العشائرية في الأردن كانت وما زالت من صفات المجتمع الأردني ، وكانت دالة دائما أن هذا المجتمع ما زال مجتمعا محافظا يتحلى بالأخلاق العربية الحميدة والأصيلة ولا يمنع في الوقت نفسه دخول المدنية الحديثة إلى أفراده مما يزيده قوة وشموخا ...وكانت العشائرية ملاذا لحل كثير من الخلافات والنزاعات بين أفراد المجتمع ....وربما لم يكن الأردن هو البلد العربي الوحيد الذي يتصف بالعشائرية ، فجميع الدول المجاورة ، لا تزال العشائرية تخط طريقا لها ويستشعر الجميع بقوتها ووجودها ، ولكن مع اختلاف قوة الوجود والتأثير والتي قد تصل – كما في لبنان – إلى الوصول إلى شبه استقلال في مراكز نفوذها ........
الأحداث التي حصلت خلال السنتين الأخيرتين في الأردن أظهرت أننا بدأنا شئنا أم أبينا ندخل في مرحلة جديدة من الوجود العشائري ، بحيث أننا نحتاج إلى تحليل علمي دقيق للحالة الجديدة ، فهل هي فلتان عشائري أم فلتان أمني ، وهل هي فعلا مجرد حوادث متفرقة صدف وأن اجتمعت في أوقات متقاربة فكونت ما يشبه الظاهرة ، أم أنها فعلا حالة تستدعي إعادة دراسة الأسباب والعوامل التي أوصلتنا إلى هذه الحال ، وهل هناك سلاح بين أفراد المجتمع أكثر من المسموح به قانونا !!!
إن الأردن الذي نسميه ونفتخر بأنه بلد الأمن والأمان ، يجب أن يكون دائما منارة للآخرين ومثلا يحتذى للعدل والمساواة بين أفراده وأن أفراده جميعا تحت القانون . إن المجتمعات التي تريد أن تمضي إلى الأمام يجب أن يكون ماضيها عبرة لها ودرسا لتقدمها وفخرا لأجيالها كما يجب أن يكون عطاء أفرادها هو مقياس حبهم وتفانيهم من أجل وطنهم....فالأوطان لمن عشقها وبذل الغالي والرخيص من أجلها ...حفظ الله الأردن وطنا لجميع محبيه .