زاد الاردن الاخباري -
رسمت الجلسة المخصصة لسوريا في المنتدى الاقتصادي العالمي صورة قاتمة لملف الازمة السورية باستبعادها التوصل الى حل سياسي قريب وترجيحها استمرار المواجهات وتلكؤ المجتمع الدولي عن تقديم العون للضحايا مما يعزز احتمالات تقسيم البلاد وامتداد المعارك من البحر المتوسط الى الخليج العربي .
واستبعد مدير معهد بروكنغز في الدوحة سلمان شيخ ان يؤدي مؤتمر جنيف 2 المتعلق بالازمة السورية والمقرر انعقاده الشهر المقبل الى اية نتائج.
وقال خلال الجلسة ان النظام السوري لا يأخذ المؤتمر على محمل الجد .
وافاد ان طبيعة الوفد الذي يمثل النظام السوري في ذلك المؤتمر لا تتيح له اتخاذ القرارات.
واضاف ان النظام السوري لا يرغب بالرحيل عن السلطة حيث يرغب الرئيس بشار الاسد بالترشح للانتخابات المتوقعة العام المقبل .
وذكر شيخ نقلا عن مصادر قريبة من النظام السوري ان نتائج الانتخابات المقرر ان تجري في المدن السورية محددة سلفا وتتجاوز فيها الاصوات التي سيحصل عليها الرئيس الاسد 95 بالمئة .
وحذر من نتائج استمرار الاحداث الجارية في سورية على المنطقة قائلا انه يمكن للازمة السورية ان تكون محركا لحروب من شرق المتوسط الى الخليج العربي .
واشار الى خروج الصراع الداخلي السوري من بعده المحلي الى البعد الاقليمي مشيرا لوجود مقاتلين من حزب الله وايران والصدريين في سوريا .
ولم يستبعد ان يتجه الصراع لمزيد من التوسع كأن تشهد المرحلة المقبلة سقوط الصواريخ على بيروت والهرمل .
وحمّل النظام السوري مسؤولية وجود المجموعات المتطرفة في سوريا والتي جاء معظمها عبر الحدود العراقية وباتت تضم مقاتلين سوريين .
ودعا الى جهود تساعد على ايجاد معادلة قوى جديدة لحل الازمة في سوريا و تتجاوز الحوار بين المعارضة والنظام .
وفي رده على سؤال حول احتمالات التقسيم في سوريا قال شيخ ان عددا من دول المنطقة مؤهل للتقسيم وظهور دول صغيرة وليس سوريا وحدها .
من ناحيته حذر نائب المفوض السامي لمفوضية اللاجئين توماس الكسندر الينكوف من استمرار عملية اللجوء السوري .
وتوقع الينكوف ان يصل عدد اللاجئين السوريين في الخارج الى 3 ملايين لاجئ مع نهاية العام .
وقال ان الامور تتم بسلاسة فيما يتعلق باستقبال اللاجئين في الاردن ولبنان متسائلا الى متى يمكن ان يستمر الوضع بهذه الطريقة .
وفي هذا السياق توقف الينكوف عند الضغط الذي يمثله هؤلاء اللاجئون على البنية التحتية في دول اللجوء المجاورة .
وافاد بانه سيتم خلال الاسابيع المقبلة اطلاق خطة اغاثة جديدة قيمتها عدة مليارات مشيرا الى رصد اموال كبيرة لهذا الغرض والحاجة الى المزيد من الاموال .
واستطرد قائلا ان اثر الازمة سيستمر لعدة سنوات في سوريا حتى لو توقف العنف اليوم .
الناشط من اجل سوريا الاب باولو دالتيجيلو قال ان الكارثة ضخمة والاولوية لحق تقرير المصير وحقوق الانسان .
وافاد بان الشعب السوري بات يرى انه لم يعد هناك مجال للعودة عما تحقق خلال العامين الماضيين .
ودعا الاب باولو في مداخلاته التي القاها خلال الجلسة الى تشكيل محكمة دولية لمحاسبة المسؤولين عن المجازر في سوريا .
من ناحيتها حمّلت المديرة التنفيذية لمنظمة هيومن رايتس ووتش سارة وتسن طرفي النزاع في سوريا مسؤولية الاثار الناجمة عن اعمال العنف .
الا انها ركزت على اعمال العنف التي يقوم بها النظام مشيرة للقصف العشوائي بشقيه الجوي والبري ومعدات التعذيب التي تم اكتشافها .
وفيما يتعلق بجرائم الاغتصاب قالت وتسن انه لم يتم التحقق من وقوع مثل هذه الجرائم.
وتساءلت سارة وتسن في مداخلاتها عن دور المجتمع الدولي في حفظ السلام على المدى البعيد .
العرب اليوم