زاد الاردن الاخباري -
ما إن يحل صيف جديد حتى يبدأ الحديث في وسائل الإعلام كافة عن ازمة مياه منتظرة لاسباب كثيرة اولها انخفاض المخزون المائي في السدود وليس آخرها الزيادة المطردة على الطلب سيكون عنصر اللاجئين السوريين ابرز مكوناتها.
مشاكل مائية عالقة وشبكات توزيع متهالكة ونسب الفاقد تتجاوز الحدود المسموحة ومشاكل تقنية وتعطل آبار وانتهاكات وواسطات تحرم الاف المواطنين من حقهم بسد رمق صيف جاف.
وزير واحد يدير قطاعين متهالكين
التحدي يواجهه وزير اكثر قطاعين متهالكين في المملكة وهما الزراعي والمائي.
ويرى غير خبير بان وزارة المياه باتت في اهميتها تضاهي الوزارات السيادية ما يتطلب ايلاء ادارتها المزيد من الاهتمام لا ان تكون وزارة بـ"نصف وزير".
وفي استطلاع للرأي، لعينة شملت حوالي (100 )مواطن أكد 90 % منهم على ان يكون هناك وزارة منفصلة للمياه ..فالوضع حرج ما يتطلب اعطاءه مزيدا من الاهتمام.
ولا تكاد محافظة في المملكة تخلو من مشاكل المياه اما بدور التوزيع او ضعف الضخ او حتى بالانقطاعات المتكررة التي قد تصل مدتها الى اسابيع او اشهر مثل ما حدث الصيف الماضي في عشرات الاحياء في مدينتي الزرقاء والرصيفة.
انقطاع المياه مشكلة مستمرة في الزرقاء
ويؤكد سكان حي الجندي في الزرقاء إن معاناتهم مع العطش مستمرة منذ عدة سنوات بسبب غياب صيانة النقاط القديمة، وعدم استحداث نقاط أخرى، وهو ما زاد من الحاجة للنقاط المائية في المنطقة.
ويتوقع خليل سليمان ابو خرمة ومحمود ابو هويدي وابراهيم العويص ازمة مياه خانقة هذا العام في ظل عدم اتخاذ وزارة المياه اي خطوات احترازية لمواجهة مشاكل قديمة جديدة.
خالد جمعة احد قاطني الحي اكثر ما يثير استغرابه ارتفاع فاتورة الماء، حيث تصل بعض الاحيان الى (20) دينارا.
يقول جمعة " من أين جاءت هذه المبالغ، والماء أساساَ لا يصل إلينا لاننا نعتمد على تنكات المياه من القطاع الخاص.
احد الموظفين في مديرية مياه الزرقاء اكد انه " لا يوجد برامج واضحة ومعدة مسبقا لتوزيع المياه بطريقة منظمة بين الأحياء الشعبية في المحافظة، حيث يتم تزويد الأحياء بالماء بالمحسوبية والواسطة، فيتم فتح الماء على أحد الأحياء مرتين في الأسبوع وتحرم أحياء لمدة اسبوعين واكثر.
الوضع ذاته ينسحب على اغلب مديريات المياه في المملكة.
لا خطة لمواجهة الأزمة
يقول مدير المياه في محافظة جرش م. حسن الهزايمة "لا توجد خطة لمواجهة أزمة المياه في المحافظة وآلية توزيعها خلال فصل الصيف".
الواقع يفرض نفسه ليس على جرش فقط بل على كل المحافظات يضيف الهزايمة" الواقع هو الذي سيفرض نفسه في ظل زيادة النسبة السكانية بمعدل 10% بسبب اللاجئين السوريين بما يعني ان الانعكاسات السلبية ستكون في نهاية المطاف على المواطنين".
60 % من شبكات المياه في المحافظة وخطوط الناقل عمرها اكثر من 20 عاما وبحاجة الى تغيير للتقليل من نسبة الفاقد التي وصلت الى 30% وهذه النسبة تعد اقل نسبة مقارنة مع باقي محافظات المملكة كما يؤكد الهزايمة.
وفي الوقت الذي يستعرض فيه مدير المياه في الاغوار الجنوبية عدنان الخياط الاستراتيجية لمواجهة الطلب على المياه ومعالجة مشكلة النقص بمخاطبة الوزارة لحفر آبار جديدة في غور المزرعة والصافي وانشاء خزانين سعة كل منهما 1000 متر مكعب، يؤكد موظف في مديرية مياه المفرق فضل عدم ذكر اسمه ان ما يفاقم مشكلة المياه ازدياد عدد اللاجئين السوريين في ظل تخبط الادارة المائية في المملكة.
واقع مؤلم يفرض نفسه في اكثر بلدان العالم فقرا بالمياه.. عمليات صيانة عشوائية للخطوط المتهالكة ونسب الفاقد تتجاوز في حدودها الدنيا 30% وابار تغلق ومضخات تتعطل وتنتظر زمنا يطول لاصلاحها.
في الرمثا تتعطل 5 ابار رئيسية للمياه والاهالي يعيشون حالة من القلق من صيف صعب.
الناطق الرسمي باسم وزارة المياه عمر سلامة يؤكد تعطل الآبار الخمس مثلما يؤكد العمل الحثيث على اصلاحها مشيرا إلى أن كوادر الوزارة تبذل جهودا كبيرة في سبيل إدارة المياه بالشكل السليم هذا الصيف.
المشكلة تتعاظم في اكثـر المناطق حرا
وادي الاردن من اكثر مناطق المملكة حرا، حيث يتعاظم حجم المشكلة ليهدد نقص المياه الامن الصحي والامن الغذائي ايضا.
تقول رهام احمد " رغم تعدد مشاكل الصيف الا ان كابوس شح مياه الشرب الاصعب في حياة اهالي الاغوار عامة لان توفر المياه لا يرتبط فقط باستمرار الحياة بل وبالواقع الصحي".
الحاجة منيفه من بلدة الشقيريه تضطر الى احضار المياه على ظهر الحمار، فالضخ ضعيف والمياه لا تصل الى خزانات منزلها "عندما نذهب لاحضار المياه من اقرب المجاورين يشكون ويتذمرون امامنا بان المياه بالخزانات غير كافية _ طيب من وين بدنا نشرب ؟_ "
سؤال الحاجة منيفة يطرح نفسه بقوة هذا الصيف في غير مكان بالمملكة ينتظر الاجابة عليه من وزير الزراعة والمياه د.حازم الناصر الذي يتحمل وزر وزارتين تشرفان على ملفات شائكة، فالقطاع الزراعي كما وصفه رئيس اتحاد المزارعين عدنان خدام بـ"المنكوب"، واما القطاع المائي فحدث ولا حرج.
تلوث مصادر المياه
وتأتي التحذيرات بحدوث التلوث بالآبار من غير مكان، فها هو رئيس بلدية بيرين الجديدة م. قاسم الخوالدة يحذر من مخاطر تلوث الآبار الواقعة بمنطقة بيرين بسبب المياه العادمة المنسابة من محطة ابو نصير.
وقال الخوالدة ان المنطقة تعاني من آثار التلوث الناجم عن محطة تنقية ابو نصير التي تنساب مياهها عبر منطقة بيرين باتجاه مناطق زراعية وسكنية مكتظة.
ودعا الجهات المختصة الى معالجة المشكلة الخطرة التي قد تؤثر في الآبار الارتوازية البالغ عددها أربع آبار اضافة الى تأثيرها في المزروعات القائمة في وادي بيرين التي تعتبر من اهم الثروات الزراعية في المنطقة التي يعتمد عليها أكثر من عشرة آلاف مواطن.
وفي الزرقاء استطاعت وزارة المياه السيطرة على حدوث تلوثات بمياه الشرب اكثر من مرة خاصة في منطقة الرصيفة.
وكشفت وثائق رسمية ومراسلات حصلت عليها العرب اليوم حدوث تلوثات محدودة لمياه الشرب في بعض مناطق الزرقاء بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحي.
واستعانت سلطة مياه الزرقاء بمقاولين من القطاع الخاص للسيطرة على التلوث، ووقف اختلاط مياه الشرب بتسرب مياه الصرف الصحي.
وأكد امين عام سلطة المياه، امين عام وزارة المياه والري بالوكالة م. باسم طلفاح حصول تلوث محدود تمت السيطرة عليه، في بعض خطوط مياه الشرب ببعض المناطق في حي برخ – الغويرية والزرقاء الجديدة.
وقال م. طلفاح إن السلطة استعانت بمقاولين من القطاع الخاص من اجل العمل على غسل الخطوط الملوثة وصيانة الخطوط الاخرى ووقف التلوث.
مشكلة التلوث عادة ما تحدث مع زيادة الطلب على المياه صيفا في مختلف مناطق المملكة الا ان المشكلة قائمة في بعض المناطق شتاء ايضا كالتلوثات التي تحدث في ابار الهيدان بمادبا بعد هطول الامطار ووزارة المياه لليوم لم تستطع حل هذه المعضلة والجميع يتساءل كيف تعطش مادبا بعد هطول المطر.
اللاجئون ومحافظات الشمال
في محافظات الشمال تواجه وزارة المياه تحديا صعبا في ظل مشاكل تقنية وكمية ستفاقم منها زيادة الطلب على المياه بسبب تزايد اعداد اللاجئين السوريين.
ويبين الناطق الإعلامي في شركة مياه اليرموك م. معتز عبيدات أن الشركة تعمل في الوقت الحاضر على توفير كميات مياه إضافية لمواجهة فصل الصيف، حيث يجري العمل على حفر آبار جديدة في محافظة المفرق بالإضافة إلى إعادة تأهيل عدد من آبار العاقب والزعتري وآبار في الرمثا اضافة إلى أن العمل جار لحفر بئر في منطقة دوقرا.
وأضاف عبيدات لـ" العرب اليوم" أنه ومن أجل ضمان وصول المياه للمواطنين فقد تم إعداد دراسات وتصاميم لإعادة تأهيل عدد من الخطوط الناقلة والشبكات والوصلات المنزلية في
محافظات الشمال الأربع، حيث إن هناك العديد من الخطوط القديمة التي بحاجة إلى الاستبدال، وعدد من الخطوط ذات أقطار صغيرة جرى إنشاؤها في الماضي لعدد من المواطنين ولكن مع الوقت والتزايد السكاني أصبحت هذه الخطوط لا تكفي تلك التجمعات السكانية وتزايدت شكاوى المواطنين لعدم وصول المياه إلى منازلهم وأصبح من الضروري استبدالها بخطوط اكبر.
العرب اليوم