زاد الاردن الاخباري -
اطلقت الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية نداء استغاثة لحماية حوالي خمسين الف متر من الحيد المرجانية النادرة, التي سيطالها التدمير, مع المباشرة بتنفيذ مشاريع اقتصادية ضخمة على الساحل الجنوبي للعقبة.
وترى الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية ان ثمة خطرا محدقا بالمرجان الذي استوطن سواحل العقبة الاف السنين واضحى غاية السياح الذين يؤمون العقبة للغوص والتمتع بالمناظر الخلابة للمرجان المتميز عن غيره في بحار الدنيا بانه مرجان مشاطئ اي اقرب لليابسة, مما اعطى مرجان العقبة افضلية سياحية تشكل رافدا مهما من روافد السياحة في الاردن, فضلا عن ان 51% من الاسماك التي تشكل الثروة السمكية في العقبة تقتات وتعيش على هذه الحيد المرجانية.
ومع بدء شركة تطوير العقبة الشركة المركزية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تنفيذ ثلاثة مشروعات كبرى, هي نقل الميناء الرئيسي الحالي وتوسعة ميناء الحاويات ونقل ميناء الركاب, فان حوالي خمسين الف متر من الحيد المرجانية في طريقها للتدمير والتلف جراء اقامة المنشآت الخرسانية وفق دراسات وتقارير لتقويم الاثر البيئي لاقامة هذه المشاريع التي اجرتها الجمعية عما اذا كان هناك جدوى اقتصادية من تدمير مملكة من المرجان, تدر دخلا سنويا متزايدا وتعتبر ملكا للاجيال من دون التفكير بحلول متوازنة تحافظ على هذه الثروة, التي تعتبر الجمعية ان تدميرها لا يعتبر مشكلة فقط, بل يتعدى ذلك الى كونه كارثة بيئية متعمدة, حين تتجاوز مساحات المرجان المعرضة للخطر, ربع الثروة المرجانية في الساحل كله.
اما المشكلة البيئية الاخرى حسبما تقول الجمعية فهي ان احد هذه المشاريع الكبرى, ستقام على حافة متنزه العقبة البحري, المفترض ان يكون منطقة محمية, من دون وجود منطقة فاصلة بين حرم المتنزه وبين هذا المشروع, الامر الذي سيؤدي الى تدمير غير مباشر لجزء من المحمية البحرية نتيجة مرور السفن فيها والكميات الهائلة من النفايات التي سيضيفها المشروع الى البحر.
الى ذلك طالب ممثل جمعية العقبة للغوص- تحت التأسيس- عبدالله المومني المحافظة على الثروات من الكائنات البحرية والمرجان, خصوصا تلك التي تقع ضمن المشاريع المنوي تنفيذها والتي تعتبر من اهم مراكز جذب السياح.
وتحدث المومني عن حيد مرجاني نادر على شكل حائط مرجاني يقع على مسافة قريبة من مركز الحدود الاردنية السعودية في الدرة, يقصده السياح تحديدا لجماله وندرته, مطالبا بان تتخذ الوسائل الضرورية لحمايته, سيما وانه يقع في المنطقة المخصصة لاقامة الميناء الجديد.
وفي السياق طالب المومني ضرورة فتح المناطق الممتدة من التالابيه وحتى نادي الغوص امام الغواصين من السياح, اضافة الى تحسين الشاطئ ومواقع الغوص واقامة المظلات, مما يسهم الى حد كبير في تحسين دخل السياحة في العقبة.
وللوقوف على رأي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة فيما تقدم حاولنا الاتصال بمفوض الاستثمار والتنمية الاقتصادية في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور سليم المغربي من دون جواب.
ان وجود ساحل كساحل العقبة تتزاحم عليه الموانئ والشواطئ والشاليهات والمباني في مساحة لا تتجاوز ال¯ 27 كم, امر يثير تساؤلا جادا ومهما حول كيفية المواءمة بين النشاطات الاقتصادية وبين المحافظة على التنوع البحري والبيئي في منطقة هي المنفذ البحري الوحيد للمملكة والحيد المرجانية المعرضة للخطر, تشكل ثروة طبيعية مستدامة للوطن اضافة لكونها اخر الحيد المرجانية في شمال الكرة الارضية والاكثر استقرارا وصمودا ونموا, وان الحفاظ عليها وجعلها جزءا من التراث العالمي هو واجب وطني وانساني.
العرب اليوم - هاني البداينه