زاد الاردن الاخباري -
انعكست حالة التباين تجاه الأزمة السورية بين القوى السياسية الأردنية، على أجواء الملتقى الوطني الذي دعت إليه الجبهة الوطنية للإصلاح أمس في مجمع النقابات المهنية حول سورية، ما أدى لحدوث انسحابات ومشادات كلامية، برغم التوافق على بيان موحد حيال سورية.
واعتبر رئيس الجبهة ورئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات في كلمة له أن "حدوث خلافات بين مكونات الجبهة أمر طبيعي"، مؤكدا أن إطار الجبهة لا يعد حزبا سياسيا "وأن المطلوب هو التوافق على الحدود الدنيا من المواقف السياسية، سواء تجاه ملف الإصلاح الداخلي أو بشأن الموقف من سورية".
وحذر عبيدات في بيان باسم الجبهة، من "تطور الاقتتال في سورية بما ينذر بتداعيات، توشك أن تمتد نيرانها إلى الدول المجاورة، وتفتح الباب أمام كل الاحتمالات".
وطالب في كلمته؛ الحكومة بأن تنهج سياسة شفافة إزاء الصراع الدامي في سورية، واتخاذ موقف بناء، محذرا من انتهاج سياسات تؤدي لتسخير الدولة الأردنية ومؤسساتها، للقيام بأدوار إقليمية تنتقص من سيادتها، أو استخدام أراضيها لأي قوة أجنبية للتدخل في سورية.
واعتبر عبيدات أن "انحراف بوصلة الصراع العربي الصهيوني في المنطقة، هو أخطر ما تواجهه الأمة العربية" منبها من الوقوع في "أحابيل" مشاريع التسوية المشبوهة عبر الترويج لإحياء مفاوضات السلام.
وفيما وجه مشاركون انتقادات للجبهة الوطنية عبر مداخلات عديدة، قال عبيدات إن "الجبهة حققت إنجازات عديدة على مستوى المطالب الإصلاحية، وإن لم يكن برنامجا محددا للإصلاح، مبينا أن هناك "صحوة وروحا جديدتين"، استطاعت الجبهة تحقيقهما مع الحراكات الشعبية. وتساءل عن الأسباب التي تدعو لحدوث خلاف حيال سورية، في الوقت الذي باتت تستوجب فيه الضرورة الإنسانية وقف "شلال الدم" للسوريين، ودعم مطالبهم المشروعة في الحرية، ورفض تقسيم سورية، والحفاظ على وحدتها، ومواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة، والإجماع على رفض التدخل العسكري المسلح هناك.
وقال "لو توقفت شلالات الدم في سورية يوما واحدا، لاستطاع السوريون أن يفكروا بطريقة مختلفة"، مجددا تأكيده أن خروج الأردنيين من أزماتهم المتلاحقة، لا يتحقق إلا عبر استمرار النضال للمطالبة بالإصلاح.
وشهد الملتقى مشادات كلامية ومشاحنات بين ناشطين وحزبيين، على خلفية الموقف من النظام السوري، بحيث احتج عضو المكتب السياسي للوحدة الشعبية عبدالمجيد دنديس على تعليق للناشط أكرم كريشان بضرورة معاقبة النظام السوري.
وشارك في الملتقى عدد غير مسبوق من قيادات الحركة الإسلامية، بينهم أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، والقيادي سالم الفلاحات ونائب المراقب العام زكي بني ارشيد والقيادي عبدالله فرج الله ومحمد عقل وآخرون.
وقال القيادي منصور في كلمته إن "الملتقى برمزيته وليس بحضوره الجماهيري"، بينما رأى أن "هناك قضايا لا تحتمل التأجيل بسبب إصرار النهج الرسمي على تجاهل الإصلاح"، داعيا لاستئناف النشاطات الجماهيرية بكثافة.
إلى ذلك؛ دعا مشاركون لإعادة إحياء الحراك الشعبي مجددا تمتين الجبهة الداخلية، بينما رأى القيادي في حزب الوحدة الشعبية عماد المالحي أن "الجبهة لم تحدث اختراقا على مستوى المطالبة في الإصلاح".
وفي الشأن السوري؛ أكد منصور رفض التدخل العسكري في سورية من أي جهة كانت، معتبرا أن حسم الصراع عسكريا لن ينهي الأزمة، داعيا لحل على الطريقة اليمنية.
وعلى الرغم من حدوث انسحابات من الملتقى جراء الخلاف على الموقف من النظام السوري، إلا أن المشاركين توافقوا على اعتماد بيان رئيس الجبهة عبيدات الذي ألقاه مع بداية الملتقى، وأكد فيه رفض الاستخفاف بمطالب الشعب الإصلاحية، وضرورة التمسك بتلك المطالب كمخرج وحيد من الأزمات الداخلية المتتالية.
الغد