حدثني صديق لي انه عند زواج والده من امرأة أخرى اصبحت حياتهم لاتطاق ليس بسبب قوة الثانية ولكن بسبب قلة عقل والدهم حيث اصبحت هذه المرأة تبحث عن كل صغيرة وكبيرة للأولى وحتى الأمور العادية التي هي تحصيل حاصل لم تعد عادية في قاموس الثانية وأصبح لاينظر الزوج لزوجته القديمة إلا بنظرة سلبية وحتى كلمة ( صباح الخير ياحبيبي ) أصبح لها تفسير عند الجديدة على أنها استهزاء به ويجب أن يضع حدا لها ومن المفارقات أيضا أصبح فن عمل سلطة الخضار له قواعده وقوانينه وبغيرها فهي تخابيص واستطاعت الثانية بدهائها ولقلة عقله إقناعه بان البندورة ( الطماطم ) هي التي يجب أن تقطع أولا وليس الخيار علما انه في النهاية سوف تخلط ولم يعد هناك أولا وثانيا وأصبحت السلطة لها نكهة ثانية على لسانه وبمكر النساء أصبح كل شيء تعمله الثانية له طابعه وشكله المميزين علما ان القديمة كل من يعرفها يعترف بأنها امهر الطباخات وأكرم الأمهات وأطيب الزوجات وهكذا تمر الأيام بين مكر وخباثة الثانية وبين عذاب الأولى التي لها الفضل الكبير في استمرار هذه الحياة ونجاحات الزوج المستمرة لأنها صمدت وكافحت معه وساندته في أحلك الظروف التي مر بها وما يحصل في بعض القطاعات الخاصة والعامة يشبه الى حد كبير ما ذكرته اعلاه حيث ان كثير من الموظفين القدامى الذين لهم الفضل الكبير في ديمومة واستمرارية الشركات والمؤسسات يصبحون بقدرة قادر هم من يريدون هدم تلك المنظومة في تفكير بعض اصحاب الادارة فتجد ان اول نظرة يأتي بها الموظف الجديد ( وبراتبه الخيالي الذي هو اضعاف ما يتقاضاه القديم ) هي ان كل القدامى سيئون وهو من جاء ليصلح الكون وان عصا التصحيح السحرية بيده وللاسف يجد من يسمع له ويفتح اذانه وقد تنقطع اذنه من شدة سحبه لها وقد تجده كالابله وهو يسحب اذنيه الاثنتين ليسمع اكثر وهكذا تصبح ( السلطة الخضراء ) في عرف الموظف الجديد لها فن وانظمة وقوانين وقد تحتاج الى عمليات حسابية معقدة وسهر ليالي علما انها تأتي في الاخر بنفس النتيجة ولكن من يده لها طعم خاص لايمتدحه الا من يريد ان ينافق له اما الموظف القديم فيصبح مصيره كالزوجة القديمة اما الطلاق المدبر نتيجة مضايقات واهمال وحرمان من زيادات ومنغصات ولوم وعتب دائمين او ( الفصل التعسفي ) وطبعا حتى الحل الاخير يوصفه بجمل منمقه كمن يقول ( خلي المحاكم تنفعه ) او عليه ان يسكت ويقبل الظلم كمن يقول ظل وظيفة ( راجل ) ولا ظل حيطة .
اعذروني بهذا التشبيه فعندما احل ربنا الزواج باربعة حسب الشريعة الاسلامية ومن اراد ذلك فعليه ان يعدل وهو يعلم الانسان بطبعه ظلوما جهولا لن يطبق العدل و كان ذلك لحكمة منه لاستمرار الحياة ويعلم انه سيكون هنالك ارامل ومطلقات وحتى لاتشيع الفاحشة في المجتمعات احل الزواج باكثر من واحدة وحتى لو لم يتم العدل فسنة الله ورسوله وايات الله الكريمات باقية لا محال ولكن علينا ان نتعلم وناخذ الحكمة من غيرنا قبل اتخاذ القرارات الظالمة بحق احد وهكذا فالتغييرمطلوب والكل يرغب بتحسين وضعه الوظيفي والمادي ولكن ليس على حساب غيره ظلما وزورا وبهتانا لانه سيأتيه يوما قد يكون زوجة قديمة ( عفوا موظفا قديما ) لان لو دامت لغيره ما آلت اليه ولكل زمان دولة ورجال ويجب ان نعتبر من غيرنا لنكسب احترام انفسنا قبل الاخرين ونقتنع بما نفعل حتى لايأتي اليوم الذي نكون فيه كالزوجة القديمة وندخل في مكر بعض النساء ودهائهم ونعض اصابع و قد ناكلها ولاينفع الندم وعذرا لجميع النساء .
المهندس رابح بكر
0795574961
0788830838
Rabeh_baker@yahoo.com