الصدق هو: مطابقة القول للواقع، وهو أشرف الفضائل النفسية، والمزايا الخلقية، لخصائصه الجليلة، وآثاره الهامة في حياة الفرد والمجتمع.
قال تعالى: ((والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين)) وقال تعالى: ((هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا)).. ويقول الصادق الامين (عليه السلام): (لا تغتروا بصلاتهم، ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن عند صدق الحديث، وأداء لأمانة)
ومعروف أن اللسان هو أداة التفاهم، ومنطلق المعاني والأفكار، والترجمان المفسر عما يدور في خلد الناس من مختلف المفاهيم والغايات، فهو يلعب دورا خطيرا في حياة المجتمع، وتجاوب مشاعره وأفكاره. وعلى صدقه أو كذبه ترتكز سعادة المجتمع أو شقاؤه، فإن كان اللسان صادق اللهجة، أمينا في ترجمة خوالج النفس وأغراضها، أدى رسالة التفاهم والتواثق، وكان رائد خير، ورسول محبة وسلام. وإن كان متصفا بالخداع والتزوير، وخيانة الحقيقة والمباديء ، غدا رائد شر، ومدعاة تزوير وتباغض بين أفراد المجتمع، ومعول هدم في كيانه ولقيم الخير .
من أجل ذلك كان الصدق من ضرورات المجتمع، وحاجاته الملحة، وكانت له آثاره وانعكاساته الايجابية في حياة المجتمع.
للصدق صور وأقسام تتجلى في الأقوال والأفعال، ومنها : الصدق في الأقوال والافعال والعزم والنية وهو الاهم لانة يعمل على تطهيرالنفس من شوائب الرياء وحوار المكاسب والنفعية باشكالها المعاصرة ، والإخلاص بها إلى الله تعالى وحده .
وأقل انواع الصدق هو استواء السر والعلانية والصادق من صدق في اقواله والصدّيق من صدق في جميع اقواله وأفعاله وأحواله، فالصدق في الاقوال استواء اللسان على الاقوال والصدق في الاعمال استواء الافعال على الامر والمتابعة ولذلك كانت الصديقية كمال الاخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهراً وباطنا ً. ومما لا شك فيه ان للصدق فوائد جليلة وثمرات عديدة يجنيها الصادق بصدقه ويسعد بهذا الخلق العظيم في الدنيا والآخرة ومن أهمها:
الصدق دليل على الايمان والتقوى. ((وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)
الصدق دليل على البراءة من النفاق. ( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِم) .
الصدق يؤدي إلى الجنة وينجي من النار. قال تعالى: ((وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا).
الصدق ينجي العبد من اهوال القيامة ((هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
الصدق يورث الطمأنينة والراحة النفسية و الصدق يورث منازل الشهداء فالنبي صلى الله عليه وسلم قال (من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه).
9- الصدق يورث محبة ومعية الله تعالى فمن اراد ان يكون الله تعالى معه ويحبه فليلزم الصدق فإن الله تعالى مع الصادقين وان الله تعالى يحب الصادقين.
ما أحرانا ان نتخلق بهذا الخلق الرفيع و ما أحوجنا أن نخلص في نوايانا ونصدق في اقوالنا وولائنا وانتمائنا ونبتعد عن اخفاء شخصياتنا الحقيقية وراء الصمت تارة ووراء ادعاءات ووعود وكلام الحق الذي يراد بة باطلا تارة اخرى و ما أجدرنا أن نتخلق بأخلاق الانبياء عليهم الصلاة و السلام .
الكاتب : علي يوسف المومني aliyos6@yahoo.com