يتوجه وزير الخارجية ناصر جودة الى واشنطن اليوم للقاء مسؤولين كبار في الادارة الامريكية بالتزامن مع زيارة لنظيره المصري احمد ابو الغيط ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان, وسط انباء عن قمة دولية يجرى الاعداد لها بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستئناف عملية السلام المجمدة. سبق زيارة جودة والوفد المصري الى واشنطن تحرك دبلوماسي مكثف شهدته القاهرة والرياض ودمشق جاء على وقع خطة امريكية لاطلاق مفاوضات فلسطينية اسرائيلية لتسوية جميع قضايا الحل الدائم في غضون سنتين. صحيفة معاريف الاسرائيلية نشرت الملامح الاساسية للخطة واقر عباس بوجودها لكنه لم يبد تفاؤلا ازاء فرص استئناف المفاوضات اذا لم تلتزم اسرائيل بوقف كامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. القمة الاردنية المصرية في شرم الشيخ والاردنية السعودية في الرياض كرستا لبحث فرص استئناف المفاوضات وفق العرض الامريكي الذي طال انتظاره, ومن جانبهما حرّكا الانباء عن خطة الاتصالات على الخط السعودي السوري المصري. وترى اوساط دبلوماسية اردنية وعربية في الخطة مخرجا من المأزق القائم جراء التعنت الاسرائيلي. ولهذا سارع الجانبان الاردني والمصري الى ارسال جودة وابو الغيط الى واشنطن للاطلاع على تفاصيل الخطة الامريكية والبحث في التوصل الى مقاربة سياسية تسمح بجلوس الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على طاولة المفاوضات من جديد. وذكرت تقارير صحافية بالامس ان عباس يتعرض لضغوط »لتليين« موقفه والعودة الى المفاوضات من دون شروط مسبقة. يصعب التكهن بنتائج الزيارتين المنفصلتين لجودة وابو الغيط الى واشنطن لأن المعطيات القائمة لا تبعث على التفاؤل. اسرائيليا يجمع كل المسؤولين من حول نتنياهو بأن فرص التسوية في العامين المقبلين غير واردة وافضل ما يتوقعه الاسرائيليون هو التفاهم على آليات لادارة الصراع لا تسويته. التسوية على ما تنطوي من اجحاف بحق الفلسطينيين لم تعد ممكنة مع الاسرائيليين فما الذي يمكن أن تراهن عليه في واشنطن. الاردن وعلى لسان جلالة الملك اكد اكثر من مرة اننا لا نريد العودة الى عملية سلام تستمر 15 سنة اخرى من دون نتيجة ودعا الى اطلاق مفاوضات وفق المرجعيات العربية والدولية المعتمدة تلتزم باطار زمني لمعالجة قضايا الحل النهائي. لكن اسرائيل المنحازة بقوة نحو اليمين رفضت هذا التصور واستمرت في سياسة الاستيطان ومصادرة الاراضي المحتلة ولم تستطع الادارة الامريكية ردعها. خلق هذا الوضع شعورا بالاحباط في المنطقة وتبددت الآمال العريضة, مبكرا بقدرة الرئيس الامريكي باراك اوباما على حل الصراع الأكثر تعقيدا في العالم. ومع بداية العام الجديد كان على واشنطن ان تقوم بأي تحرك لاستعادة ثقة حلفائها في المنطقة.الخطة المنتظرة تأتي في هذا السياق ولن يكون مصيرها افضل من سابقاتها. الفرق اننا في السابق كنا ننتظر قدوم المبعوثين الامريكيين الى الشرق الاوسط حاملين معه¯م خطط السلام اما الآن فها نحن نطرق ابوابهم بحثا عن السلام المفقود في منطقتنا.0 fahed.khitan@alarabalyawm.net