زاد الاردن الاخباري -
أكد وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، وجود "مؤشرات" تدل على استخدام سلاح كيميائي في سورية، مدللا على ذلك عن طريق أشخاص مصابين، وصلوا تركيا للعلاج.
وأكد أوغلو قائلا "نقوم بفحوصات لبعض المصابين، ولدينا مؤشرات تبين أنه تم استخدام سلاح كيميائي في سورية"، مشددا على أهمية حدوث تغيير في سورية يشمل "كامل السلطة التنفيذية".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة مع نظيره التركي أوغلو أمس في عمان.
جودة تحدث عن لقائه بأوغلو باعتباره "فرصة للتشاور والتنسيق الذي يحرص عليه الطرفان حول الملف السوري، في ضوء نتائج لقاء وزير الخارجية الأميركي بنظيره الروسي مؤخرا".
أما بخصوص اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على المسجد الأقصى في القدس المحتلة أول من أمس، فاعتبره تطورا خطيرا.
وأشار إلى أن ذلك تصعيد من اسرائيل، في ظل منع المصلين من دخول المسجد الأقصى واعتقال مفتي القدس.
وأكد أن القدس بالنسبة للأردن وانطلاقا من الرعاية الهاشمية، ووصاية الملك على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية هي "خط أحمر".
ونوه الى أنه أطلع أوغلو على ما جرى وما يقوم به الأردن في هذا الصدد، وﻗﺎل "سلمنا اﻟﺴفير اﻻﺳﺮائيلي ﻓﻲ ﻋﻤﺎن رﺳﺎﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟلهجة ﺣﻮل اﻻﻋﺘﺪاءات الاخيرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺪﺳﺎت الاسلامية، ونقلنا ﻣﻮقف الأردن ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺪاءات اﻟﺘﻲ حصلت".
وكشف ﻋﻦ ان السفارة الأردنية ﻓﻲ ﺗﻞ ابيب ﻛﺎن لها دورﻓﻲ الإﻓﺮاج ﻋﻦ ﻣﻔﺘﻲ اﻟﻘﺪس واﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﺼلين ﺑﺪﺧﻮل الأﻗﺼﻰ".
وأكد أنه لا يصح بالنهاية الا إحقاق الحق وإقامة الدولة الفلسطينة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967؛ استنادا إلى المرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية.
وقال انه أطلع نظيره التركي على الجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والتحرك الدبلوماسي الأردني، المتمثل بزيارة جلالة الملك الى واشنطن ولقائه الرئيس الاميركي ومسؤولين اميركيين.
وقال ان "الملك يؤكد أن هناك قضايا وملفات تتطلب التنسيق المستمر مع تركيا".
وبين أن الموقف الأردني من الأزمة السورية لم يتغير، وهو متطابق مع موقف تركيا، بضرورة وجود حل سياسي، كما يطالب الأردن دائما، يشمل جميع طبقات الشعب السوري، بهدف خلق مرحلة انتقالية وإنهاء مسلسل العنف وسيل الدماء والحفاظ على أمن وأمان سورية ووحدتها الترابية.
وحول المؤتمر الدولي الذي اتفق عليه كيري ولافروف بخصوص سورية، المزمع عقده في نهاية الشهر الحالي، وفيما اذا كان سيعقد في الأردن، اكد ﺟﻮدة انه ﻻ ﻳﻮﺟﺪ تفاصيل حول اﻟﻤﻜﺎن الذي سيعقد فيه، ولا عن التاريخ المحدد لعقده، الا انه قال ان "الأردن ﺟﺰء ﻣﻦ اطراف مختلفة تشارك في هذه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت والمؤتمرات بهذا الخصوص".
ولفت الى ان ﻣﺆﺗﻤﺮ جنيف ﻳﺸﻜﻞ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﺤﻞ السياسي اﻟﺬي ﻧﻨﺸﺪه، مبينا ان وثيقة جنيف كان تتحدث عما اسماه "هيئة حكم جديدة متفق عليها" وان يدخل الطرفان في حوار يشكل الحل السياسي.
وحول التحرك الاردني الأخير في مجلس الأمن، بخصوص زيارة وفد من المجلس للأردن للاطلاع على اوضاع اللاجئين السوريين، اوضح انه تم ارسال رسالة للسفير السابق للمجلس، "ليدرك مجلس الأمن حجم المشكلة وتداعياتها بكافة الاتجاهات على الأردن، وتم استلام الرسالة وكان هناك طلب زيارة لوفد من مجلس الأمن، ليطلع على الوضع على ارض الواقع".
من جهته؛ اشاد اوغلو بزيارة جلالة الملك الأخيرة الى تركيا، والتي قال إنها شكلت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وفرصة للقادة للتواصل دائما لمتابعة التشاور، واصفا العلاقات الثنائية بـ"الممتازة".
واعتبر اوغلو انه لا يوجد اي دولة متأثرة بالأزمة السورية كما تأثرت الأردن وتركيا، جراء الأوضاع الإنسانية الصعبة الناتجة عن الأزمة في البلدين.
وقال "نريد رؤية سورية مستقرة وقوية، ونتطلع للأردن كشريك فاعل للعمل معه والتنسيق بخصوص الأزمة السورية"، مضيفا "نحن نعمل على تحقيق الانتقال السلمي بناء على طموح الشعب السوري، وتحقيق الكرامة والحماية والحقوق لهذا الشعب".
وقال "لدينا قلق مشترك مع الأردن واتصالات مع أطراف عديدة مثل روسيا لإنهاء الأزمة التي تمخض عنها قتل مائة الف، وملايين النازحين واللاجئين في الأراضي السورية وخارجها، ومن يحتاجون لمساعدات إنسانية".
واعتبر انه "لا بد من العمل على وقف المذابح مثل التي حدثت في البيضة مؤخرا"؛ مضيفا "مهمتنا كدول جوار أن نساعد الشعب السوري ومنع مزيد من المجازر"، مبينا "نحن منذ بداية الأزمة السورية عملنا مع النظام السوري لإقناعه بعملية سياسية، الا انه لم يف بوعوده والتزاماته".
واعتبر اوغلو ان هناك تفسيرات "مختلفة حول هذه الاتفاقية، لكنه بالنسبة لتركيا، فيجب ان يكون هناك تغيير كامل، بمعنى سلطة تنفيذية كاملة وجسم انتقالي، يتكون من المعارضة وممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء".
وأكد أن فلسطين قضية محورية بالنسبة لتركيا، واقامة الدولة الفلسطينية قضية مبدئية، معبرا عن تثمين بلاده لجهود الأردن في العملية السلمية التي يجب ان نركز عليها.
وقال "نريد دولة فلسطينية كاملة السيادة ومستقلة"، مشددا على دعم تركيا لجهود الأردن في الدفاع عن القدس الشريف، باعتبار أن لها حق وصاية، وتنسيق الجهود في هذا الجانب.
وكان جودة أجرى مباحثات مع اوغلو، أكد خلالها الجانبان على عمق ومتانة العلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين، وتناول الوزيران نتائج زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى تركيا اخيرا، ولقائه الرئيس التركي ومسؤولين اتراك.
وتركز جزء كبير من المحادثات على تطورات الأوضاع في سورية وانعكاساتها الإنسانية على دول الجوار، بما فيها تركيا والأردن ولبنان وأهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الإطار.
وأكد الطرفان أهمية الإسراع في التوصل لحل سلمي يؤدي لوقف نزيف الدماء في سورية، ويحافظ على أمنها ووحدتها الترابية ويضمن مشاركة كافة مكونات الشعب السوري.
وأطلع جودة نظيره التركي على نتائج زيارته الى روما وموسكو، ولقائه بوزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ومباحثاتهم للتوصل الى حل للأزمة السورية.
وعرض جودة الجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الرامية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وصولا الى حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الغد