يوم الأربعاء الموافق 22/5/2013م وفي كنيسة نوتردام في باريس قام المؤرخ الفرنسي الشهير " دومينيك فينر " بقتل نفسه احتجاجاً عل قرار البرلمان الفرنسي بالسماح للمثليين بالزواج ، وكان قد كتب مندداً بهذا القرار الذي أسماه لا أخلاقي ، وأنه يتنافى مع الطبيعة البشرية ، ومن المعروف أن البرلمان الفرنسي كان قبل يومين فقط قد صوّت على هذا القرار ، بمعنى أن المؤرخ الفرنسي لم يحتمل أكثر من يومين .
بداية أقول : إن الكتابة في السياسة ، وحول السياسة ، ومطاردة الخبر السياسي يجب أن لا يلهينا عن صانع هذا الخبر ، وبالتحديد التربة الخصبة التي وُلد فيها الخبر السياسي .
إن ما يمر به العالم من حالتي التوتر السياسي والعسكري ، والاضطراب في الأمن ، ومجانية الموت ، وتبرير القتل ، وخاصة العالمين الإسلامي والعربي سببه الانهيار الأخلاقي ، وإذا عدنا إلى أخبار الصحف اليومية ، والمواقع الإلكترونية سنجد الكثير الكثير من صور الانهيار الأخلاقي في العالم العربي ، وقد تزامن مع موقف المؤرخ الفرنسي ، وبنفس التاريخ أن نشرت صحيفة أردنية رسومات غريبة لعبدة الشيطان في الأردن ،ذات دلالات استفزازية لمشاعر المسلمين والمسيحيين معاً، وهذه الرسومات منتشرة في مواقع كثيرة في العاصمة ، وقبل ذلك قاموا بأعمال مخلة بالآداب وتم حجزهم دون الإعلان عن التفاصيل ، أما في السعودية فقد نشر أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ونقلت عنه صحف العالم أن رجال الهيئة ألقت القبض على ثلاثين شخصاً من عبدة الشيطان في منطقة الرياض في السعودية حين كانوا عُراه ويرقصون حول النار ، ويمارسون الدعارة ، ويروجون للمخدرات ، وكانت الهيئة قبل ذلك بفترة قصيرة قد ألقت القبض على جماعات في منطقة الإحساء تمارس نفس الممارسات ، ومن المؤكد جداً جداً أنه في العواصم والمدن العربية تُمارس مثل هذه الطقوس ، والقليل يُكشف عنه ، والكثير منه تُمارس الضغوط السياسية حتى يتم إخفاءه .
في عواصم عربية أندية للمثليين ، ومُعلن عنها ،ومُرخصة ، وعندنا في الأردن أصبحنا نفاخر بعدد الأحزاب الدينية " اللهم لا حسد " فمتى نفاخر بكلمة حق
علمت من أحد الأصدقاء والخبير بدراسة تصالح الأديان أن المؤرخ الفرنسي لم يكن منتسباً إلى أية جماعة إسلامية ، ولا يحق لأي منظمة إسلامية أن تدعي أنه من منتسبيها ، لقد عرف ربه وقال كلمة حق
قال عليه صلوات الله " إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق "