زاد الاردن الاخباري -
المشهد الداخلي في البيت الاخواني لجماعة الاخوان المسلمين لا يسر احدا، الخلافات بازدياد، وحملة شرسة يقودها بعض قيادات الجماعة ضد التيار المعتدل المتمثل في «الحمائم»، خصوصاً القائمين على المبادرة الاردنية للبناء المعروفة «زمزم»!
قبل نحو العامين تقريباً التقت قيادات حزب جبهة العمل الاسلامي السفير البريطاني في عمّان خلال مأدبة غداء في منزله، وجرى خلال لقاء العمل الحديث في الكثير من القضايا السياسية، في وقت يؤكد فيه امين عام الحزب حمزة منصور أن الحزب لم يحظر على الاعضاء فيه وقياداته التعامل مع أي سفارة باستثناء السفارة الامريكية والاسرائيلية، وأن لا حظر على التعامل مع السفارات الاخرى.
قيادات «اخوانية» في حزب جبهة العمل الاسلامي مارست الاسبوع الماضي حملة اعلامية للاساءة الى احدى القيادات الاسلامية ذات التاريخ الناصع البياض من خلال استغلال استضافته للسفير البريطاني في عمّان بيتر مليت وتناوله لطعام الغداء في منزله بحضور شخصيات سياسية بوصف هذه الدعوة بـ»الانقلاب على الثوابت»!
الدكتور نبيل الكوفحي القيادي البارز في حزب جبهة العمل الاسلامي واحد قيادات المبادرة الاردنية للبناء «زمزم»، تلقى هجمة اعلامية غير مسبوقة خلال الاسبوع الماضي من قبل قيادات اخوانية اخذت تصرح لوسائل الاعلام وتسطر البيانات الصحفية، رغم أن امين عام الحزب فصل في الامر واكد أن لا يوجد ما يمنع مع التعامل مع السفارة البريطانية.
المتابع لمجريات الاحداث داخل حزب جبهة العمل الاسلامي على مر السنوات الماضية، يستطيع الربط بين المبادرة التي تقدم بها الدكتور الكوفحي قبل سنوات لاستحداث فرع آخر لحزب جبهة العمل الاسلامي في محافظة اربد التي يزيد عدد سكانها حتى العام 2011 عن المليون نسمة.
المبادرة رفضتها في وقتها مجموعة من القيادات، واليوم يهاجم صاحب هذه المبادرة جراء مأدبة غداء اقامها للسفير مليت رغم أن قيادة الحزب قالت قول الفصل في ذلك.
الشارع يتساءل عن سر الهجمة والاسباب التي تقف خلفها، لا سيما وأن الدكتور الكوفحي هو واحد من قيادات اخوانية ذات تاريخ مشرف، ومشهود له بنظافته يده، وبحرصه على المصلحة الوطنية، ويحمل في فكره الرأي المعتدل الذي يبتعد عن التطرف، وهو في الوقت ذاته من القيادات المهندسة لمبادرة زمزم.
ومن يتابع مجريات الاحداث والتصريحات الاخوانية، يستذكر ما قاله الشاعر احمد شوقي رحمه الله: «أحرام على بلابله الدوح .. حلال للطير من كل جنس «.
غريب الامر وما يستثر المتابع للمشهد السياسي المتعلق في الحراك الاصلاحي، أن خروج الدكتور الكوفحي في مسيرات جابت شوارع محافظة اربد للمطالبة بالاصلاح، ومسيره جنباً الى جنب القيادات الاخوانية، وهم يهتفون بصوت واحد ويحملون الشعارات نفسها في تلك المسيرات، لم يمنع بعض القيادات من استغلال «دعوة الغداء» في محاولة للاساءة اليه والنيل منه.
ولا بد من الاشارة الى ان الدكتور الكوفحي قدم في الحلقة النقاشية التي استضافتها شعبة اليرموك في جماعة الاخوان المسلمين قبل اكثر من اسبوعين في محافظة اربد ورقة عمل ومداخلات لم ترق لتيار الصقور المتشدد، لما تضمنته من رؤية اصلاحية هادفة، يمكن ان تعيد البيت الاخواني الى الالق الذي كانت فيه اذا ما اخذ بها.
الدكتور نبيل الكوفحي ليس هو اول قيادات الحزب الذي يتلقى الهجمات عليه من قبل صقور الجماعة، ولن يكون اخرهم؛ لأن من يحمل الفكر الرصين المتزن والمعتدل سيدفع الضريبة.
المشهد داخل البيت الاخواني يؤكد فقدان البوصلة من قبل قيادات متشددة اتجهت مؤخراً نحو مهاجمة عقلاء الجماعة، جراء التباين في المواقف، في وقت تحظى فيه المبادرة الاردنية للبناء زمزم التي تضم قيادات مرموقة من جماعة الاخوان المسلمين،بالاهتمام من قبل فئات مختلفة من المجتمع الاردني.
الراي