زاد الاردن الاخباري -
بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، واقتحام جماعة الإخوان المسلمين المشهد السياسي بقوة، دارت شكوك وتكهنات حول طبيعة العلاقات بين واشنطن وقيادات الجماعة.
وينظر البعض إلى أن وزير الخارجية الأميركي الحالي، جون كيري، بأنه مهندس العلاقات الإخوانية الأميركية، إبان توليه رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ .
وعن ذلك تقول "صحيفة الوطن" المصرية إنها نجحت في الحصول على مجموعة من الوثائق التي تحمل عبارة «سري للغاية» تضم تفاصيل عن الاتصالات بين الإدارة الأميركية والإخوان، عبر برقيات السفارة الأميركية في القاهرة إلى واشنطن في السنوات الأخيرة.
وتحمل تلك الوثائق تفاصيل عن قيادات الإخوان الذين كانوا يزورون مقر السفارة الأميركية ويتواصلون معها بانتظام. تلك القيادات التي حرصت برقيات السفارة على كتمان أسمائها، وتفاصيل الحوارات التي دارت بينها وبين مسؤولي السفارة، خاصة أن الحوارات كانت تنقل للسفارة الأميركية باستمرار رؤية الإخوان وتعليقهم على الأحداث المصرية في واحدة من أشد لحظات تاريخنا حساسية، قبل وصولهم لكرسي الرئاسة.
وترسم هذه البرقيات السرية الصورة التي كانت الإدارة الأميركية تنظر بها إلى الانتخابات البرلمانية، والجمعية التأسيسية للدستور، ودخول الإخوان سباق الرئاسة للمرة الأولى، وتوضح حرص قادة أميركا على لقاء قيادات الإخوان قبل القيادات الرسمية المصرية، وشكوكهم حول قدرة رجال أعمال الجماعة على إدارة اقتصاد البلد.
ووصفت برقية السفارة الأميركية الصادرة بتاريخ 1 يونيو/حزيران 2011، التعديلات في قانون الانتخابات بأنها تعديلات «غير مفهومة» وأنها تتعلق فقط بالنظام الانتخابي، وقالت إن مسودة القانون تقترح تعديلاً جزئياً حول نظام القائمة المغلقة، ونبهت برقية السفارة إلى أن مشروع القانون الجديد لا يقدم أي توضيحات حول المقاعد الجديدة، التي تضاف إلى المقاعد المخصصة للمرأة.
تحيز النظام ضد المقاعد الفردية
ورصدت البرقية ردود الفعل حول التعديلات المقترحة على القانون، واصفة إياها بأنها «ردود فعل بطيئة»، واعتبرت أن بعض الجماعات ترى أن النظام الجديد متحيز ضد أصحاب المقاعد الفردية، التي تشكل نسبة كبيرة من المقاعد، ولاحظت أنه "ليس من الواضح حتى الآن كيف ينوي المجلس العسكري إدخال أي تعديلات مقترحة على مسودة القانون".
وأشارت البرقية إلى تفاصيل لقاء جرى مع قيادي من حزب الحرية والعدالة لم تحدد اسمه، قالت إن "عضو جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة قال لنا إن حزبه جاهز ومستعد لكلا النظامين، ويتوقع أن الإخوان سيدعمون مسودة القانون كما هي، إلا أنه تفادى الرد على أي نظام يفضلونه".
وفى برقية بتاريخ 21 يوليو/تموز 2011 حسبما تشير الصحيفة، كانت هناك إشارة للقاء بين أحد نشطاء التحرير وأحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي في مصر، حيث قال الناشط إنه وآخرين غيره في التحرير باتوا مقتنعين بأن أميركا تدعم الإخوان، وأنها ترغب في أن ترى دولة دينية في مصر، وبالضغط عليه لمعرفة الأسباب وراء هذا التصور، قال الناشط إن تصريحات وزيرة الخارجي الأميركية هيلاري كلينتون عن «الاتصال المحدود» بجماعة الإخوان قد جرى النظر إليها في مصر على أنها دليل على وجود علاقة مميزة، ودعم لقيام دولة دينية في مصر، لمنح شرعية قيام دولة دينية في إسرائيل.
وأضاف الناشط، كما تقول البرقية، أن "الإخوان استغلوا هذه التصريحات للتلميح إلى أن هناك علاقة مميزة بينهم وبين أميركا، بنفس الطريقة التي استخدموها ليلمحوا إلى المصريين بوجود علاقة مميزة بينهم وبين المجلس العسكري".
وتنقل البرقية رد المسؤول الأوروبي على الناشط المصري، قائلاً: "إن بضعة لقاءات لا تعد على الأصابع، تعد بالكاد دليلاً على وجود علاقة مميزة أو دعم من أميركا للإخوان"، وأضاف أن "فكرة دعم الولايات المتحدة لدولة دينية يحكمها الإخوان هي فكرة سخيفة"، وأشار إلى حرص الولايات المتحدة الدائم والمستمر على الديمقراطية والحريات الدينية في مصر وفي كل مكان.
حوار العصار بالسفارة الأميركية
وتناولت برقية 18 أغسطس/آب 2011، لقاء عدد من الوجوه البارزة من النشطاء الشباب مع اللواء محمد العصار، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في إفطار السفارة الأميركية الذي أقامته في رمضان من ذلك العام، ودعت إليه عدداً من الوجوه السياسية البارزة في 15 أغسطس 2011. وقالت البرقية إنه في نهاية الإفطار الذي استضافته السفارة، اقترب عدد من النشطاء الشباب من اللواء محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأمطروه بالأسئلة، وبعد عدة دقائق من المناقشة الحامية جلس اللواء العصار مع النشطاء على هامش الحدث في مناقشة ممتدة.
وحذفت البرقية أسماء النشطاء الشباب الذين شاركوا في حوار اللواء العصار، وتركت من بينهم اسم محمد عباس، عضو التيار المصري، الذي وصفته بأنه «الحزب المنبثق عن شباب الإخوان»، مشيرة إلى أن الصحف المصرية لم تورد شيئاً عن محتوى الحوار الذي دار بين اللواء العصار والنشطاء الشباب.
وعادت برقية أخرى، بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول 2011، لتشير إلى لقاء بين مسؤول في الاتحاد الأوروبي بالقاهرة وبين قيادي في جماعة الإخوان لم تذكر اسمه، يوم 18 سبتمبر، قائلة إن «القيادي الإخواني رحب بالحوار مع الولايات المتحدة، وانتقد استجابة الولايات المتحدة لمطالب الحكومة المصرية من قبل بأن تكون اتصالاتها محدودة بجماعة الإخوان»، وقال القيادي الإخواني إنه يتمنى أن يكون اللقاء الأول بين الإخوان والسفارة الأميركية جزءاً من حوار منتظم بينهما، مضيفاً أنه يود أن يطمئن الولايات المتحدة أن الإخوان ليسوا تلك المنظمة المتطرفة التي يخشاها الغرب.
أما برقية 20 سبتمبر 2011، فأشارت إلى لقاء تم يوم 18 سبتمبر بين مسؤولي السفارة الأميركية ونائب إخواني لم تذكر اسمه، أعرب فيه عن قلقه مما سماه جدول الانتخابات الزمني المنفلت بشكل مستمر.
وذكرت برقية بتاريخ27 سبتمبر 2011 لقاء آخر تم بين مسؤولي السفارة الأميركية وأحد المسؤولين في حزب الحرية والعدالة، جاء فيها: "في لقاء تم يوم 27 سبتمبر قال لنا القيادي بحزب الحرية والعدالة إن الحزب لن يضطر إلى تحويل تركيزه من استراتيجيته ثنائية الأهداف لكي يركز فقط على قائمة المقاعد الخاصة بالحزب".
العربية