مؤلم كثيراً ذلك المشهد الذي تم عرضه على إحدى محطات التلفزة العراقية وأخص بالذكر تلفزيون قناة دجلة في الأيام القليلة الماضية فيما يخص ما حدث من إهانة لكرامة كل اردني غيور في عقر بيته من أبناء الوطن الأطهار. لقد كشف هذا الفيديو عن مدى حقد وغل هذه الطائفة على أبناء هذا البلد الذي لم يكتسب منهم سوى الفقر والجهل والمرض وتقويض الأسعار وانحدار للأخلاق، كما بين مقدار ضعف الكرامة الوطنية وهيبتها أمام الآخرين حينما لم يترددوا لحظة واحدة في التعدي والضرب والشتم، حتى انهم لم يكونوا بلحظة تأمل أو تفكير بما قد يحصل بعد هذا الهجوم الهمجي الغاشم على بعض أبناء الاردن الاعزاء ممن حضروا تلك الندوة الآثمة التي لن اخوض بمن سمح لهم بإقامتها فهذا خطأ كبير لا يغتفر لصاحبه متفقين كلنا على ذلك خصوصاً وأن عنوانها مستفز لكل أشراف هذه الامة على اختلاف أوطانهم.
لكن السؤال هو لما لا يتصرف افراد السفارة العراقية بمثل هذا التصرف؟ ومن يمنعهم ما دام المواطن الاردني أصبح بدون حقوق في بلده وبالأمس لهم مضرب مثل بما حل بأحد أبناء الاردن عليه رحمة الله من سكوت يقهر القاصي والداني من الاردنيين مستثنى منهم من مات الضمير عنده.
استغرب كيف يُنظَرْ الى الامور من قبلنا. والفرق الواضح ببن نظرتنا ونظرتهم الى الأمر، فهم ينظرون على انه عمل بطولي تجلت فيه كل معاني الشجاعة والقانونية للشتم والتحقير لهويتنا وكرامتنا وعلى ارضنا وداخل مؤسساتنا الوطنية والدليل عرضه على إحدى محطاتهم المرئية بتفاخر دون انتظار لتفسير رسمي من الجانب الاردني. ونحن لا زلنا ننتظر ردهم للتفسير عما حدث داخل مؤسستنا الوطنية بعد ما قدموا ما يدينهم. وأين هي حرية التعبير عن الرأي التي جاءوا بها من الغرب أم انها تسقط فقط على تراب هذا الوطن الغالي وعلى حساب كرامتنا. أين هو الخوف مما قد يحصل عندما يهان المواطن الاردني في بيته على يد غريب ليس بأديب. والله لو كانوا على يقين بأنهم سيحاسبون على ما فعلوا لفكروا الف مرة قبل ان يفعلوا ما فعلوه.
التفسير الوحيد لما حدث هو أن كرامتنا أصبحت رخيصة جداً وهيبتنا منزوعة من قلوب الآخرين ولا تعني للآخر شيء حتى وإن كنت في حضن وطنك الذي فُتِحت فيه الأبواب أكثر مما يجب بكثير.
لكنني أقول لرجالنا الاردنيين الشرفاء بأن ما قاموا به اولئك الصغار عار عليهم ودليل واضح على جبنهم وقلة رجولتهم، وان ما قمتم به لهي الرجولة في عينها، فنحن الأردنيين لا ننتظر دائما من الوطن اية حقوق، فقد تربينا على ان هناك ما يسمى حق الوطن على المواطن فقط، وتناسينا بان هناك ما يسمى حقوق المواطن على الوطن وهي كثيرة، لكننا لن نتنازل عن واحدة فقط وهي الهيبة والكرامة، ارفعوا رؤؤسكم أيها الرجال فأنتم اردنيين. لكن ما حدث هو إنذار لما هو قادم أكبر من استباحة لكرامة الأردني، حيث يجب أن يدقق بكل من هو مقيم على أرض اردننا الغالي ولنا الأخيار منهم، ومن لا يريد فليرحل غير مأسوف عليه الى وطنه، فما وجدوه عندنا من تدليل واحترام على حساب حقوقنا لن يجدوه في اوطانهم.