أيديكم ولتهمنا أرائكم واقتراحاتكم ليكون الموضوع شفافيا وتدرسه السلطات المسؤوله والحد من هذه الظاهرة القاتلة والمدمرة في مجتمعنا وطبعا بمساعدة الأهالي على ذلك .