زاد الاردن الاخباري -
نفذ مواطنون من بلدة القادسية وموظفون من محمية ضانا التابعة للجمعية العلمية الملكية المجاورة لمصنع اسمنت الرشادية اعتصاما اليوم الخميس أمام بوابة المصنع، احتجاجا على استخدام الشركة للفحم الحجري كمصدر للطاقة في تشغيل المصنع بسبب الآثار السلبية البيئية الخطيرة الناجمة عنه خصوصا ما يتعلق بصحة السكان.
واحتشد العشرات من أبناء بلدة القادسية مستخدمين رافعين اللافتات التي تدعو الى وقف استخدام الفحم الحجري وأغلقوا بمركباتهم الخصوصية بوابات الرئيسة، ما حال دون دخول شاحنتين محملتين بالفحم الحجري في جوالات كبيرة بهدف تخزينها في مخازن الشركة لاستخدامها كمصدر للطاقة، إلى جانب منعهم الشاحنات المحملة بمادة الاسمنت من الخروج من المصنع.
ولفتوا إلى أن مصنع الاسمنت الذي أقيم على أراضيهم التي اشترتها الشركة قبل عدة عقود بأسعار زهيدة، دمر البيئة المجاورة للمصنع خصوصا أن محمية ضانا تقع قريبا منه، ما أثر سلبا على الحياة البرية التي تعيش داخل المحمية.
ووصفوا مصنع الاسمنت بأنه كان ولا يزال يشكل بؤرة بيئية ساخنة، تتسبب في تلوث التربة والأراضي الزراعية التي باتت قفارا بعد أن طالها التلوث بشتى أنواعه، خصوصا انبعاث الغبار ونواتج ما يستخدم من مادة تشكل مصدر طاقة لتشغيل المصنع كالفحم الحجري والكاوتشوك وجفت الزيتون والنفايات المختلفة ليصبح حقل تجارب يؤثر سلبا على البيئة بشكل عام في القادسية والرشادية وبصيرا والمناطق القريبة منه.
وأكدوا أنهم سيستأنفون اعتصامهم يوم الأحد المقبل وحتى إشعار آخر حتى تستجيب إدارة الشركة لوقف استخدام الفحم الحجري وأي شكل من أشكال مصادر الطاقة التي تتسبب في تلوث البيئة ضاربة بعرض الحائط صحة السكان لتوفر أكبر قدر من الأرباح.
وأقاموا خيمة اعتصام أمام البوابة الرئيسة للمصنع، فيما تجمعت مركباتهم أيضا لسد منافذ الدخول والخروج من وإلى الشركة، مؤكدين أن صحة السكان أهم من أرباح الشركات التي تستغل الأرض والإنسان لتحقيق مطامعها في حصد الأموال والأرباح.
من جانبه، أقر مدير مصنع الرشادية المهندس هشام العضايلة استخدام المصنع الفحم البترولي وليس الفحم الحجري كما يدعي المعتصمون، مقللا من أثره على البيئة بشكل أقل بكثير من الوقود الثقيل الذي كان يستخدم في تشغيل المصنع كمصدر مهم للطاقة لرخص أثمانه في السوق بنسبة تصل إلى أكثر من 50 % من أسعار بقية المصادر كما في الوقود الثقيل ما يخفض كلفة الإنتاج.
وأشار العضايلة إلى أن نسبة استخدام الفحم البترولي تصل إلى70 % من أشكال مصادر الطاقة الأخرى، لافتا إلى أن آثاره البيئية اقل ضررا من استخدام الوقود الثقيل.
وأضاف أن انبعاثات الفحم البترولي ضمن المواصفات الأردنية البالغة 50 ملغم لكل متر مكعب، علاوة على توفر فلاتر ذات كفاءة عالية تقلل كثيرا من نسبة انبعاثا الغبار ونواتج الاحتراق.
وأكد أن المصنع يستخدم يوميا نحو 200 طن إلى جانب استخدام الكاوتشوك الذي تستخدمه دول صناعية متقدمة كاليابان، كما يستخدم المصنع نحو 200 طن من جفت الزيتون يوميا، مشيرا إلى توفر كميات من مادة الجفت بواقع 1500 طن إلى جانب توفر نحو 1000 طن من مادة الكاوتشوك لدى المصنع ستستخدم كبدائل للطاقة عن مادة الوقود الثقيل.
وبين المهندس العضايلة أن أغلب مصانع الاسمنت في الأردن تستخدم مادة الفحم البترولي غير أنها تستخدم أيضا إلى جانب مادة الفحم الحجري كمصادر مهمة للطاقة لتشغيل مصانعها.