من المفترض أن أولويات الأنظمة العربية هي توفير الأمن والأمان وسبل العيش الكريم لشعوبها ، ومن المفترض أن تسعى لإقامة مجتمع العدل والمساواة .
والواقع أن الأنظمة العربية منذ نشأتها وهي تسعى لاتباع سياسة القمع والقتل والتنكيل للشعوب ، بل وتسعى لإعاقة كل ما من شأنه النهوض بالشعب وقد وصل الحال عند معظم الأنظمة العربية أن تعتبر شعوبها مجموعات من العبيد ، ومن يطالب بحريته يقتل ومن يطالب بحقه يعتقل ومن يطالب بإنصافه يعذب ،
هكذا هي حال الأنظمة ، بواقعها التي تعيشه وتمارسه ، كل ما على الأرض وتحت الأرض وفوق الأرض ملكا خالصا لها وكأنها توارثته أو نزل فيه سطر من السماء ، إغتصاب للسلطة وما يتبعها من اغتصاب لكل مناحي الحياة .
شعوب فقيرة مضهدة مكبلة بسياسات التخلف ليس أمامها من بصيص أمل مشرق لحياة أفضل .
لا صوت يُسمع إلا صوت الأنظمة بطبولها الجوفاء وأصواتها المهترئة الممجوجة لتعلو على كل صوت يطالب أن يعيش بإنسانيته ولم يعد أي نظام يمتلك شرعية بقاءه مغتصبا للسلطة ولم تعد هتافات التمجيد والأناشيد الحماسية ــ للقائد الملهم ــ تطعم الجوعى أو تكسي العرايا أو تطلق سراح المعتقلين أو تعيد الأرواح التي أزهقت فداء لبقاء الأنظمة ،
شعوب قالت كلمتها وأطاحت بأنظمة الموت والدمار لكل ما ينبض بالحياة ،
وشعوب ما زالت مستمرة في نضالها لإسقاط أنظمة صنمية تستجدي عبيدها للخلاص ، وشعوب ما زالت تتهيأ لإسقاط أنظمة الذل والقهر ، أنظمة اللات والعزى وهبل .
النظام عدو للشعب لأنه أذله وأفقره وهدر كرامته وسحق إنسانيته ، ومهما حاول تجميل صورته القبيحة المثيرة للإشمئزاز سيبقى هو العدو ، وسيبقى بنظر الشعب صنم بليد بارد بلا إحساس بلا كرامة .
فلتسقط كل انظمة القهر والذل ، ولتسقط أصنام ما زالت تجثم على صدور شعوبها ، وليسقط كل عبد ارتضى أن يُقدس ويتمسح ويتبارك من صنم أجوف .
وستبقى الأنظمة العربية عدوة لشعوبها لأنها ليست من رحم الشعب وليست من رحم الأرض التي لم تنجبهم .