زاد الاردن الاخباري -
-اكد نواب ومسؤولون شاركوا في ندوة نظمتها هيئة الطاقة الذرية بعنوان (الندوة الوطنية التعريفية حول الطاقة النووية) اهمية البرنامج النووي مصدرا محليا للطاقة.
وشددوا خلال الندوة على ان المملكة بحاجة الى حلول سريعة وناجعة لتعزيز مساهمة مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي بما يخفف من خسائر شركة الكهرباء الوطنية المقدرة بنهاية العام الحالي بحوالي 5ر3 مليار دينار.
وفي الوقت الذي ابدى بعض النواب تحفظاتهم على البرنامج النووي الاردني اكد غالبية النواب المشاركين اهمية البرنامج بصفته مشروعا وطنيا لسد جزء من احتياجات المملكة لطاقة دائمة مستقرة باسعار منافسة تواجه تحديات النمو السنوي في الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية بالاعتماد على احتياطي المملكة من خام اليورانيوم.
وطرح مسؤولون في قطاع الطاقة ونواب وخبراء اجانب خلال الندوة التي عقدت في عمان على مدى يومين، رؤيتهم لمستقبل القطاع وتحدياته ما يجعل الاردن في سباق مع الزمن لتامين احتياجاته من الطاقة خلال السنوات القليلة القادمة.
وبهذا الخصوص قال رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور في افتتاح الندوة ان ارتفاع اسعار النفط الخام والمشتقات النفطية في الاسواق العالمية الى مستويات قياسية جعل خيار الطاقة النووية خيارا رئيسيا لتلبية احتياجات الاردن من الكهرباء والمياه في المستقبل.
واشار المهندس السرور الى ان الاردن يحظى بمصادر طبيعية من خام اليورانيوم الذي يعد احد الركائز الاساسية للبرنامج النووي الاردني مؤكدا دعم مجلس النواب للجهود الوطنية للمضي قدما في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي خاصة فيما يتعلق بتحقيق امن التزود بالطاقة وتنويع مصادرها واشكالها، وتطوير واستغلال مصادر الطاقة المحلية التقليدية والمتجددة والصخر الزيتي واليورانيوم.
كما اكد دعم المجلس لجهود نقل وتوطين وتطوير الطاقة النووية وتطوير استخداماتها وادامتها، وتعظيم القيمة المضافة لاستغلال الخامات المعدنية المتوفرة وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في جميع القطاعات.
وفي ذات السياق عرض بعض النواب التحديات التي تواجه البرنامج النووي وموضوع القبول المجتمعي للبرنامج الذي قطع شوطا في مجال اختيار تكنولوجيا المحطة النووية وموقعها.
وشددوا على ضرورة اقامة حوار تعريفي بناء ضمن اجوء الاصلاح والشفافية التي يدعو اليهما جلالة الملك عبد الله الثاني وصولا الى توافق وطني واهمية طرح الامور بوضوح وموضوعية ضمن نقاش علمي يعكس ثقافة المجتمع واحتياجاته وتطلعاته.
وبهذا الخصوص قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان ان الوقت قد حان للاستفادة من نقل وتوطين تكنولوجيا الطاقة النووية كبديل لاستخدامات النفط المستورد في توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه لمساعدة المملكة على تلبية احتياجاتها من هاتين المادتين.
واضاف ان مشكلة الطاقة تفاقمت خلال العقد المنصرم في معظم دول العالم وعلى الاخص دول العالم النامي، ومنها الاردن، الذي يستورد حوالي 96 بالمئة من من الطاقة ما يشكل عبئا على الاقتصاد الوطني وعلى القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية يفاقهما نقص حاد في المصادر المائية حيث يعد الاردن من الدول الخمس الاكثر فقرا في المياه في العالم.
وقال ان الاردن خطا خطوات عديدة مدروسة وفقا لخارطة طريق شفافة تسعى لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة النووية حيث انتهت الهيئة من تقييم العروض المقدمة لبناء محطة الطاقة النووية الاردنية واعداد دراستين اوليتين للجدوى الاقتصادية احداهما للعرض الروسي واخرى للعرض الفرنسي – الياباني، مؤكدا حرص الحكومة على ان تكون شريكا بنسبة 51% في المحطة النووية نظرا لاستراتيجية المشروع.
وقال ان الدراستين سيتم تحديثهما بعد تحديد ودراسة خصاص موقع محطة الطاقة النووية، فيما يجري العمل على اصدار دراسة الاثر البيئي الخاصة بالمشروع مؤكدا ان مفاعلات الجيل الثالث تمتاز بدرجة امان عالية جدا في حين سيتم معالجة النفايات النووية وفق التقنيات والمعايير العالمية.
واكد الدكتور طوقان ان الاردن يحظى بمصادر طبيعية من خام اليورانيوم، تشكل احتياطيا استراتيجيا مهما للمملكة لتسهم في تامين وقود نووي لتشغيل محطات الطاقة النووية الاردنية المزمع انشاؤها ويقلل الاعتماد على المصادر الخارجية للطاقة، ويحقق وفرا ملموسا في فاتورة الطاقة المستوردة من الخارج.
وتوقع الدكتور طوقان الانتهاء من اعمال استكشاف اليورانيوم في وسط الاردن بنهاية العام الحالي والاعداد للنتائج النهائية للمرحلة الاولى للدراسات تحت اشراف علماء دوليين معتمدين في هذا المجال.
وفي خصوص موقع المحطة النووية، قال طوقان إن الحل الوحيد لاقامة المحطة النووية في العقبة هو بالشراكة مع السعودية وفي منطقة بين البلدين لأن العقبة تزخر بالانشطة السياحية والاقتصادية.
واشار الى دور الهيئة في اعداد الكوادر البشرية اللازمة للمشروع من خلال دعمها لانشاء برنامج البكالوريوس في الهندسة النووية وبرنامج الماجستير في الفيزياء النووية والفيزياء الطبية في الجامعات الاردنية بالاضافة الى دعم المنح والبعثات الدراسية للدراسات العليا في مجال الطاقة النووية واتاحة فرص التدريب المتخصص ضمن سياق دولي.
وقال انه تم الاستفادة من 59 فرصة تعليمية لاستكمال الدراسات العليا في مختلف المجالات والتخصصات ذات العلاقة بالعلوم والهندسة النووية تحت اطار اتفاقيات التعاون النووي مع حكومات فرنسا، والصين، وروسيا، وكوريا، واليابان.
واشار الى ان مشروع المركز الاردني للبحوث النووية والذي يضم مفاعلا نوويا بحثيا بقدرة 5 ميغاواط في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية، ودوره في بنـاء وتاهيل وتدريب اجيـال جديدة من الباحثين والعلماء والمهندسين النوويين.
وقال ان المفاعل سيتم استخدامه لانتاج نظائر مشعة تحتاجها مختلف القطاعـات الطبية والزراعية والصناعية في الاردن وسيتم تشغيل هذا المفاعل في عام 2015، علما بان نسبة الانجاز في المشروع لتاريخه تبلغ 45 بالمئة.
واضاف ان الهيئة وبهدف نقل وتوطين التكنولوجيا النووية السلمية فقد تم ادخال المنظومة النووية دون الحرجة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية في الخدمة لاستخدامها كمرفق مخبري حديث يوفر التدريب العملي لطلبة قسم الهندسة النووية في الجامعة مع مطلع الفصل الدراسي الاول للعام القادم وذلك بهدف اعداد الكفاءات في اطار التحضير للبرنامج النووي الاردني.
وناشد الدكتور طوقان النواب ايلاء المشروع النووي الاردني الاهمية التي يستحقها ايمانا بتضافر الجهود الوطنية التي يعول عليها لدعم استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية.
وبهذا الخصوص قال فلنعمل جميعا يدا واحدة على تحفيز استخدام الموارد المتاحة والتقنيات المتطورة التي تحقق التقدم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية مؤكدا ان التنسيق والتفاعل المستمر بين جميع الاطراف الوطنية المعنية خاصة مجلس الامة هما السبيل الى النجاح في تحقيق اهداف البرنامج.
وكان لهيئة تنظيم العمل الاشعاعي والنووي دورها في النقاش بالتركيز على عنصر الرقابة واهميته في تنفيذ البرنامج النووي كجزء من المهام المناطة بالهيئة في مجال التنظيم والرقابة على المصادر المشعة والمؤينة في المملكة.
وبهذا الخصوص قال مدير عام الهيئة الدكتور مجد ابراهيم الهواري ان الهيئة تعمل حاليا على ترخيص عدد من المشاريع النووية وهي المنظومة دون الحرجة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية المقام في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية – اربد لتدريب طلاب الهندسة النووية في الجامعة مشيرا الى انه تم الانتهاء من مرحلة الادخال في الخدمة، وسيتم اصدار رخصة التشغيل بعد دراسة تقارير الادخال في الخدمة وتسليم الوثائق المتعلقة باجراءات التشغيل والصيانة، وشهادات تدريب المشغلين، وشهادة ضابط الوقاية الاشعاعية، واجراءات تدريب الطوارئ والتدريب الامني قبل التشغيل.
وعرض دور الهيئة في ترخيص المفاعل الاردني للبحث والتدريب المقام في جامعة العلوم والتكنولوجيا في محافظة اربد بهدف تدريب طلاب الهندسة النووية في الجامعة وانتاج النظائر الطبية المشعة.
وقال ان ان الهيئة راجعت الوثائق الخاصة بالمفاعل الاردني للبحث والتدريب وفقا لمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والانظمة والقوانين الكورية (بلد المنشا) للتاكد من توفر كافة معايير الامان النووي في المفاعل.
كما عرض دور الهيئة في ترخيص المسارع الضوئي (السنكروترون) المقام في محافظة البلقاء بهدف اجراء الابحاث العلمية من قبل العلماء والمهندسين النوويين من جميع انحاء الشرق الاوسط ويعتبر الاول من نوعه في المنطقة مشيرا الى انه تم ترخيص الموقع من قبل هيئة التنظيم، ويتم حاليا دراسة طلب ترخيص المنشاة وحيازة كل من الميكروترون والبوستر.
كما عرض الدكتور الهواري دور الهيئة في مجال الرقابة الحدودية من خلال مراقبة تسع نقاط حدودية لمنع الاتجار غير المشروع بالمواد النووية والمشعة بالاضافة الى فحص نسب الاشعاع في البضائع الداخلة لاراضي المملكة.
واشار الى ان الهيئة تمتلك اجهزة كشف ثابتة ومتحركة بالاضافة الى اجهزة الفحص اليدوية وتعمل من خلال محطات الرصد البيئي على تحديد نسب الجرعات الاشعاعية في الهواء.
وكان مدير عام شركة الكهرباء الوطنية الدكتور غالب المعابرة قد عرض التحديات التي تواجه النظام الكهربائي في المملكة وتناول اثر تذبذب امدادات الغاز الطبيعي المصري على تكاليف انتاج الكهرباء وموثوقية التزود بالطاقة متوقعا ان تبلغ الخسائر التراكمية لشركة الكهرباء الوطنية بنهاية العام الحالي حوالي 5ر3 مليار دينار.
وتوقع الدكتور المعابرة ان تسهم الطاقة المتجددة في انتاج حوالي 19 بالمئة من احتياجات المملكة من الكهرباء بحلول عام 2035 وان يسهم الصخر الزيتي بنسبة 28 بالمئة والطاقة النووية 23 بالمئة والغاز الطبيعي 30 بالمئة.
واستمع المشاركون في الندوة التي ادارها نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور كمال الاعرج الى شرح حول زيارتين قام بهما نواب اردنيون الى مفاعلات نووية في فرنسا وامريكا اطلعوا خلالها على عناصر هذه المشاريع وطاقتها الانتاجية والاجراءات المتبعة لضمان امن وامان هذه المفاعلات.
بدورهم عرض خبراء اجانب في الندوة خبراتهم وتجاربهم حيث عرض كبير مفتشي المنشات النووية الدكتور مايك ويتمان لمحة عامة حول الطاقة والنووية والامان النووي والباحث الزائر لدى المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية الدكتور هانز روجنر حول اثر حادثة محطة فوكوشيما للطاقة النووية على التوجه العالمي لاستخدام الطاقة النووية وحول اقتصاديات الطاقة.
كما عرض ممثلا شركة ديلويت العالمية كريس هاروب ودانييل غروزفنر موضوع دراسات الجدوى الاقتصادية لمحطة الطاقة النووية الاردنية.