زاد الاردن الاخباري -
هلا العدوان - يبدو ان الفرصة لا زالت سانحة رغم انتهاء المهلة القانونية للاستثمار الزراعي الاردني في السودان الا ان الامر ليس مفتوحا الى الابد ورهن بوجود إرادة جادة وعاجلة من الاردنيين لتحديد مصير الملف بصورة نهائية ، وفق ما كشفته مصادر رسمية سودانية. الجانب السوداني وعلى لسان سفير جمهورية السودان لدى المملكة محمد عثمان محمد سعيد ابلغ الى الرأي انه تلقى وعودا عديدة في السابق من مسؤولين اردنيين بنيتهم المضي قدما في استثمار الاراضي الزراعية السودانية ، الا ان امرا لم يتحقق حتى اللحظة رغم ان الكرة لا تزال في ملعبهم الى الآن . وآخرها وفق السفير محمد سعيد عبارة عن قيام ائتلاف خليجي بالاستثمار في الاراضي الزراعية الاردنية في السودان بحسب ما اكده له وزير الزراعة المهندس سعيد المصري قبل فترة وجيزة. الحكومة السودانية حتى اللحظة لم تمدد الاتفاقية مع الجانب الاردني بحسب اخر المستجدات على الارض الا انها لا تمانع التمديد في حال قيام المسؤولين الحكوميين بتفعيل المشروع واستغلال الاراضي الممنوحة للاردن من السودانيين في ولاية نهر النيل في اسرع فرصة ممكنة. ورغم جميع ما مضى لا يخفي السفير السوداني تفاؤله بان يقوم الجانب الاردني باستغلال الاراضي على غرار ما قامت به دول عربية كثيرة حققت الكثير وجنت الوفير باستثمارات زراعية في اراضي السودان الخصبة. وزاد اننا نتفهم العقبات التي قد تواجه وزارة الزراعة في التوصل الى اتفاق مع القطاع الخاص الاردني من اجل الاستثمار الا اننا نأمل بان يحصل شيىء قريبا لان هناك حدا زمنيا للاستثمار الزراعي في السودان مشددا على انه لم يتم حتى اللحظة بحث أي شيء بخصوص تمديد الاتفاقية بعد انتهائها مطلع العام الحالي بين الحكومتين الاردنية والسودانية. واشار الى ان الوزير المصري اخبره عن نية وزارة الزراعة ابتعاث مجموعة خليجية تمثل شركة قابضة للاستثمار في الاراضي الزراعية الممنوحة للاردن في السودان لافتا الى ان المشروع يحتاج الى جدية وسرعة في متابعة الامر فضلا عن اتخاذ قرارات بشأنه من الجانب الاردني. وقال ان وزير الزراعة قال ان هذه الخطوات الجديدة للاستثمارفي السودان تشعره بان هنالك مساعي جادة للاستثمار في السودان واستغلال الاراضي بشكل ناجح خصوصا وان شركة البشائر التابعة للقوات المسلحة التي تقوم باستثمار الاراضي الزراعية حققت نجاحات كبيرة في السودان . يذكر أن برنامجا تتبعه السودان يقضي بمنح الدول العربية الراغبة بالاستثمار زراعيا جزءا من المساحات السودانية الشاسعة مقابل إحياء تلك الأراضي وتشغيل العمالة السودانية. وبين ان حجم الاستثمارات الاردنية في السودان مرتفع جدا ويصل الى مليار دولار رغم ان الميزان التجاري بين البلدين ضعيف ويصل الى 100 مليون دينار فقط منبها الى اهمية ان يعمل الجانبان على زيادته في اقرب فرصة. بدوره اشار وزير الزراعة المهندس سعيد المصري في تصريحات مؤخرا الى ان هنالك توجها لتمديد اتفاقية استثمار الاراضي لزراعية مع الجانب السوداني وان يناقش مجلس الوزراء على هامش جلساته الخيارات المتوفرة في موضوع استثمار مشروع الأراضي الأردنية في السودان. وكان الاردن وقع بروتوكولا مع السودان عام 1998 تم بموجبه منح الاردن قطعة ارض زراعية مساحتها 250 الف دونم بولاية نهر النيل إلا أن هذا الاستثمار لم يدخل حيز التنفيذ ما دعا الحكومة السودانية الى وضع يدها على مساحة 160 الف دونم من المساحة الكلية. يشار الى أن الحكومة السودانية استعادت جزءا من أراضيها المخصصة للاستثمار الأردني ، ليتبقى من حصة الاردن 90 ألف دونم ، فضلا عن اعطاء السودان للأردن مهلة حتى نهاية عام الماضي لاستغلال ما تبقى من الأراضي. وتحتاج المملكة لزراعة مليوني دونم قمح ومثلها من الشعير لسد احتياجاتها، في حين تبلغ مساحة الأراضي الصالحة لزراعة القمح والشعير زراعة بعلية إلى حوالي مليون دونم وقد وصل الانتاج من القمح والشعير الى مستويات منخفضة جدا كان أقلها العام الماضي فلم يتجاوز 6649 طنا، في حين وصل الانتاج عام 2002 الى حوالي 74 ألف طن بحسب أرقام صادرة عن الوزارة في حين تبلغ احتياجات الأردن من القمح سنويا تصل إلى (800) ألف طن، وتستهلك المملكة حوالي (2000) طن يوميا بمعدل (60) ألف طن شهريا. الرأي