زاد الاردن الاخباري -
احتفل في مدينة الكرك بمرور 114 عاما على اقامة بناء مدرسة الكرك الثانوية للبنين حيث يعود تاريخ بناء المدرسة الى العام 1899 ميلادية وذلك برعاية رئيس مجلس مؤسسة اعمار الكرك الدكتور عبد السلام المجالي وبحضور نقيب الملمين النائب مصطفى الرواشده ورئيس لجنة بلدية الكرك الكبرى مدالله الجعافرة وعدد من مديري الدوائر الحكومية في المحافظة .
وعرض الدكتور المجالي وهو احد خريجي المدرسة لنشـأة المدرسة التي تخرج منها الكثير من الشخصيات والرموز الوطنية الاردنية التي اسهمت في نهضة الوطن ورفعته ، داعيا لللحفاظ على هذا الصرح التعليمي الحاضر دائما في وجدان ابناء الكرك ومن تعلم في هذه المدرسة من رجالات الكرك والاردن او مارس مهنة التدريس فيها من كبار الشخصيات عبر التاريخ .
من جانبه قال نقيب المعلمين النائب الرواشد ان مدرسة الكرك الثانوية للبنين وتاريخها العريق يؤكد عظمة المنجز التربوي في الاردن ، وان تاريخ هذه المدرسة يعكس جانبا مهما من الذاكرة الوطنية الاردنية ما يحتم تضافر الجهود من اجل الحفاظ عليها وادامتها وتعهدها بالرعاية والاهتمام .
اما مديرة التربية والتعليم للواء قصبة الكرك الدكتورة صباح النوايسه فنوهت بالدعم الهاشمي للمدرسة منذ عهد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين ، كما نوهت بجهود كافة الداعمين للمدرسة للحفاظ عليها كمعلم تربوي يعكس جانبا كبيرا من تاريخ مدينة الكرك ، وبينت النوايسة الجهود التي تبذلها المديرية من اجل الحفاظ على الوثائق المهمة الموجودة في المدرسة ، وقالت انه تمت ارشفت اربعة الاف وثيقة من اصل ثلاثين الف وثيقة ، ونامل كما قالت ان تتوفر الامكانات اللازمة لارشفة ماتبقى من وثائق .
مدير المدرسة ماجد البطوش عرض لتاريخ المدرسة وما تحتفظ به من وثائق قال انها تؤرخ لنظام تربوي متكامل .
يذكر انه تخرج من المدرسة الكثير من رجالات الدولة الاردنية من ابناء محافظة الكرك وخارجها ومنهم رؤساء حكومات ووزراء وقادة عسكريون كبار ، ومن اولئك الخريجين الراحلون بهجت التلهوني واحمد الطراونه ومضر بدران وحابس المجالي واخرون ، اضافة الى السياسي المخضرم يعقوب الزيادين وعلي السحيمات وبشير خير وكذلك ابو الاغية الاردنية المرحوم الفنان توفيق النمري .
تختزن مدرسة الكرك الثانوية الكثير من جوانب الذاكرة الوطنية الاردنية ، وذلك من خلال ثلاثين الف وثيقة خلال عهد الامارة والتي تؤرخ لحقبة زمنية من تاريخ الاردن وتشير إلى نظام تربوي متطور قل مثيله في المنطقة العربية في فترة بناء الدولة الاردنية ، وتبرز تلك الوثائق كيفية وضع العلامات الفصلية والشهادات المدرسية وتعليمات النجاح والاكمال والرسوب وأسئلة الامتحانات بدقة وشفافية تراعي مستويات الطلبة التحصيلية ، اضافة إلى أنظمة وتعليمات اللباس والضبط المدرسي والأنظمة المالية الصارمة التي تؤكد الحفاظ على المال العام.
وتشير احد الوثائق إلى تعميم يتضمن كيفية قراءة العربية للأطفال من قبل مفتش المعارف الاول محمد بك الشريقي عام 1931 بشكل يتناسب واستعداداتهم الذهنية وباسلوب يلائم حاجة التعليم الابتدائي من خلال التوفيق بين أوضاع اللغة العربية في قراءتها وكتابتها وطريقة الاستدلال الاستقرائي المعروفة بالطريقة الاستنتاجية.
وتحدد وثائق اخرى الاختبارات الشهرية للتلاميذ في الدورة الابتدائية الاولى مراعية أعدادهم في الغرفة الصفية الواحدة وكيفية تدريس مادة الحساب بالأعتماد على الترتيب المنطقي والضبط والاتقان في حل المسائل والتأكيد على ضرورة اطلاع الطلبة على نتائج اختباراتهم ومعدلاتهم الشهرية, اضافة إلى تعاميم تحدد الاوزان والمكاييل المستعملة في شرق الاردن والمتمثلة بالأوزان الشامية التي تستعمل في ألوية الكرك وعجلون ومعان, كالرطل الشامي والأوزان النابلسية المستعملة في لواء البلقاء كالرطل النابلسي, والمكاييل المستعملة في البلقاء كالصاع والمد البلقاوي والبطيحة والغرارة البلقاوية, والمكاييل المستعملة انذاك في لواءي الكرك ومعان كالعشراوية والمد العزيزي. ،كما تذكر الوثائق طريقة شطب الاثاث المستعمل وسبب جعله غير صالح للأستعمال والتقنين في استخدام القرطاسية والسجلات وتحديد أوقات الدوام المدرسي وكيفية اشغال الحصص الصفية.
ولم تنس الوثائق الاهمية التي أولتها حكومة امارة شرق الاردن بالحريات العامة والتسامح وألأخاء بين أفراد الامة والحث على المهنية في العمل وشروط العمل خارج أوقات الدوام الرسمي للموظفين من خلال بلاغ لرئيس الوزراء عبدالله سراج في ذلك الوقت ، كما وتبين الوثائق مدى الاهتمام بالحدائق المدرسية وحراستها وحمايتها من العبث والتخريب من قبل بعض الاهالي والحيوانات حيث أوكلت إلى مدير المدرسة مهمة تسليم هذه الاشجار بالعدد إلى المخاتير أو آذني المدارس واحدة فواحدة حتى اذا ما تعرضت للرعي أو الخلع تحمل المستلم أثمانها.
ومن الملاحظ عدم وجود وثيقة في أرشيف المدرسة خلال الفترة العثمانية من عام 1899 وحتى عام ,1922 لتتشرف المدرسة بزيارة موثقة في سجل صغير احتفظت به الادارات المدرسية المتعاقبة لسمو الامير عبدالله الاول الملك المؤسس الذي كتب بخط يده بقلم حبر سائل عبارات شكر وثناء لادارة ومعلمي المدرسة في حزيران عام 1925 .