زاد الاردن الاخباري -
توصلت البعثة الأردنية – الألمانية للتنقيب عن الاثار في منطقة الحسية غرب بلدة السخنة الى الكشف عن أدوات صوانية تكونت من: شفرات مناجل، ورؤوس سهام تعود لما يعرف باسم الثقافة اليرموكية، وتؤرخ هذه الأدوات لمنتصف الألف السادس قبل الميلاد.
وتقع "الحسية" على منحدر يشرف على نقطة التقاء وادي الزرقاء مع الظليل، شمال - غربي مدينة الزرقاء، وتبعد (5) كيلومترات غرب بلدة السخنة.
وكشفت التنقيبات الجديدة التي شارك فيها معهد الآثار الألماني وبالتعاون مع دائرة الآثار العامة الأردنية بإشراف كل من الأستاذ الدكتور زيدان كفافي عميد معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث، و د. كارين بارتل من المعهد الألماني و استمرت على مدار شهر، وجود البقايا المعمارية المبنية من الحجارة الكبيرة، وأرضية مقصورة بقصارة خشنة .
وكذلك عثر على طبقة حصوية صلبة جدا بلغ ارتفاعها نصف متر، وكأن المياه كانت قد غمرتها. كما كشف أسفل هذه الطبقة على أخرى ترابية مليئة بالحصى تعلو عددا من الحجارة المتوسطة والكبيرة تشكل عددا من الجدران المتقاطعة.
ويقول د . كفافي أن ما يزيد أهمية الموقع الأثرية موقعه المتوسط في وادي الزرقاء، بين موقع عين غزال في شرقي العاصمة عمان ووادي الأردن مما يؤكد أنه لعب دورا كبيرا في عملية الاتصالات الحضارية في حوض نهر الزرقاء، وكذلك مع البادية.
وأشار عميد المعهد إلى أهمية موقع "الحسيه" في التعرف على التطورات الحضارية التي جرت في الأردن خاصة في المرحلة الانتقالية بين الألفين الثامن والسابع قبل الميلاد، وما يعرف بالانتقال من عصور ما قبل الفخار لبداية صناعة الفخار.
وقال كفافي ان التنقيب سيستمر بالتعاون مع دائرة الآثار العامة للحصول على معلومات للتعرف على طبيعة الاستيطان في الموقع، الذي يقع في وسط حوض نهر الزرقاء خلال فترة العصر الحجري الحديث، خاصة نهاية الألف الثامن وبداية الألف السابع قبل الميلاد - حسب تاريخ الكربون الإشعاعي المعاير - . وكما سيتم إجراء مسح أثري دقيق وشامل للمنطقة المحاذية للشارع الرئيسي من جهة الجنوب.
وأوضح كفافي أن أعمال المواسم القادمة ستكشف التخطيط العمراني لجدران الموقع مؤكدا أهمية مشاركة الطلبة حيث شارك عشرة طلاب في مرحلة الماجستير في المعهد في التنقيبات والحفريات الأثرية بهدف تدريبهم على أعمال التنقيب الميداني.
كما شارك في أعمال الحفر عدد كبير من أبناء بلدة السخنة بهدف التعاون مع المجتمع المحلي وقدم كفافي شكره لممثل دائرة الآثار العامة السيد إبراهيم الزبن، والسيد إبراهيم العليمات مالك الموقع.
وتم اكتشاف موقع "الحسية" أثناء المسوحات الأثرية للمنطقة التي تمت عام 1993 م على يد الايطالي "غيتانو بالمبو"، الذي لاحظ أن الجزء الواقع إلى الشمال من الطريق العام قد جرف جزئيا أثناء شق الطريق الواصل بين بلدتي السخنة والقنية.وبناء عليه، قامت جامعة اليرموك وبمشاركة جامعة روما "لاسبينسا" بين 1996 وحتى 2000 بأعمال مسوحات أثرية وحفر مجسات في عدد من المواقع في المنطقة ومن بينها موقع "الحسيه". وبينت الكشوفات الأثرية السابقة أن هذا الموقع كان قرية كبيرة في الفترة بين حوالي (7500) وحتى حوالي (4000) قبل الميلاد.
العرب اليوم