زاد الاردن الاخباري -
سيكون ملعب "ويمبلي" مسرحا للقمة النارية الألمانية بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند اليوم السبت (الساعة 21:45 مساء بتوقيت الأردن) في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم حيث يبحث الفريقان عن المجد القاري.
وكان الملعب ذاته مسرحا لنهائي المسابقة قبل عامين عندما كرس برشلونة الاسباني نفسه سيد القارة العجوز بفوزه على مانشستر يونايتد الانجليزي.
وسحبت الكرة الألمانية هذا الموسم البساط من عمالقة القارة العجوز وتحديدا الاسبان عندما سحق بارين ميونيخ النادي الكاتالوني في دور الأربعة بالفوز عليه 4-0 ذهابا في ميونيخ و3-0 إيابا في "كامب نو"، فيما تخطى بوروسيا دورتموند ريال مدريد بالفوز عليه 4-1 ذهابا في دورتموند وخسارته أمامه 0-2 إيابا في مدريد.
والأكيد ان قمة اليوم ستكون تاريخية بغض النظر عن نتيجتها كونها الأولى بين فريقين ألمانيين في نهائي المسابقة.
يذكر أنها المرة الرابعة التي تجمع فيها المباراة النهائية بين فريقين من بلد واحد بعد الأولى بين ريال مدريد وفالنسيا الاسبانيين العام 2000، وميلان ويوفنتوس الايطاليين العام 2003، ومانشستر يونايتد وتشلسي الانجليزيين العام 2008.
وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفريقين الألمانيين، فبايرن ميونيخ الذي بلغ النهائي للمرة الثالثة في الأعوام الأربعة الأخيرة، يسعى إلى فك النحس الذي لازمه عامي 2010 عندما خسر أمام انتر ميلان الإيطالي و2012 عندما سقط على أرضه أمام تشلسي الانجليزي بركلات الترجيح، علما بأنه خسر نهائي أعوام 1982 أمام أستون فيلا الانجليزي و1987 أمام بورتو البرتغالي و1999 أمام مانشستر يونايتد الانجليزي.
أما بوروسيا دورتموند فيمني النفس باللقب الثاني في تاريخه في ثاني مباراة نهائية له في المسابقة بعد الأولى التي توج بلقبها على حساب يوفنتوس الايطالي العام 1997، ورد الاعتبار أمام مواطنه الذي جرده من لقبي الدوري والكأس المحليين وبالتالي سيحاول الوقوف أمامه لحرمانه من حلم تحقيق الثلاثية كون الفريق البافاري سيخوض المباراة النهائي للكأس المحلية أمام شتوتغارت في الأول من حزيران (يونيو) المقبل.
وأكد مدرب بايرن ميونيخ يوب هاينكيس أن فريقه مصمم على تعويض خيبة امل نهائيي 2010 و2012 مشيرا الى ان لا شىء يؤثر على تركيز لاعبيه الذين يتمتعون بالصلابة الذهنية والنفسية، وأضاف هاينكس الذي سيترك منصبه في نهاية الموسم للاسباني جوسيب غوارديولا بقرار اتخذ قبل قيادته النادي البافاري إلى لقب الدوري ونهائي الكأس المحلية ودوري أبطال اوروبا: "لن يتمكن أي شيء من التأثير على تركيزنا. امامنا هدف واضح المعالم، الفوز بالكأس صاحبة الاذنين الكبيرتين (يطلق على كأس دوري الأبطال هينكيلبوت في المانية اي الكوب الكبير ذو المقابض) ولن يثنينا اي أحد عن هذا الهدف".
وواصل هاينكيس الذي سبق أن رفع الكأس القارية عام 1998 مع ريال مدريد الاسباني، "تركيز الفريق منصب تماما على الفوز، انا لم أر شيئا مماثلا طيلة مسيرتي. أن نلعب موسما من هذا النوع بعد الذي حصل العام الماضي... هذا الأمر يتطلب أناسا استثنائيين وحدهم باستطاعتهم تحقيق هذا الأمر وهم لاعبو فريقي".
وتابع هاينكيس الساعي إلى أن يصبح رابع مدرب يقود فريقين مختلفين إلى لقب المسابقة "الفريقان يعرفان بعضهما البعض جيدا، والامر ذاته بالنسبة الى مدربيهما وبالتالي ليست هناك أسرار بينهما".
والتقى الفريقان 4 مرات هذا الموسم فتعادلا بالنتيجة ذاتها ذهابا وإيابا في الدوري (1-1) وفاز الفريق البافاري مرتين الأولى 2-1 في الكأس السوبر المحلية مطلع الموسم، والثانية 1-0 في ربع نهائي مسابقة الكأس، علما بأن بوروسيا دورتموند حقق 5 انتصارات متتالية على بايرن ميونيخ منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2010 حتى نهائي مسابقة الكأس العام الماضي.
واكتفى بايرن الموسم الماضي باحتلال المركز الثاني في الدوري المحلي أمام بوروسيا دورتموند ثم خسر نهائي الكأس أمام الأخير بالذات ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا حيث خسر أمام تشلسي الانجليزي بركلات الترجيح (1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي).
ويبدو أن بايرن ميونيخ تعلم الدرس من خسارتيه نهائيي 2010 و2012، ويبدو مدربه هاينكيس عازما على قيادته إلى تحقيق الانجاز الأهم قبل أن يقول وداعا وهو أن يجعل بايرن أول فريق الماني يتوج بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا.
وحتى لو لم يتمكن بايرن من الفوز باللقب القاري، فمن المؤكد أن هاينكيس خاض مع النادي البافاري موسما استثنائيا سيبقى عالقا في الأذهان لعقود قادمة، اذ نجح في قيادته لحسم اللقب الدوري للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه، محطما في طريقه الكثير من الأرقام القياسية، بينها افضل انطلاقة للموسم في تاريخ الدوري، وأول فريق يتوج بلقب بطل الخريف بعد مرور 14 مرحلة فقط على الموسم، وأول فريق يتوج باللقب قبل ست مراحل على نهاية الموسم، وأول فريق يحقق 28 انتصارا في الموسم وصاحب اكبر عدد نقاط في موسم واحد (88 حاليا والرقم السابق 81 كان باسم بوروسيا دورتموند حققه الموسم الماضي) والرقم القياسي في فارق النقاط بين البطل والوصيف (25 نقطة).
ويملك الفريق البافاري الاسلحة اللازمة للظفر باللقب خصوصا قوته الهجومية الضاربة بقيادة توماس مولر والفرنسي فرانك ريبيري والكرواتي ماريو ماندزوكيتش والهولندي اريين روبن وماريو غوميز والبيروفي كلاوديو بيتزارو، وقال مولر "اذا خسرنا للمرة الثالثة فستلاحقنا صفة الفشلة، وهذا ما لا نريده".
ولن تختلف موازين القوى في دورتموند عن بايرن ميونيخ حيث يعول رجال المدرب يورغن كلوب على هدافهم الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي المرشح للانتقال الى صفوف بايرن ميونيخ الموسم المقبل وصاحب السوبر هاتريك في مرمى النادي الملكي في ذهاب نصف النهائي، ومواطنه ياكوب بلاشيكوفسكي وماركو ريوس وايلكاي غوندوغان وزفن بندر.
بيد أن بوروسيا دورتموند سيفتقد خدمات صانع ألعابه ماريو غوتزه المنتقل الموسم المقبل إلى الفريق البافاري، وذلك بسبب الإصابة في الفخذ، ما شكل ضربة موجعة بالنسبة إليه.
وأثار غياب غوتزه علامات استفهام كثيرة حيث اعتبره البعض تهربا ديبلوماسيا من مواجهة فريقه الجديد، بيد أن حارس المرمى رومان فايدنفيلر قلل من المسألة قائلا "لا يمكن القول بأن غيابه سيكون مؤثرا أو أن أسلوب لعبنا لا يكون رائعا في غيابه، لأنه ببساطة لا يتوقف أسلوب لعبنا عليه" مذكرا بأن "ماريو غاب عن المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية العام 2012".
ا ف ب