بعد أن قدم رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز استقالته حكومته وتعينه عضوا في مجلس الأعيان أحببت أن اكتب له رسالة أبث له فيها همومي كمواطن علم أنها لن تصله وهو رئيسا للوزراء . كتبت له أبثه همومي وهموم إخوتي (الذين نعيش بالهم سوا) والأحزان والأمراض والعطش والجوع والتشرد، كتبت له ما أعانية في فصل الشتاء وهمومها ومصروفها ومحروقاتها هذا قبل ما ترفع الحكومة التي جاءت بعده والتي جاءت بعد اللي بعد بعده أسعار المحروقات، وبثثت له همي وهم أولادي وأولاد جيراني في المدارس الحكومية التي يتكدس فيها الطلبة كأنهم سمك السردين في علبة صفراء، وشكوت له من سيارتي الكورية التي لا تشتغل صباحا إلا بالدفش ودزوا يا شباب ورجوته أن يسمع همي وهم أطفالي في بيتي المستأجر الذي يحاول صاحبه إخراجي بمليون طريقة وطريقة، وهو ألان لا يحتاج إلى هذه الطرق لان قانون المستأجرين أراحهم منها وريحهم . وكتبت له بخطي الرديء أشكو نقص الدواء في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة ومعاناة المواطنين وخوفهم من مراجعة الإسعاف والطوارئ وتملقهم الأطباء والممرضين من اجل الحصول على العلاج أو تحويلهم إلى مستشفى خاص. ورجوته أن يسمع شكوتي من المرشحين لعضوية مجلس النواب منذ عام 1997 وحتى عام 2010 ورجوته أن لا يلومني إذا ما بعت صوتي وصوت زوجتي للمرشح اللي بدفع أكثر. كتبت له كثيرا واقسم بالله العظيم إني وضعت الرسالة في مغلف مميز وألصقتها بطابع بريد وأرسلتها إلى مجلس الأعيان حيث هو عضو فيه. انتظرت طويلا، وكل يوم مع صياح الديك انتظر ساعي البريد متوقعا أن اسمع ردا من دولة (أبو غيث) إلا إني لم اسمع وغضبت جدا وصرت العن حظي وفقري وتشردي وأخذتني الأفكار يمينا ويسارا وقلت في نفسي اللوامة إن أصحاب الدولة والمعالي لا يمكن أن يعطوا دقيقة من أوقاتهم لأمثالي كوني مواطن من الدرجة العاشرة، ولكن المفاجأة إنني وخلال بحثي عن إحدى الأوراق وجدت رسالتي إلى فيصل الفايز ما زالت موجودة في مكانها بين أوراقي ووجد اني بعثت الرسالة الخطأ وأرسلت له ورقة مكتوب عليها خبرا محليا ربما يكون يوما طبيا أو افتتاح شارع أو تقرير عن انجازات إحدى الدوائر الحكومية. وهذه المرة كان خطأ طبيا وقع فيه فرد من الشعب. royaalbassam@yahoo.com