نادى المنادي لصلاة الظهر ، فكبر وهلل أبو صابر ، رفع طرف الثوب ، وشمر عن ساعديه ، جلس القرفصاء ، ومسك ابريق الوضوء وتوضأ ، ثم شهد وتوجه للقبلة فرفع يديه للسماء وبدأ يدعو :
( اللهم يا حنان يا منان يا من تعز وتذل من تشاء ، يا من تجيب دعوة الداعي اذا دعاك ، وتستحي الا تلبي ، اللهم يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين أسألك ألا تجعلني لا قاتلا ولا مقتولا ، ولا ثائرا ولا مثؤورا ، وان لا ترزقني رزقا يعاندني فيه من سواي او يطمع فيه غيري ، وان لا تخلفني في ارض يكون فيها نهايتي ، اللهم وقد انتشر القتل واستبيحت الاعناق وضاقت علينا الارض في وسعها ورحبها وصار القتل اهون من شربة الماء ، أسألك الستر والستيرة وأن تيسر لي خير جيرة ، وتمنحني عينا قريرة ترضاها ، اللهم اني أسألك سعة صدر لأبناء عمي واخوالي ، وحلما لصحبتي واصدقائي ، وسماحة عند الغرباء ، وطولة بال للخلق علي ، اللهم آمين ) .
ثم مسح بيديه على وجه ، بينما أمن كلا من ، أبناؤه : صابر وعبود وحمزة الماكثين حوله ، وأبو سالم عامل الوطن الذي مر من امامه ، وحسين الجالس بالشباح على البلكونة في الطابق الثاني ، وفالح الذي جلس على حافة الرصيف واناس غرباء آخرين ، ومسحوا جميعهم كذلك على وجوههم .
بعدها توجه ابو صابر الى المسجد القريب لأداء صلاة الظهر ومن بعدها صلاة الجنازة على المرحوم : خالد سلمان الذي قضى نحبه بشربة ماء على اثر قيام أبن عمه بطعنه عدة طعنات نتيجة خلاف على قطعة ارض .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com