زاد الاردن الاخباري -
تدور في أذهان الأردنيين في هذه الأيام مشاعر مختلطة تجمع بين الغضب والتساؤل بحيرة, غضبٌ مما يتعرض له المواطن الأردني وتساؤلٌ حول ما الذي يجري لماذا تتم معاملة الأردني في بلده بهذه الطريقة, هناك تجرؤٌ واضحٌ لا يمكن إنكاره أو إخفاؤه.
هل تخطئ الحكومات في التعاطي مع الملفات الاقليمية والداخلية؟؟ الأمر الذي يجعل من هذه الأخطاء أسباباً في التمادي على الأردنيين.
أن بداية تحول الخط الخاص بكرامة الأردنيين من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر بدأت من الداخل فالمتتبع لأحوال المواطن الأردني يرى مدى الارهاق الذي يعانيه هذا المواطن بداية من قوت يومه الذي أصبح بالكاد قادراً على تأمينه مروراً بالسياسات الحكومية التي تزيد الطين بله عندما يسطف الاردنيون على ابواب البنوك لتلقي الدعم النقدي وأنتهاءاً بالبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تُذكر فتشكر للأمانه على جهودها و التي يلجأ أليها الاردنيون كملاذٍ أخير لحل مشكلاتهم والمفرح المُبكي في هذا الأمر أن معظم القضايا تُحل من خلال هذه البرامج ,بمعنى أن على المواطن الأردني أن يجعل قضاياه الخاصة شأناً عاماً كي تُحل.
خارجياً نسمعُ في كل يوم عن حادثةٍ هنا وأخرى هناك يتعرض لها المواطن الأردني في مشارق الارض ومغاربها ولا نرى رد فعلٍ من جانب الخارجية إلا ما ندر,وهنا لابد من التنويه بإن ما نسمعه من حوادث يكون من خلال وسائل الإعلام بمعنى أن ألأردنيين أصحاب القضية يلجأون للإعلام بعد أن تتقطع بهم السُبل مع الجهات الرسمية.
وعلى الجانب الاخر ظهر استهدافٌ من نوعٍ أخر للأردنيين وقد يكون الأكثر أثراً في النفوس أنه تعرضهم للإساءة في بلادهم على يد الأشقاء فتارة نسمع عن اعتداءات على قوات الأمن في الزعتري وتارة أخرى اعتداءات على المواطنين من جانب طواقم سفارات الدول كما حدث من قِبل طاقم السفارة العراقية حيث تم الاعتداء على مجموعة من الأردنيين على يد افراد من السفارة العراقية.
أن الأردن يعيش أزمة خانقة على الصعيد الاقتصادي والاردن بحاجة إلى تمتين علاقاته مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة وهذا أمرٌ يفهمه الجميع والاردن ليس من صالحه ان يدعم طرفاً على حساب الأخر فيما يخص أزمات المنطقة ولكن ذلك لا يعني أن يكون هناك تساهل في التعاطي مع أي انتهاكات يتعرض لها الاردنيون سواءاً في الداخل أو في الخارج فاستمرار ذلك سيؤدي للتجرؤ على الاردن والتمادي قد يصل إلى أكثر من ذلك.
لذلك يجب على الحكومة صاحبة الولاية العامة أن تكون أكثر جدية وزم بالتعاطي مع قضايا الاردنيين سواءاً في شؤونهم الداخلية أو فيما قد يحدث مع أطراف خارجية, لإن التغاظي والتعاطي الخجول قد يزيد الأوضاع تأزماً حيث قد يرفع من حدة الاحتقان الشعبي.
لدى الشارع الاردني ويبقى السؤال هل ستنجح الحكومة الاردنية في إعادة اللون الأحمر للخط المتعلق بكرامة الأردنيين.؟؟