بعد أيام تقبل علينا ذكرى النكبة و مأساة الشعب الفلسطيني واقتلاعه من وطنه وإرغامه على الخروج من أرضه قصريا وغرز الكيان الإسرائيلي الطارئ في جسم الأمة من خلال سلسلة عمليات إجرامية نفذتها عصابات صهيونية دموية .
نستذكر المذابح التي نفذتها العصابات الصهيونية الهاغاناه وشتيرن ومنها أول مذبحة ،مذبحة بلدة الشيخ أو تل نحنان حاليا في 31-12-1947 واتت حصيلتها ذبح حوالي 600 فلسطيني بدم بارد !
ثم تبعها مذابح أخرى بعمليات ذبح بشعة دير ياسين 245 واللد 250 وقبية 67 ، وفي عام مذبحة 1956كفر قاسم ومقتل49 شخصا ، وخان يونس الأولى والثانية ذبح حوالي 500 إنسان .ولا زال مسلسل الذبح مستورا إلى لحظتنا هذه بغطاء عملية السلام وبمغالطات كاذبة مضللة .
ولقد كانت كل المخططات الإسرائيلية والغربية الحقيرة تعمل وفق برنامج تآمري بموافقة ومباركة وتأييد دولي يفرغ السكان الأصليين، ضمن وسائل وأساليب متنوعة ، بدأت بمذابح أوقعت الرعب في قلوب الناس ، وأجبرتهم على الفرار والهجرة، وهدموا منازلهم وقراهم،وشمل ذلك تدمير أكثر من 350 قرية بأسلوب همجي يفتقر إلى ادني مقومات الإنسانية، وكان الهدف من هذه العمليات جعل مسألة عودة أهلها إليها أمراً مستحيلاً.
والآن لقد فقدنا بصيص الأمل للسلام الشامل والعادل الذي يرضينا ويرضي الأجيال القادمة بعد الإجراءات الأحادية الجانب على الأرض العربية الفلسطينية وإعلان استمرار البناء في القدس وان البناء في القدس مواصلة لرحلة البناء التي بدأت منذ آلاف السنيين ، ثم إن إسرائيل مستمرة في مشروعها الترانسفير ألقصري وتعلن نواياها الشيطانية في تفريغ الأرض من السكان بمبررات شتى . إسرائيل تلعب بالنار على مرأى ومسمع من المشهد العربي الهزيل وتسعى لبناء الهيكل وهدم المسجد الأقصى وسيتم لهم ذلك .
والواقع إن جلالة الملك عبدا لله الثاني – أيده الله – يسعى بجد لدفع الأمريكيين من لعب دور نزيه وضاغط لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى الاعتراف بدولة فلسطينية إلا إن مزيدا من القتامية تنتشر في الأجواء وتقود العالم كله لدفع الثمن غاليا لان إسرائيل تلعب بالنار!