زاد الاردن الاخباري -
خاص - احمد عريقات - في حديث جانبي مع إحدى الأمهات ضمن جلسة عائلية في زمن معركة جامعة الحسين بن طلال ، أثار إهتمامي تحليلها للموقف بكل بساطة وهدوء وبعيدا عن فزلكات علماء الاجتماع والتربية " الأفاضل " الذين أرهقوا الفكر الوطني بكتابات ونتائج بحوث جعلتنا نصب جام غضبنا على طلاب الكليات الإنسانية ونعتبر طلاب الكليات العلمية " ملائكة " بثياب بيضاء .
وهذه السيدة الفاضلة قالت وبكل هدوء أن المسؤولية تقع على من يربي وطريقة التربية ، وأشارت في حديثها أننا تركنا تربية الأبناء للأباء عند بلغوهم سن المراهقة وسمحنا لهم بالجلوس في مجالس الرجال التي لاتخلوا من نعرات قبلية وعشائرية وتفضيلية بين مكونات المجتمع ككل ، وأن الرجل يزرع في عقل أبنه أنه " رجل " وإبن عشيرة وأنه لابد إذا أراد أن يكون في صف الرجال عليه أن يحتكم للقانون العشائري بسلوكه وفكره .
ولكن عندما تسيطر الأم على تربية في هذا السن فأنها تزرع في نفس الشاب مفاهيم أخلاقية تدعوا إلى التسامح والرحمة والتعامل مع الأخرين بحنان وإحترام ، وذلك لأنها أم وتعرف معنى الرحمة والحنان أكثر من الرجل ودائما تسبق كلامهما بجملة " الله يرضى عليك يا إبني " بعكس الأب الذي يبدأ كلامه بجملة " شو عملت يا رجل " وإبنه لم تخط شواربه بعد .
قد أكون مخطأ ولكن هذا ما قالته أم في جلسة حوارية شعبية حاول المجتمعين من خلالها البحث عن أسباب وأصل العنف الجامعي الذي سيطر على جامعاتنا ، وإن كانت سلوكيات هؤلاء الأطفال في الشارع والتي تنم عن عدم إحترام لما يسمى بالمال العام هي أيظا تمثل بدايات العنف الجامعي .