زاد الاردن الاخباري -
هدد مزارعون في الأغوار الجنوبية بالتوقف عن قطف ثمار البندورة في حال استمرار تدني أسعارها الذي وصلت نسبته الى حوالي 40%، إذ أصبحت أسعار العبوة الواحدة وزن 10 كيلوغرامات تتراوح ما بين 60-70 قرشا، في الوقت الذي كانت تتجاوز الدينار. وكان المزارعون أنفسهم قد تكبدوا خسائر في بداية الموسم، نتيجة إصابة محصولهم بمرض البياض الدقيقي، في وقت وصل إنتاجهم من البندورة إلى أدنى مستوياته منذ أعوام. ويواجه الموسم الزراعي في منطقة الأغوار الجنوبية، وفق مزارعين "خسائر فادحة"، محيلين ذلك إلى تداخل المواسم الزراعية في عدد من مناطق المملكة مع موسمهم الزراعي، فضلا عما اعتبروه "عدم اهتمام من قبل الجهات المعنية"، لتوفير أسواق خارجية لمحاصيلهم. ويقدِّرُ مزارعون خسائرهم بـ "آلاف الدنانير سنويا"، حيث إنَّ تكلفة إنتاج العبوة الواحدة تتجاوز 1.30 قرش، تتضمن أجور النقل والقطف وأثمان البذور والأسمدة والمحروقات التي تستخدم في تشغيل ماتورات الري. وشهدت أسعار البندورة تحديدا انخفاضا خلال الأيام الماضية، بسبب انتهاء تصاريح المصدرين العراقيين لأسواقهم، التي تعتبر سوقا حيوية ورئيسة لتصدير محصول البندورة الذي يتم إنتاجه من منطقة الأغوار الجنوبية. ويتخوَّف المزارع سليمان البوات من عدم استطاعته تسديد الديون المتراكمة عليه جراء انخفاض أسعار البندورة لهذا العام، حيث يُباع صندوق البندورة بـ 60 قرشا في السوق المركزي، بينما تبلغ كلفته أكثر من 1.20 قرش. ويشير إلى أنَّ أصحاب الديون يطالبونهم ببيع أراضيهم لتسديد ما عليهم، مطالبا الحكومة الإسراع في توفير أسواق خارجية لإنقاذ القطاع الزراعي من الانهيار. المزارع حسن العشيبات، يُبيِّنُ بدوره أنه أرسل 500 صندوق من البندورة إلى السوق المركزي، حيث تم بيع الصندوق وزن 10 كيلوغرامات بـ 50 قرشا، يذهب منها 20 قرشا، أجرة نقل و10 قروش "كمسيون"، مشيرا أن الباقي لا يكفي سداد أجرة العاملين، وأثمان المياه والمحروقات والأسمدة والبذور. وأكد توقفه عن قطف البندورة لانخفاض أسعارها، بالرغم من انخفاض الكمية المعروضة من مادة البندورة في الأسواق المحلية. ويُطالب المزارع محمود سالم الحكومة بـ "النهوض بالقطاع الزراعي"، مبينا أن ذلك يأتي من خلال "اتخاذ خطوات ملموسة على أرض الواقع. ويشدد في السياق ذاته على "ضرورة الحد من الاختناقات التسويقية التي يشهدها الموسم الزراعي بالأغوار الجنوبية منذ سنوات"، معتبرا أن ذلك ساهم في ازدياد معدلات الفقر بالأغوار الجنوبية التي تعتبر واحدة من جيوب الفقر العشرين بالمملكة. وأوضح أنه ينوي ترك مهنة الزراعة "كونها لا تحقق أي ربح مطالبا الحكومة بضرورة التحرك لوقف خسارة المزارعين". من جهته أكد رئيس اتحاد المزارعين فرع الأغوار الجنوبية عصمت المجالي أن المزارع في منطقة الأغوار الجنوبية تعاني من المديونية جراء تدني أسعار الخضار، وخصوصا مادة البندورة. وأشار إلى عدم وجود تجاوب من قبل الحكومة في تحسين وضع المزارع، منتقدا قرار أمانة عمان بفرض رسوم بواقع 10 دنانير على طن الخضار و15 دينارا على طن الفواكه والتي تضيف، برأيه، أعباء إضافية على المزارعين. وتابع أنَّ كميات الإنتاج من مادة البندورة منخفضة مقارنة بالسنوات الماضية، داعيا إلى ضرورة وجود أسواق في الخارج وتقديم الدعم للمزارعين تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للنهوض بالقطاع الزراعي.