زاد الاردن الاخباري -
قيمة سياسية لا يمكن نكرانها برزت خلال الأيام الأخيرة في الأردن بعد تمكن فريق كرة قدم من جنوب البلاد وتحديدا من مدينة الكرك من كسر الثنائية القطبية في كرة القدم الأردنية والفوز ببطولة الكأس على المستوى الوطني.
هذه القيمة تجلت سياسيا بولادة فريق كروي يحمل إسم قرية في الكرك هو (ذات راس) الذي تمكن من تغيير معادلات مستقرة منذ أكثر من ثلاثين عاما منتجا مساحة جديدة للإستقطاب تنهي عمليا ثنائية الفيصلي والوحدات.
ترحيب شديد في الوسط السياسي والإعلامي وحتى الشعبي الأردني جراء هذا التحول اللافت على مستوى كرة القدم التي تسببت طوال عقود بإيذاء الوحدة الوطنية بسبب إنحسار الألقاب بقطبي الكرة الفيصلي والوحدات الذين ترافقت لقاءاتهما بالعادة مع هتافات مسيئة للوحدة الوطنية وتنطوي على تلميحات إنقسامية وعنصرية.
بهذا المعنى فرح الشارع الأردني متعاطفا مع فريق ذات راس الذي كرس نفسه فجأة بين الكبار ودفع الشارع الشعبي للإسترخاء بعدما كانت مباريات الوحدات والفيصلي الحساسة تحبس أنفاس الجميع شعبيا وسياسيا وأمنيا.
فريق ذات راس الذي صعد في فترة قصيرة جدا إلى دوري الممتاز نجح في خطف كأس الأردن بعد مباراة مثيرة تجاوز فيها فريق الرمثا العريق بهدفين لهدف سجلهما بالرأس مهاجم شاب ونحيل البنية إسمه أشرف النوايشه.
ويرى المراقب والمحلل الرياضي وليد مرزوقة أن فوز فريق ذات راس المغمور بهذه البطولة وتمكنه من تجاوز الكبار (خبر مفرح) للشعب الأردني في الواقع ولمؤسساته فالإستقطاب في الشارع الكروي بالحالة الجديدة لم يعد على أساس وجود فريقين كبيرين يمثل أحدهما الأردنيين من أصل فلسطيني والثاني الشرق أردنيين.
على هذا الأساس يتحدث مرزوقة عن مفاجأة ذات راس بإعتبارها سارة للجميع ومفيدة لمستقبل كرة القدم الأردنية لإنها تعني مزاحمة قوية لفريقي الوحدات والفيصلي التي كانت مبارياتهما تتطلب إستنفارا أمنيا على المستوى الوطني وبدل ذلك توفرت معطيات التنافس على أساس جغرافي بين الشمال والجنوب كرويا وهو وضع كرة القدم الأصح في مختلف البلدان المتطورة.
اللافت أن الفريق الكركي الصاعد بقوة نحو النجومية ضمن بعد لقب كأس الأردن المشاركة في تصفيات آسيوية لأول مرة في حياته أيضا وهي مسألة تحصل لأول مرة بعد تجاوز أربعة فرق كبيرة هي الفيصلي والوحدات والرمثا وشباب الأردن وهي أندية تدفع الملايين من أجل دعمها في العاصمة.
واللافت أكثر أن فريق ذات راس حقق الإنجاز بإمكانات مالية متواضعة جدا تكاد لا تذكر حيث لا يوجد ملعب حقيقي للتدريب ولا مقرات ولا طاقم تدريب متكامل في ظل قيادة مدرب سوري الجنسية وهو اللاعب السابق في منتخب سوريا عماد خانكان صرح بان التدريبات تجري في شوارع وساحات القرى.
في غضون ذلك تشخص الأبصار نحو إستعدادات منتخب النشامى للمرحلة الحساسة جدا من مشاركته في تصفيات كأس العالم في البرازيل لعام 2014 حيث يلتقي النشامى أستراليا ومنتخب عمان في 11 و18 الجاري وحيث اختار الجهاز الفني للمنتخب الوطني 26 لاعبا ضمن التشكيلة التي ستخوض غمار المرحلة المقبلة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم – البرازيل.
وتواجد مع التشكيلة حسب صحيفة عمون سبعة محترفين هم عامر ذيب (اتحاد كلباء الاماراتي)، انس بني ياسين (الظفرة الاماراتي)، عدي الصيفي (السالمية الكويتي)، احمد هايل (العربي الكويتي)، حمزة الدردور (نجران السعودي)، ياسين بخيت (الفيصلي السعودي)، شادي ابو هشهش (الفتح السعودي).
اضافة الى كل من عامر شفيع، محمد الدميري، باسم فتحي، عبدالله ذيب، (الوحدات)، خليل بني عطية، ابراهيم الزواهرة (الفيصلي)، احمد عبدالستار، محمد منير، احمد سمير، محمد مصطفى (الجزيرة)، رائد النواطير، عدي زهران، عصام مبيضين (شباب الاردن)، مصعب اللحام، عبدالله الزعبي (الرمثا)، سعيد مرجان، صلاح مسعد (العربي)، بهاء عبد الرحمن (ذات راس)، عدنان عدوس (البقعة).
ووجه الجهاز الفني الدعوة للاعبين للانخراط مباشرة بالتدريبات اعتبارا من يوم الاحد وعند الرابعة والنصف على ستاد البترا، بحيث يتواجد في التجمع الاول 16 لاعبا باستثناء المحترفين ولاعبي الفيصلي ومصعب اللحام واحمد سمير المتواجدين حاليا مع منتخب 22 على ان يلتحقوا بالمنتخب الاول اعتبارا من 16 الجاري فور عودتهما من الكويت.