زاد الاردن الاخباري -
أرجع الفنان السوري رشيد عساف أن تجسيده شخصية الصحابي معاوية بن أبي سفيان في مسلسل "الأسباط" يهدف إلى طي صفحة قاسية من التاريخ الإسلامي، لا سيما أن العمل يحمل دعوة واضحة لنبذ مثيري الفتنة.
يأتي ذلك بعد الجدل الكبير الذي أثاره مسلسل الأسباط الذي تحول اسمه مؤخرا إلى "معاوية وأحداث الفتنة"، وهو يروي سيرة الحسن والحسين حفيدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتعرض المسلسل لهجوم كبير وفتاوى تحريم وعراقيل في تصويره من عدة دول عربية، بسبب تجسيده شخصيات الصحابة وعلى رأسها الإمام الحسين رضي الله عنه، كما واجه كاتب السيناريو انتقادات لتحميله اليهود مسؤولية أحداث الفتنة في أثناء المرحلة التاريخية التي تتناولها أحداث المسلسل.
وقال الفنان رشيد عساف -في تصريحات، خاصة لـmbc.net-: إنه من الخطأ اتخاذ مواقف هجومية مسبقة على فكرة المسلسل، لافتًا في الوقت نفسه إلى ضرورة مشاهدة المسلسل من قبل كل من ينتقده، كما نصح بمشاهدته أيضًا من قبل الأطفال لأنه درس في معرفة الحقائق التاريخية.
وعزا عساف اعتذاره عن بطولة مسلسل آخر عن معاوية بن أبي سفيان -من إخراج الأردني أحمد دعيبس- لأنه كان قد وافق على تجسيد ذات الشخصية، ولكن في مسلسل "معاوية وأحداث الفتنة" من إخراج عبد الباري أبو الخير وتأليف محمد اليساري.
كان عدد من مراجع الدين في إيران قد نددوا بقرار شركة كويتية -خاص بإنتاج مسلسل تلفزيوني باسم "الأسباط"- يتم فيه تجسيد شخصية الحسين رضي الله عنه، وأفتوا بتحريمه.
ورد منتجو العمل بالقول: إن المسلسل هو محاولة للتوفيق بين السنة والشيعة، وإظهار مؤامرات اليهود.
ويحرم الأزهر الشريف ظهور الرسل والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة على الشاشة، واعتبروا أيّ تجسيد لهم حرام شرعا.
وفي سياق آخر، قال الفنان السوري الذي يجسد أيضًا شخصية الشيخ الراحل أحمد ياسين -الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"-: إن هذا المسلسل بعيد عن التزمت، ولن يؤلب الفلسطينيين على بعضهم.
وأوضح أن شخصية أحمد ياسين كانت متصالحة مع جميع الجهات عكس ما نشهده في الوقت الراهن؛ حيث تم تحويل الساحة الفلسطينية إلى نزاع بين أطرافها السياسية.
وأبدى النجم السوري إعجابه الشديد بفكرة المسلسل، وهو من تأليف محمد عوض وإخراج عبد الباري أبو الخير، إذ إنه عندما قرأ النص وجد فيه كثيرا من الدراما الإنسانية ذات الطابع الريفي المستند على الخلفية النضالية للشيخ الشهيد.
ولفت إلى العلاقة الشفافة التي كانت تجمع أحمد ياسين مع الأب الخوري حنا، ضمن حالة من الوطنية كانت سائدة في القدس، وجاء تكريسها في المسلسل بشكل واضح؛ لأن الكنيسة مستهدفة مثلها مثل الجامع في فلسطين.
وذكّر الفنان بأن قبوله لهذه الشخصية جاء من إيمانه بأن المقاومة تعتبر الطريق الوحيد للسلام، مطالبًا في الوقت نفسه بأن تجسيد شخصيات نضالية في الدراما يعتبر ضرورة حتمية، في ظل أن الأمة العربية تعيش حالة عجز.
وأشار إلى أن شخصية أحمد ياسين فيها كثير من الصعوبة في أدائها، ولا يكفي تقليدها بالشكل فقط، خاصة في ظل معاناته مع الأمراض، مشيرا إلى أنه سيضيف على الشخصية كثيرا من مضمونها الإنساني وعمقها الفكري.