زاد الاردن الاخباري -
توسعت دائرة الاحتجاجات ضد السفارة العراقية بعمان، فور نشر فيديو يُظهر اعتداء لموظفين في السفارة على مواطنين أردنيين من أنصار حزب البعث العربي الاشتراكي والرئيس الراحل صدام حسين خلال حفل أقامته السفارة بالمركز الثقافي الملكي قبل أيام حول "المقابر الجماعية".
ويتجمع حاليا العشرات أمام السفارة مرددين هتافات غاضبة ضد حادثة الاعتداء، فيما حال رجال الأمن والدرك دون تمكنهم من الوصول إلى إليها.
كما دعا النائب أحمد رقيبات اليوم إلى عقد مؤتمر صحفي عند الساعة الثالثة، لمناقشة تفاصيل الحادثة وتداعياتها، في حين يستعد نواب خلال جلسة اليوم للضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات تصل لطرد السفير العراقي من عمان.
وفي السياق ذاته، اعتصم عشرات المحامين في ساحة القصر للمطالبة باتخاذ إجراءات ضد طاقم السفارة.
وقال نقيب المحامين سمير خرفان إن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما حصل، مؤكداً أنه سيتم فتح تحقيق في الحادثة التي أُصيب بها أحد اثنان من أعضاء النقابة.
وأشار خرفان أن النقابة ستلجأ إلى خطوات تصعيدية ما لم تقم الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة.
من جهته، أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن بيانا استنكر فيه "التصرفات الإجرامية التي أقدم عليها سفير نظام المالكي في عمان وكوادر السفارة بالاعتداء على بعض الشباب القوميين الذين استفزتهم مثلما استفزت الجماهير الأردنية إقدام الأخيرة على إقامة حفل في المركز الثقافي الملكي لما يزعم النظام وأعوانه من أكذوبة مقابر جماعية للغزو البربري في العام 2003".
وقال البيان: "إن الحفل الذي حشد له عناصر السفارة ليكون متزامنا بترتيب مسبق للتغطية وحرف الأنظار عن المجازر التي يمارسها نظام المالكي يوميا بحق الشعب العراقي الأبي في الأنبار والموصل وغيرها الأمر الذي يدمي القلوب".
وطالب البيان "السلطات الأردنية بحفظ كرامة الأردنيين التي هي في سلم الأولويات و طرد السفير العراقي، ومحاسبة أركان سفارته وإزالة أي حصانة قضائية عنهم وتحويلهم للقضاء الأردني العادل".
في المقابل، أصدرت السفارة العراقية في عمان بيانا قالت فيه: "إنها تأسف جراء الحادث الذي وقع مؤخراً، تخلله اعتداء من موظفيها على مواطن اردني في عمّان".
وأضافت السفارة: "تهديكم سفارة جمهورية العراق في عمان أطيب تحياتها ، وتود أن توضح لكم حقيقة ماجرى يوم الخميس الموافق 16/5/2013 ، حيث كانت السفارة تقيم احتفالية اليوم الوطنى للمقابر الجماعية ، في المركز الثقافي الملكي وهي احتفالية عراقية رسمية، تمت دعوة سفراء عرب وأجانب وشخصيات عراقية وأردنية وعربية اليها ، وقد أستهلت بآيات من الذكر الحكيم ، تلاها كلمة السفير العراقي ، وكلمة المفوضية العليا لمفوضية حقوق الانسان في العراق ، ثم كلمة أهالي ضحايا المقابر الجماعية".
وقالت "وبعد حوالي ساعة من بداية الاحتفالية فوجئ الحضور بدخول عدد من الاشخاص، وجلوسهم في الصف الاخير من القاعة ، وقاموا بالسب والشتم على الحكومة العراقية والحاضرين ، ووصفوهم بالخونة والعملاء ، وتوعدوا بهم ، وأطلقوا شعارات تمجد حزب البعث والطاغية صدام، فيما حاول بعض المدعوين وموظفو السفارة ، تهدئة الوضع ، ومحاولة الوقوف على سبب تهجمهم على المحتفلين ، ألا إنهم أصروا على عدوانيتهم ، مما أدى إلى حصول أشتباك بسيط بالايدى ، لم يأخذ الا وقتاً قصيراً، ولم يتمكن أي من هؤلاء الاشخاص االوصول إلى الصفوف الامامية المخصصة للسفراء وكبار الشخصيات ، ولا إلى المنصة ، على عكس ماتناولته بعض المواقع الالكترونية الاردنية، وتم طردهم من قبل مسؤلى المركز إلى خارج المبنى ، وأستكملت بعد ذلك إجراءات الاحتفال التى تضمنت عرض فلم يصور الجرائم البشعة للنظام الصدامي ، واستعراض صور للمقابر الجماعية ، بعدها دعا السفير العراقي الضيوف للتوجه الى الطابق الاسفل للأحتفاء بهم".
وقال البيان إنه "من جانب اخر قام أحد موظفي المركز الثقافي الملكي، بالامساك بأحد المعتدين وتسليمه إلى شرطة النجدة القريبة من المركز ، وهو الان محتجز في مركز أمن جبل الحسين ، وقد طلب أحد عناصر الشرطة ، تسجيل شكوى في المركز المذكور ، ليتسنى المضى في اجراءاتها ، وقامت السفارة بالفعل بتسجيل الدعوى في مركز أمن جبل الحسين".
وقال "إن السفارة تبدى أسفها على الحادث ، لانه حصل في بلد ينعم بالأمن والأمان ، وحرية الرأي والتعبير، وتؤكد حرصها على الحفاض على العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين العراق والاردن ، والتى يحاول البعض التأثير عليها ، خدمة لمصالحه الخاصة والأجندات الخارجية".