زاد الاردن الاخباري -
صنفت الأردن بانها من الدول التي لا تتمتع بحرية الصحافة - وفق الدراسة التي أعلنتها مؤسسة فريدوم هاوس والتي تقوم على دراسة البيئة الصحافية في دول العالم كل عام.
وقالت مدير برامج استقطاب الرأي في مؤسسة فريدوم هاوس بولا شرايفر بأن الأردن يلزمه ثلاث علامات ليصبح من الدول التي تتمتع صحافتها بحرية جزئية, بناء على الدراسة الهادفة لمتابعة البيئة المساعدة لحرية الصحافة.
وأضافت شرايفر في الجلسة الحوارية التي عقدها مركز القدس للدراسات أمس بعنوان دور الحريات الصحافية في تطور المجتمعات, أن الأردن حصلت على علامة 20 من 30 في قياس البيئة القانونية, و24 من 40 في قياس البيئة السياسية, في حين كانت البيئة الأفضل هي الاقتصادية إذ حصل الأردن فيها على 19 من ,30 مبينة أنه كلما حصلت الدولة على علامات أكبر فإن وضح حرية الصحافة فيها يكون للأسوأ.
وعلق مدير مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي بأن صدور هذه الدراسة يتزامن مع صدور تقارير محلية تشير إلى تراجع حرية الإعلام في الصحافة المكتوبة. ولكنه عاد وطالب باعتماد معايير خاصة في تقييم مستوى الحريات الاعلامية بخاصة والحريات بعامة في الدول التي ما زالت تمارس استعمارات واستعبادا لدول وشعوب أخرى كاسرائيل مثلا, حيث يتمتع الاسرائيلي بالحرية التي تحجب عن الفلسطيني تحت الاحتلال.
وقال الرنتاوي: إن الحرية قيمة سامية لا تتجزأ ولا يمكن تصنيف دولة حرة, وهي تستعبد شعبا آخر, داعيا الى وضع تصنيف خاص للدول التي لا تمارس استعمارا, وهي الدعوة التي اثارت جدلا ساخنا بين الحضور من جهة والمتحدثة الامريكية التي دافعت عن تقرير منظمتها من جهة أخرى.
وسيطر على لغة الحوار في الجلسة التي ضمت إعلاميين وسياسيين استنكار الحضور لانتقال إسرائيل إلى مرتبة الصحافة الحرة.
وتساءل عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك د.عزت حجاب عن كيفية وصول إسرائيل لهذه المرتبة, وهي الدول التي تضيق بشكل مستمر على حرية الصحافيين.
وتشبثت بولا بتعريف حرية الصحافة وفق دراستهم, أمام تأكيد الوزير السابق د. كامل أبو جابر أن العدالة هي أساس الحرية وإسرائيل دولة تفتقر إلى العدالة, وعادت لتؤكد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتمتع بحرية الصحافة. وهنا تدخل الرنتاوي قائلاً بأنه من المستحيل ان يكون هنالك شعب حر وهو يستبعد شعب آخر, وتساءل لماذا لا تتغير منهجية الدراسة, فإسرائيل توصف بالحرة وتمنع الصحافيين من تغطية الأحداث, مطالباً بوضع منهجية خاصة للدول التي ما زالت تعاني من الاستعمار, وأضاف, لا يجوز جعل بربرية اسرائيل ذريعة لتعطيل مسار الاصلاح في بلادنا.
في ذات السياق بينت شرايفر بأن هناك تراجعا في حرية الصحافة في أغلب الدول في العالم, مبينة أن هناك دولا شيوعية سابقة تشهد تراجعاً كبيراً, إلى جانب دول عرفت بالديمقراطية مثل بريطانيا وإيطاليا بدأت تسجل تراجعاً.
وأضافت بأن العالم يشهد تراجعاً في حرية الانترنت, فأصبح هنالك دول تفرض قوانين ضاغطة على الانترنت.
الدراسة التي رأت في إسرائيل بيئة صالحة للصحافة, ترى أن روسيا من الدول المتهمة بنسخ تشريعاتها إلى دول أخرى, وعليه فإن الصين الشعبية تعد من الدول غير الحرة.
ومن أبرز الأسباب التي أدت لحصول الأردن على علامات متدنية - حسب شرايفر - كان عدداً من القوانين السلبية مثل قانون المطبوعات والنشر والعقوبات, وأضافت أن هناك إرهابا للصحافة في الأردن, إلى جانب الرقابة الذاتية التي يمارسها الصحافي على نفسه.
ورغم أنها بينت أن قانون الحصول على المعلومة كان إقراره إيجابياً, إلا أن المؤسسة تتطلع لمتابعة كيفية تنفيذ القانون, الذي سيدعم الأردن بعلامتين, إلى جانب ذلك تطرقت لمسألة إلزامية الانضمام إلى نقابة الصحافيين, معتبرة أن ذلك فيه سلب لحرية ورغبة الصحافي في الانضمام أو عدمه.
ورد عضو نقابة الصحافيين الزميل ماجد توبة على ذلك الاقتراح بأن العضوية في النقابات المهنية تعد ضرورة.
واعتبرت أن الأردن وعبر تعزيز حرية صحف مطبوعة مستقلة, رغم سيطرة الحكومة على القطاع التلفزيوني والاذاعي يمكنه تحصيل النقاط الثلاث التي ستمكنه من خلق بيئة حرة جزئية.
مع ذلك بينت أن أداء الأردن أفضل مقارنة مع أفريقيا والشرق الأوسط. إذ انه كان نسبة الدول ذات البيئة الصحافية الحرة في العالم العام الماضي 35%, وذات الحرية الجزئية 33%, وغير الحرة 33%. لتؤكد أنه في السنوات الماضية تم تسجيل تراجع في حرية الصحافة على مدى العام, إذ ان 1 من كل 6 أشخاص يتمتعون بحرية الصحافة في العالم.
يذكر أن مؤسسة فريدوم هاوس تصدر بصورة دورية دراسة مسحية عن حرية الصحافة, كون الصحافة من وجهة نظر المؤسسة تعد مكوناً أساسياً لتأسيس وإدامة الديمقراطية وحقوق الإنسان, وإن الدراسة حسب بولا يقوم بها خبراء.
وتتم دراسة البيئة الصحافية من خلال متابعة ثلاثة مكونات وهي القانون عبر متابعة الدستور والتشريعات وتطبيقها, السياسة عبر التأثير على الأخبار ومتابعة إرهاب الصحافيين والاقتصاد المتمثل بقدرة الصحافة على الاستقلال المادي, وإن كانت توجد معيقات مادية تمنع صدور وسائل الاعلام.
العرب اليوم - رانية الجعبري