تعود صحيفة التابلويد الأمريكية الشهيرة \"ناشونال أنكويير\" بفضيحة رئاسية جديدة، وهي ذات الصحيفة التي فجرت عام 1998 فضيحة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون، مع الأمريكية الحسناء ذات المنبع اليهودي الروسي مونيكا لوينسكي، فقد كشفت الصحيفة الأمريكية أن رئيس الإدارة الأمريكية الحالي باراك أوباما، مرتبط بفضيحة خيانة زوجية مع مساعدته فيرا بيكر، التي ساهمت بجمع التبرعات لحملته في الترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي .
الزلزال الذي ينتظر البيت الابيض مرتبط بتفاعل هذه الفضيحة، التي تسربت أوائل خيوطها عام \"2004\"، من خلال صحيفة \"الديلي ميل البريطانية\"، التي أثارتها عام \"2008\"، تاركة الباب مفتوحا على مصراعيه، لزلزلة البيت البيضاوي في أية لحظة، من خلال ما روته الصحيفة الأمريكية، بأن الرئيس العاشق أمضى ليلة رومانسية في فندق \"جورج\" بالعاصمة واشنطن، حسب سائق سيارة الليموزين الذي أوصلهما باحة الفندق.
يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فقد تفجرت فضيحة مونيكا في أروقة البيت الأبيض الأمريكي، في الوقت الذي كان الرئيس الأمريكي السابق يتحضر لنسف الرؤيا الاستيطانية لرئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي \"بنيامين نتنياهو\"، الذي كان يشغل المنصب نفسه إبانها.
فضيحة خلفت وراءها حرائق انتهت بالاعتذار الشهير للرئيس كلينتون لشعبه عن خيانته، وبالمقابل؛ منحت رئيس حكومة إسرائيل المزيد من التطرف والعنجهية، التي انتهت بتوقيع اتفاقية \"واي ريفر\"، التي أبقت المسجد الإبراهيمي الشريف في عهدة الاحتلال!
هل ستشهد ساحة الفضيحة تداخلات جديدة، قد تجرّ القضية الى نحور الإسرائيلي المخضرم، في حياكة المؤامرات ضد المنافسين والضاغطين؟
واذا لم يكن لــ\"بيبي نتنياهو\" دورا في الفضائح الأمريكية، فهل النجومية \"البيضاوية\" لا تأتي، إلاّ من خلال الفضائح الجنسية، من أجل القفز إلى فترة رئاسية قادمة، كما انطبق على الرئيس السابق بيل كلينتون؟
هل تعبّر هذه الفضائح عن قصور في السياسة الخارجية الأمريكية؟
وكيف لهذه الفضائح أن تخرج الرئيس من العقاب الشعبي نتيجة الأزمات الاقتصادية؟
هل ما بين مونيكا اليهودية الروسية وفيرا بيكر حزب ديموقراطي؛ يعج بفضائح الرؤساء على طاولة التعنت الاسرائيلي؟
هل ما بين بيل كلينتون ومونيكا وقعَ العراق أسير الضربات الجوية والطلعات الحربية، للتغطية على فضيحة الشهوة والغريزة؟
هل ما بين كلينتون ومونيكا تم اعتماد الإشاعات كحقائق، وأصبح العراق في العرف الأمريكي الديموقراطي دولة خارجة عن القانون، ومغذية للإرهاب، ومضطهدة لحقوق الإنسان؟
وهل أدرك العالم بعد اثنتي عشر سنة، أن الضربات الجوية للعراق كانت نتاج حقيقي للغريزة الأمريكية الشهوانية القائمة على الاغتصاب؟
هل إسرائيل التي أفردت صفحاتها ووسائلها الإعلامية لفضيحة كلينتون، بإيعاز من نتنياهو العقل المدبر للفضيحة البيضاوية والسيجار الكوبي، تقف اليوم على عتبة الانطلاق نحو كسر الرقبة الأمريكية على مذبح الانحناء للارادة اليهودية في العالم؟
هل ستمثل فضيحة \"أوباما فيرا\" طوق النجاة لنتنياهو وبرنامجه الاستيطاني مرة أخرى؟
وهل سيصبح نتنياهو \"اللعنة\" التي ستطارد ممثلي الحزب الديموقراطي في الإدارة الأمريكية؟
إن الأزمة السياسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تفجرت عقب زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، وما أشيع عن لقائه العاصف مع \"أوباما\"، الذي دفع بالأخير للخروج من الاجتماع غاضبا، تشير إلى دخول الإسرائيليين في حرب كسر الأنوف مع الإدارة الأمريكية، وهو الأمر الذي حصل في ولاية كلينتون أيضا..
فهل إسرائيل عاقدة العزم فعلا على أخذ استراحة المحارب، بعد أن دوّت فضيحة \"فيرا- أوباما\" في كافة أرجاء المعمورة ؟
وهل سيشهد العالم مسلسلا من الاعترافات والاتهامات والاكتشافات، لتتسيد الفضيحة سلّم أولويات البيت الأبيض للمرحلة القادمة من ولاية أوباما؟
خرج بيل كلينتون من أزمة إطاحته عن المقعد البيضاوي بعملية \"ثعلب الصحراء\"، التي ما زالت ظلالها تخيم على المأساة العراقية، وخرج نتنياهو بواي ريفر، الذي ألحق الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية بسلطة الآثار الاسرائيلية من جهة، وأوقف عقارب ساعة التسوية عند بوابة خليل الرحمن، لينتهي اتفاق أوسلو بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، عند مفترق غريزة الاغتصاب الأمريكي والإسرائيلي للأرض العربية والإنسان العربي، فبقيت التسوية شعارا مرفوعا على سارية الأمم، وبقي السلام نقطة سوداء تحت طائلة علامة الإستفهام!؟
الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يعلق على ما تناولته الصحيفة الأمريكية لغاية اللحظة!
فهل سيحذو حذو من سبقوه من الرؤوساء الأمريكيين، وسيجد نفسه مضطرًا إلى التعليق والدفاع عن نفسه، خاصة أن الصحيفة تؤكد أنها تملك \"الدليل\" على تورطه، على غرار ما حصل مع سلفيْهِ بيل كلينتون ومن سبقه جون إدواردز، اللذين وقعا ضحية صحيفة \"ناشيونال أنكويير\" نفسها؟
بأي صحراء سيلقي أوباما بقنابله للخروج من عواصف فضيحته، في حال ثبتت إدانته؟
وهل ستكون فضيحة \"أوباما – فيرا\" شرارة انطلاق أول قذيفة نحو حرب جديدة في المنطقة؟
قد يعود التاريخ من جديد، ليظهر نتنياهو بصانع هوليود الفضائح الأمرييكية من جديد، وقد تتجه بوصلة التسوية من مطلب وقف الاستيطان إلى اتفاقية \"واي أبوديس\"، على غرار \"واي ريفر\"، لكن هل ستعبّد فضيحة \"أوباما- فيرا\" الجسر الجوي لآلة الحرب الإسرائيلية، ضد حزب الله والجنوب اللبناني!؟
وهل سيقفل الرئيس الفلسطيني ملفات اللاجئين والاستيطان والقدس والمياه والحدود، بمفتاح الفضيحة التي بات نتنياهو الوحيد الذي يملك رقمه السري؟
قد يجد العرب مادة مثيرة للإعلام الانفتاحي والتحرري، لتناول فضيحة أوباما من زاوية استقطاب جماهير القراء، وقد يجد الفلسطينيون والعراقيون وغيرهم في فضيحة أوباما وقتا للشماتة، من رأس الهرم الأمريكي، فتنحرف أنظارهم عن أوجاعهم الداخلية!
هل سيستيقظ العرب على منهج أمريكي موازٍ للمنهج الاسرائيلي، الذي وضع رئيس الحكومة السابقة ايهود أولمرت في السجن، بعد إجباره على إجراء الانتخابات المبكرة لانتخاب رئاسة حكومة جديدة معها، وبها تقلب طاولة المفاوضات رأسا على عقب؟
وهل سيُلقي المنهج هذا بتفاهمات ماضية في سلة المهملات، إن لم يكن في سلال القمامة التي استوعبت كل الاتفاقيات السابقة، ولم تستوعب سياسة الكراهية؟
جميل حامد :رئيس تحرير موقع الوسط اليوم
Hjam32@hotmail.com