زاد الاردن الاخباري -
عندما يتحول الحراك في أي دولة الى ظاهرة مقلقة ويشكل خطرا على الوطن بسبب دخول أصحاب أجندات خارجية أو مصالح آنية شخصية ؛ يربطها بالوطن مقدار ماتحقق من فائدة شخصية , لابد هنا من ضبط الايقاع بقوانين ناظمة تسمح بحرية التعبير وبالمقابل تحافظ على الاستراتيجية الامنية الوطنية دون اجتراح او اجتزاء .
كذلك حماية الحراك المنتج الفعال الهادف مصلحة وطنية على أن لايتم التجاوز على هيبة الدولة , أو الاصطفاف مع جهة معينة لنقل الحراك من حالة التنظيم إلى حالة الفوضى والإرباك , ومن باب الخوف على الوطن لابد من تقنين حق الاعتصام بعد ما سادت الفوضى كل المجالات. فمن غير المعقول ان يقوم مثلا الموظف العام بالاضراب من أجل تحسين راتبه والمطالبة بالعلاوات في ظل شح امكانات ومن غير المقبول ان تقوم الحكومة بالاستجابة للمطالب الشخصية لشخص او فئة معينة وان ترضخ في كل مرة امام ضغط الاعتصامات او الاضراب عن العمل وتستجيب .
هناك تدهور كبير في القيم السائدة نتج عنه اصطفاف غير مسبوق ؛ جهة تخون , والاخرى تشكك وتخون ؛ جهة تقول ان السم في الماء والاخرى تكذبهم وتقول بل الماء فيه سم والنتيجة واحدة والخسارة واحدة والجسم الاردني يتمزق والاحتكام للشارع وللقنوة ولليد والحجر بل والتعدي على آخر مظهر من مظاهر هيبة الدولة وهم رجال الامن أصبح حديثنا اليومي .
هناك قيم اردنية أصيلة تتعلق بالوطن والاخلاص والتفاني من أجله يريدونها أن تغيب لتحل محلها الفوضى والصراع داخل الاسرة الاردنية الواحدة دون إدراك لحجم القلاقل التي تحيط بنا . غياب القيم التي تربينا عليها سيجعل العربة امام الحصان وسنعود لادارة الاردن وبكافة مرافقه ادارة جديدة تعتمد على ادارة الازمة وتفريغ الشحنات بدل الادارة التي تعتمد على الامكانات ومراعاة مصلة الوطن ومستقبل أجياله . غير أن أخطر مظاهر الانقلاب في القيم ؛ محاولة هدم القيم الوطنية لتسود ظواهر التمرد المطلق على السلطة. وهنا تكون لاسمح الله بداية النهاية .
تقنين حق التظاهر مطلب وطني اردني , ولايعني هذا بالضرورة الاجتراء على الحريات بل تنظيم الفهم الحقيقي للحرية ضمن مفهوم انتهاء الحرية عندما تبدأ حرية الاخرين وضرورة حماية الوطن لتُصان الحريات فلا حرية بلا وطن ولافائدة من أن نمتلك حرية الكلمة ونفتقد الوطن , والتقنين الخطوة الاولى لعودة هيبة الدولة .
طبعا العودة بالدولة كما كانت لن يأت مباشرة وبقرار بسيط أو بجرة قلم ؛ بل لابد من توطئة لعودتها كما كانت عن طريق اسماء نظيفة لم تتلوث ولم تتلون قادرة على العمل والاقناع ؛ مختصة تحبذ العمل بصمت وتنجز دون ضجيج على أ ن تتبنى خططا في كافة المجالات قابلة للتطبيق تبدأ بتطوير التشريعات ليلمس المواطن أثر هذا الانقلاب , ومن ثم تعزيز الثقة بينه وبين الدولة التي تزعزعت بسبب اخطاء بعض الادارات وظهور ملفات فساد كبيرة وحديث عن المزيد امام غياب الاعلام الوطني المنصف المسؤول .
وعندما تغيب النخب السياسية أو تتحول من حالة التوافق الى الصراع وتصفية الحساب ستغيب الاستراتيجيا عن القرار السياسي وسيتحول الى مجرد قرار .
jdtyt1924@yahoo.com